الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ضد التطرف ـ 4 ـ داعش التنظيم الإرهابى الأغنى عبر التاريخ

ضد التطرف ـ 4 ـ داعش التنظيم الإرهابى الأغنى عبر التاريخ
ضد التطرف ـ 4 ـ داعش التنظيم الإرهابى الأغنى عبر التاريخ




 كتب - مصطفى أمين عامر


 خلقت داعش ومن قبلها القاعدة حالة إيدلوجية عنيفة استلزمت إجراء مراجعة دقيقة وعميقة لمدى قدرة هذة الجماعات الإرهابية على اختراق عقول الأشخاص والوصول بها إلى هذه الحالة الدموية من خلال رؤية «ناقصة» لمفاهيم جدلية حول الجهاد ولتكفير والدولة والعلاقة القائمة على المنفعة.
وتعمل الجماعات الإرهابية على جعل المال «فريضة» للجهاد فى عقل كل إرهابى حتى ولو كان مما حرمه الله وذلك حتى تحفز مقاتليها على الاستمرار فى القتل والتنكيل بالخصوم من أجل غاية كبرى وهى استباحة ماله وعرضه ودمه.
 ويرتبط التمويل لدى الجماعات الإرهابية بمجموعة من الظروف المعقدة المرتبطة بنشأة كل جماعة وظروف انتشارها والهدف من تأسيسها ولعل من أبرز الجماعات التى كان المال عاملًا أساسيًا فى ظهورها وانتشارها تنظيم داعش الذى تنوعت مصادر تمويله بشكل كبير مما جعله التنظيم الأكثر ثراء فى تاريخ الجماعات الإرهابية .
 واعتبرت التبرعات مصدرًا رئيسا لتمويل الإرهاب وذلك بحسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية فى عام 2014م, والذى كشف عن وجود أثرياء وشخصيات عربية دعمت ومولت الأنشطة الإرهابية فى كلٍّ من العراق وسوريا، كما تشكل أموال الصداقات والتبرعات والزكاة أيضًا مصدرًا مهمًا, حيث عملت المنابر والقنوات الإسلامية خلال عامى 2011/2012 على تشجيع المسلمين على توجيه أموال الزكاة والتبرعات والصدقات لتأييد الجهاد والمقاومة فى سوريا، وهى الأموال التى وجدت طريقها بصورة مباشرة إلى كلٍّ من داعش وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية.
ويعد التمويل الدولى أحد المصادر المحفزة على العمل الإرهابى فطبقًا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية فى شهر يونيو 2014م وجد أن التمويل الذى تحصل عليه داعش يأتى من حوالى 31 دولة عبر العالم، من: الخليج، وباكستان، والجزائر، وتركيا، ومصر، ولبنان، وغانا، والسودان، وبريطانيا، والسويد، وهولاندا، وأستراليا، والسنغال، وتايلاند، وبنجلاديش، وغيرها من الدول, حيث تعتمد داعش والنصرة على شركاء محليين مسجلين تحت أسماء وهمية، وتمارس نشاطها من وراء ستار قانونى وشرعى.
 كما أن عوائد تحرير الأجانب المختطفين الذين دأبت داعش على اختطافهم سواء من الموظفين الدوليين، والصحفيين الغربيين، ومساومة ذويهم ودولهم على الإفراج عنهم مقابل ملايين الدولارات كفدية, وقد ذكرت بعض التقارير الصحفية أن عوائد هذه الطريقة بلغت أكثر من 25 مليون دولار سنويًّا وهو ما اعتبر محفزًا مهمًا على انضمام العديد من العناصر إلى التنظيم الإرهابى.
 كما أن عوائد الموارد والسلع من الأماكن المسيطر عليها من قبل الجماعات الإرهابية سواء مستشفيات، ومراكز تسوق، ومطاعم، ومرافق الكهرباء والمياه فى هذه المناطق، وهى المرافق التى توفر لها عوائد تُقدر بالملايين كل شهر وهو ما يجعل مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية دائمًا مصدر جذب للإرهابيين.
 كما أن عوائد التهريب من النفط، والأسلحة، والآثار وتجارة السبايا التى قدرت عوائدها اليومية فمن النفط المهرب مثلاً ما بين 2 إلى 4 ملايين دولار شهرياً فى عام 2014م  من وسائل الجذب المحفزة للانضمام إلى الجماعات الإرهابية كما يضاف إليها الهبات من مؤيدى التنظيمات الدموية والخائفين منه والجزية والتى تم إعادة فرضها مرة أخرى على غير المسلمين فى مناطق سيطرة داعش قبل تحريرها بالإضافة إلى فرض ضرائب شهرية على المؤسسات المحلية قدرت بحوالى 8 ملايين دولار هذا بالإضافة إلى عمليات نهب البنوك ومنها البنك المركزى فى الموصل، والاستيلاء على عشرات الملايين من الدولارات وعوائد المنتجات الزراعية، مما سبق نستطيع التأكيد على أن عقول الإرهابيين ليست ممتلئة بعقائد التطرف الدينى العنيف فقط، وإنما وراءها قوى تجمع الأموال وتتاجر بمقدرات الشعوب وحتى بمحارمهم بتحويل نسائهم إلى سبايا لذلك «الإرهابي» الذى سرعان ما يتحول الى مجرد أداة للقتل والعنف بلا وعى أو ضمير من أجل حفنة من الدولارات الملوثة بدماء الأبرياء.