الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: القنوات ترفع شعار «اللى تكسبوا... العبوا»

خبراء: القنوات ترفع شعار «اللى تكسبوا... العبوا»
خبراء: القنوات ترفع شعار «اللى تكسبوا... العبوا»




كتبت - مريم الشريف

فى وقت اختفت فيه من الساحة البرامج الحوارية والسهرات الفنية، إلا ما ندر، تحولت الشاشة التليفزيونية بهذا الموسم الرمضانى، لمجرد نافذة للأعمال الدرامية المصحوبة بالإعلانات، متجاهلة الشريحة العريضة من الجمهور المحب للقاءات مع النجوم والمشاهير فى مختلف المجالات، مما يدفعنا إلى التساؤل عن سر غياب البرامج الرمضانية هذا العام بعكس المواسم السابقة.

الإعلامى جمال الشاعر، وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، أرجع أسباب اختفاء البرامج الرمضانية إلى أن القنوات تسير بمنطق «اللى تكسبوا.. العبوا»، بمعنى اللعب على المضمون، لأن الدراما تعتبر «رقم واحد» فى نسب المشاهدة، مما تسبب فى غياب البرامج عن الشاشة، لأنها صنعت نوعا من الاحتلال الدراماتيكى على الشاشة إلى ظهور سرطان الإعلانات. وقال فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: إن مستقبل الدراما التليفزيونية على المحك ومهدد، لأن هناك تشكيكا مذهلا حتى فى نسب متابعة المسلسل، وأصبحت القنوات عبارة عن إعلانات تتخللها بعض المشاهد الدرامية وليس العكس، وهذه مسألة فى منتهى الخطورة، كما أن اختفاء البرامج يدل على غياب التوازن المهنى فى تقديم الخدمات الإعلامية للمشاهد.
«شباب السوشيال ميديا»
وأشار الشاعر، إلى أن البرامج التى قد تعيد الشباب للتليفزيون اختفت، فالشباب خرج ولم يعد، وانتقل من مشاهدة التليفزيون إلى السوشيال ميديا، إذ إن القائمين على القنوات فقدوا شريحة كبيرة من متابعى قنواتهم، لكنهم يراهنوا على «السواد الأعظم» من المشاهدين الذين لا يستخدمون الإنترنت، أو ليس لديهم ثقافة التصفح الإلكترونى ويعتمدون على التليفزيون بشكل رئيسى. وأوضح وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، أن غياب البرامج يؤدى إلى خلل كبير، حيث أصبحت الدراما هى مصدر المعلومات والأفكار، والأساس فى التأثير على عقل المشاهد، فضلاً عن تصديرها نماذج يقتدى بها الشباب وهذا الأمر خطير.
وأكد الشاعر أهمية الموازنة فيما يقدم على الشاشة من أخبار، وبرامج وتوك شو، محذرًا من حدوث نوع من التغييب العقلى الذى سيضطر المواطنين إلى أن يأخذوا مصادرهم من السوشيال ميديا، بسبب سطوة الوكالات الإعلانية التى تحدد ما يقدم على الشاشة سواء من برامج أو دراما، معبرًا عن استيائه من البرامج المعتمدة على إحراج وفضح الضيف، وكأن مصر لا يوجد فيها إلا من تزوجت 7 مرات، أو من تشاجروا، ومن لديهم قضايا فساد.
«إعلام الدولة القوى»
وشدد على ضرورة وجود إعلام دولة قوى متوازن، حيث إنه إذا صلح إعلام الدولة متمثلاً فى ماسبيرو، ستخف الضغوط على الحكومة بما لا يقل عن 50%، لأن الشعب سيجد نفسه على الشاشة من خلال توفير برامج تتناول اهتماماته وقضاياه ومشاكله، ما يساهم فى خلق نوع من السلام الاجتماعى واندماج الشعب بما فيهم شباب السوشيال ميديا، وهذا جزء من عملية التنمية والإصلاح للمستقبل، فـ«الإعلام مش بيهرز» الإعلام ليس أراجوز، مضيفًا أن ماسبيرو لا يزال فى مرحلة إعادة الهيكلة، وحدث تحسن فى القناة الأولى بإنتاج برامج جديدة مثل «مصر النهارده».
«الشراكة الإعلامية»
وكشف الشاعر عن أن رسالة الدكتوراه التى حصل عليها الفترة الماضية من جامعة «ماستريخت»، كانت عن دراسة للإعلام المصرى وكيفية تطويره، وتطبيق ذلك على مؤسسة من مؤسساته مثل ماسبيرو، وخلصت نتائج الدراسة إلى ضرورة إيجاد إدارة اقتصادية ذكية ورشيدة تعتمد على توفير الأموال، والاهتمام بالتكنولوجيا، ولابد أن تكون التعيينات والترقيات من خلال لجان محايدة تضم شخصيات كبيرة من خارج المبنى، كما يجب الانفتاح على تجارب العالم فى الإعلام مثل التليفزيون الألمانى وغيره، بالإضافة إلى الشراكة مع التليفزيونات العربية والإنتاج المشترك مع الأجنبية، بحيث يكون هناك تجديد للدماء، فضلاً عن ضرورة القضاء على الروتين، وألا تكون التشريعات مكبلة لحرية الإعلاميين حتى لا يتحول المذيع لموظف.
«الخوف من المنافسة»
الإعلامية هالة أبوعلم، قالت: إن التنقلات وتغيير القائمين على إدارة بعض القنوات، وعدم الاستقرار، وراء اختفاء البرامج، نظرًا لضيق الوقت وعدم اللحاق بالتعاقد مع مذيعى البرامج الحوارية وتقديم إنتاج برامجى.
«أبوعلم» أوضحت أن الظروف الشخصية لبعض نجوم البرامج الحوارية، كانت من ضمن أسباب غيابهم، بالإضافة إلى أن بعضهم لا يحبذ فكرة عرض برنامجه فى رمضان، وتأجيله حتى نهاية الشهر الكريم، لضمان نسبة المشاهدة كى لا يُظلم فى ظل الأعمال الدرامية الكثيرة والمنافسة فى رمضان.
«الجمهور يحتاج التنوع»
وأكدت حبها للتنوع على الشاشة بأن تكون ثرية بجميع عناصرها، ولا تطغى مادة على أخرى ليصب فى صالح المشاهد، بتواجد البرنامج السياسى والترفيهى والدينى والمسلسل، فهذا المضمون المتنوع هو الذى يحتاجه الجمهور من ثقافة وترفيه ليشعر بالثراء الفكرى والشبع، كما وصفت قناة ماسبيرو زمان بالرائعة لما تضمنه من محتوى ثرى للغاية.