الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سحر عبدالقوى: أبحث عن ذاتى كأنثى.. وتراودنى فكرة كتابة الأدب النوبى





سحر عبدالقوى قاصة وروائية من أسوان وهى فى كتاباتها صريحة حد الإرباك وحادة كالسيف، وتعول على الوعى أبدا ودائما.
 وهى مشغولة بقضايا المرأة وتستوحى شخصيات أعمالها من البيئة حولها.




■ متى وكيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟
-  بدأت رحلتى أولا مع القراءة منذ الطفولة حيث التهمت كل ما كان موجودًا فى مكتبة منزلنا ثم مكتبة النادى ثم مكتبة المدرسة...وكنت أحب كتابة المقال وأكتبه عندما أتحمس لموضوع أو قضية ذلك فى الفترة المبكرة جدا...أما البداية الحقيقية فكانت عام 2009 تحديدا بعدما صقلت قراءاتى السابقة بقراءات متخصصة فى الأدب اتاحتها لى دراستى ومجالى (دراسة الأدب الإنجليزي)...فكانت فى البداية تأملات فى حالة الكتابة... كنت اسأل نفسى كيف كتب كل هؤلاء روائعهم...ثم بدأت بالخواطر ثم الشعر ثم القصة فى آخر الأمر...

 

■ لماذا اخترت القصة القصيرة فضاء لإبداعك؟

 

- كانت بدايتى شعرية كما ذكرت آنفا...أما القصة فقد كنت اتهيب الاقتراب منها...حتى عام 2010...وجدت فيها فضاء أكثر رحابة للتعبير...فمثلا يمكننى أن أتناول فى القصة ما لا يصلح كمادة للشعر...الشعر يستطيع ان يرسم لحظة ويصور احساساً...اما من يحتاج لأن يتوغل فى موضوع ويناقشه بشكل حى من خلال شخوص فالقصة فهى انسب جنس أدبى لذلك...

 

 ■ فى أى مناخ تكتبين قصصك ؟ وكيف تختارين أبطالك ؟

 

-أكتب القصة بين القديم والحديث وبين نفسى وجنونها...فالسابقون يحملون لنا مشاعل الهداية ويتركون لنا حرية طرق مسالك جديدة على ضوء ما قدموه...والمعاصرين يبتكرون ويجددون...والنظريات الأدبية تفند وتقنن وتحلل كل ذلك...وأنا وجدت نفسى بين كل ذلك...وأعشق التجديد...ولا أن يكون حبنا للقديم مدعاة لسجننا فى قوالبهم فهم أنفسهم كانوا مبتكرين...ولا أحب أن أقلد أحداً...ومازلت أبحث عن نفسى لكى يكون لى أسلوبى الخاص...

 

أما أبطالى فدائما من بيئتى...ممن يتحلقون حولى...ممن يلفتون نظري...قد لا يكونون هم بالضبط...ربما أفكار أحدهم...وربما تصرفات إحداهن...وربما موقف عابر...وربما لحظة خاطفة...أذكر فى إحدى قصائدى كانت البطلة صديقتى ومصدر الالهام فيها ...وقع خطواتها وهى تسير...دفعتنى لكى أجعلها إحدى بطلات قصائدي...

 

■ ما القضية التى تؤرقك فى قصصك؟

 

- ربما أكثر من قضية...أولها المرأة فى عالمنا...همومها ومشاعرها ومخاوفها والمعوقات التى تقف أمامها خصوصا فيما يسمى بالمجتمع الذكوري...وثانيها وربما يكون غريبا هو «أنا» كأنثى عربية تبحث عن ذاتها وتحاول أن تفهم نفسها وترتبها عن طريق الكتابة...فالبوح بالنسبة لى يساعد فى ترتيب «الكركبة» التى تتركها متاعب الحياة المعاصرة على الأرواح المرهقة...مثلي...

 

 ■ تقيمين فى أسوان .. لماذا لم تكتبى الأدب النوبى ؟

 

- الأدب النوبي...يراودنى لكننى أحجم عنه لسبب أننى لست نوبية بالفعل...ورغم احتكاكى بالبيئة وبأصدقاء وجيران إلا أننى لم أشعر أن ذلك الاحتكاك قد أدى بالفعل إلى التشبع الذى يمكننى من تعاطى مثل هذا اللون الغنى الملىء بالزخم والجذاب أيضا...لكننى حاليا بدأت أفكر خصوصا وأنا عاكفة على كتابة رواية...تتم مجمل أحداثها فى أسوان والاسكندرية...أجزاء منها تتم فى غرب أسوان تحديدا حيث القرى النوبية مسرح للأحداث...وإن كانت معالجة تتسم بالبعد النسبى عن لمس عصب الموضوع فأنا بدأت أقترب ولكن على استحياء شديد...

 

 ■ أين موقع الرجل فى قصصك ؟

 

- الرجل......هو كل شىء وليس بدونه يكون هناك شىء...هو ماء الحياة والمرأة هى الأرض...هكذا دوما الرجل فى قصصي...هو القاتل والباعث للحياة...هو الصانع والمدمر...هو الحب وأصل الخذلان الأنثوي...صورته فى قصصى أب وحبيب وزوج...بصور إيجابية وأخرى طبعا سلبية...هناك رجل حقيقى لا ينسى حتى لو غادر بعيدا عن نقاط الضوء وآخرون مسوخ يشوهون فقط ويتركون ندوباً...لكننى دائما وأبدا أنحاز للمرأة وعلى الرجال أن يتقبلوا أسفى.

 

■ كيف تفاعلت إبداعيا مع ثورة يناير ؟

 

- فى البداية أربكتنى ثورة يناير...فتوقفت عن الكتابة وشاركت فيها بالدعم كمتظاهرة...وأدركت حينها أننى بحاجة للغة جديدة تصف المشاعر والزخم والغليان وتلك الأشياء الجديدة التى طفت على سطح المجتمع المصري...تفاعلت معها شعرا فقط فكتبت عدة قصائد منها «شهيدة» و «ثورية» و«نشيد الصباح» وعدة نصوص أخرى...ولم أتعامل معها قصصيا لأننى أعتقد أنه مازال الوقت مبكراً جدا على استيعاب الثورة التى كل يوم تفجر لنا مفاجأة على ساحاتنا ولا نعرف أين سيستقر بها المقام ولست من النوع الذى يستطيع أن يقدم عملاً سريعاً لاننى بحاجة دائما إلى استيعاب تداعيات الموضوع من كل الجوانب وفى ثورتنا المصرية الآن كثير من الغموض...قد- والله أعلم- أتناوله فى عمل تاريخى طويل فيما بعد....