الثورة ايقظت الضمير الانسانى والكتابة رحلة بحث مضنية عن الذات
روزاليوسف اليومية
فاتن رمضان قاصة وشاعرة من الفيوم، لا تستطيع أن تتصالح مع واقع مهزوم، ولا تحب الفشل ولا تحب أن ترضخ تحت وصايا أحد. قدمت لثورة يناير كتابها: «قلبى لبلادى».
■ كيف كانت اطلالتك الاولى مع القصيدة؟
- هى من اخترقتنى وجرتنى إليها؛ فأنا لم أتعمد أبدا كتابة القصيدة بل هى من كتبتنى منذ بضعة أعوام فقط وما زلنا أصدقاء حتى الآن.. وأنا اعشق الشعر منذ نعومة أظافرى ولكنى لم ولن احترفه فأدواتى أقل منه، اعتبر ما اكتبه مجرد خواطر تتمسح باللون الشعرى.
■ تكتبين الشعر والقصة القصيرة .. اين تجدين نفسك اكتر ؟
- القصة القصيرة هى ابنتى ولدتنى وولدتها ، فيها أحلق بسموات لا اتساع لها.. الهو .. وأصرخ .. وأضحك .. وأبكى .. باختصار أمارس جنونى فيها واكتبها منذ المرحلة الثانوية بدراستى أما الشعر فله قداسته ومذاقه الآخر.
■ هل الامر يتعلق بشكل من أشكال التجريب الابداعى بحثا عن الذات؟ أم هو بداية الانفصال عن عالم الشعر والانتقال لتجريب أجناس ادبية أخرى؟
- ربما هذا وذاك؛ فنحن سنظل فى رحلة بحث مضنية عن الذات المفقودة التى لو وجدناها لاسترحنا وارحنا .. ولكن هل وجد أحد منا ذاته ؟ لا أظن فالأمر معقد يزيد ويقل حسب طينة هذه الذات .. أما ما يخص الانتقال بين الأجناس الأدبية كتمهيد للانفصال عن عالم الشعر فلا اعده انفصالا بالمعنى الحقيقى فهو انتقال لأن الأدب يتنوع ولا ينفصل فالشعر والمقال والقصة والرواية... الخ كلها أشكال إبداعية لمعنى واحد هو التعبير عن الذات الخاصة أو العامة وما دام الأمر هكذا فلا مانع عندى من تجربة أشكال أخرى إن اتيح ذلك.
■ القارئ لنصوصك القصصية يلاحظ تسلل النفس الشعري، فكل قصصك مونولوجات (حوار داخلي) تستغني عن كل اشكال الحوار .. هل يتعلق الامر باختيار معين أم بقدر لا مفر منه ؟
- لا اعلم ؛ فأنا اسوأ قارئه لما اكتب .. وللحق أنا لا اكتب بل يستدرجنى القلم للكتابة فأبدأ وعندى فكرة وفجأة تظهر أخرى وأخرى .. وهكذا حتى انتهى غير متعمدة لاستخدام السرد أو الحوار.
■ اين موقع الرجل في كتاباتك؟
- الرجل.. هو أبى وشقيقى وابنى وزوجى وحبيبى... وهو من يطعننى ومن يحنو علىّ.. وهو صانعى... من ضلعه خلقت وإلى ضلعه سوف أعود... وهويحمل نصف قلمى.
■ ما ابرز المشكلات التى تواجه كتاب الاقاليم؟
- بإيجاز شديد بعضنا فاقد صوته فى هذا الزخم ، والبعض الآخر يضع قدمه على السلالم الأولى، وما زال الطريق طويلاً ويحتاج للكثير من التمهيد.
■ كيف تفاعلت ابداعيا مع ثورة 25 يناير؟
- ثورة 25 يناير نقطة تحول بحياة الجميع ليس فقط فى مصر بل بالعالم كله؛ لقد ايقظت الضمير الإنسانى وقالت إن للحرية مهراً غالياً وأننا نملكه.. وبالطبع كانت الثورة محركا لكثير من الأقلام وأنا منهم؛ فنبرة الحديت بالأعمال الأبداعية اختلف ومساحة الحرية أيضا فقبلها كنا نبكى على الصمت العربى ونمهد لتكفين العروبة ونستخدم التلميح اكثر من التصريح وكتابى قلبى لبلادى كان إهداء منى للثورة.
■ هل كتبتي النص الذي تحلمين به ؟
- لا ما زلت برحلة حتى يكتبنى هو.