الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النبى دانيال ملتقى الأديان السماوية الثلاثة

النبى دانيال ملتقى الأديان السماوية الثلاثة
النبى دانيال ملتقى الأديان السماوية الثلاثة




الإسكندرية- نسرين عبدالرحيم


«هنا تستمد الروح فى حظوة القديس لدى دنيال المرتجى فى صفا نفسى هنا فاخشعن يا قلب وأسأل تفز بما تروم من الوهاب ذى العرش والكرسى لديك نبى الله وافيت راجيا قبولا من التواب يصفو به أنسى أيا روح هذه روضة نبوية بها دنيال فاستمدى من الشمس».
تلك الكلمات من ديوان للإمام المجدد محمد ماضى أبوالعزائم كتبت 18 محرم 1342هجريًا، حيث توجد بروز بجانب حجرة ضريح النبى دنيال التى تقع داخل مسجد النبى دنيال، وهو أحد مساجد الإسكندرية التى بها أضرحة، حيث توجد العشرات من المساجد بالثغر لا يعرف عنها الكثيرون شيئًا، رغم أنها تأتى إليها وفود الزائرين من مختلف بلاد العالم. وسمى الشارع الذى يؤدى إلى مسجد النبى دنيال باسمه، كما ارتبطت الطرق المؤدية للنبى دنيال بالكثير من الأساطير والحكايات والغموض، حيث يردد البعض أن مقبرة الإسكندر توجد به، لكن المؤكد أن شارع النبى دنيال يعتبر ملتقى للأديان السماوية الثلاث نظرًا لوجود الكنيسة المرقسية أو الكاتدرائية  والمعبد اليهودى. ويعد مسجد نبى الله دنيال من المساجد الشهيرة، والتى تتبع الصوفية، رغم أن الكثير من الصوفيين لا يهتمون به ولا يقيمون به احتفالات، ولكن كل خميس تقيم الطريقة البرهامية دخل المسجد حلقة ذكر عقب صلاة العشاء ويتم خلال الحلقة الإنشاد بأبيات من الشعر والمدح فى حب رسول الله وآل البيت بعد إطفاء الإضاءة  بالمسجد، ويقف المحبون على شكل شبه دائرة يتمايلون مع الإنشاد ويتزعمهم أحد كبار الطريقة ويضىء أمامه مصباحاً كبيراً.
 من جانبه قال الشيخ أشرف سلمان الإمام السابق للمسجد ومفتش بالأوقاف حاليًا: إن الكثير من الإسكندرنية لا يعرفون عن المقام شيئًا ولا عن تاريخ النبى دنيال لذلك أغلب من يأتى لزيارة المقام من السائحين.
وأضاف سلمان: “الأمر الغريب هو إقبال السائحين من دول شرق آسيا، خاصةً ماليزيا والهند، بالإضافة لشباب الأزهر الوافدين على زيارة المقام، رغم كونه ليس من أصحاب المقامات المشهورة كالمرسى أبوالعباس وسيدى بشر وياقوت العرش والإمام البوصيرى وأبوالإخلاص”.
وأشار إلى أن أحد الأسباب التى أدت لعدم شهرة المقام، عدم ذكره فى القرآن أو كتب التاريخ، كما أنه ليس معروفًا عند الطرق الصوفية، فلا يقيم أى احتفال به وزيارته إلا الطريقة البرهامية. وأوضح أن النبى دانيال لم يذكر فى القرآن أو كتب التراث، لكن الشائع أنه أحد أنبياء بنى إسرائيل، والدليل على ذلك أن المسجد يقع بجوار المعبد اليهودى، متابعًا: أن شارع النبى دانيال يعد ملتقى الأديان الثلاثة، نظرًا لوجود الكنيسة المرقسية بنفس الشارع حيث يضم كنيسة ومعبدًا يهوديًا ومسجدًا.
وأستطرد سلمان: أن البناء الحالى للمسجد ليس هو البناء الأصلى لمسجد دانيال، فالبناء الأصلى يقع أسفل المسجد الحالى، والغريب فى هذ المسجد هو وجود سرداب مظلم بجانب الضريح لا يعرف أحد امتداده أو نهايته، مشيرًا إلى أن بعض الناس يعتقدون أن هذا السرداب يصل بين مسجد النبى دانيال ومساجد الإسكندرية الأخرى.