الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المفتى: الفهم الخاطئ للحاكمية أدى لتوسيع دائرة الكفر.. وليس من حق أحد تكفير غيره

المفتى: الفهم الخاطئ للحاكمية أدى لتوسيع دائرة الكفر.. وليس من حق أحد تكفير غيره
المفتى: الفهم الخاطئ للحاكمية أدى لتوسيع دائرة الكفر.. وليس من حق أحد تكفير غيره




حذَّر  د. شوقى علام  مفتى الجمهورية  من الفهم الخاطئ لقول الله عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) ، وهى الآية التى يستند إليها المتطرفون فى قضية الحاكمية، حيث إن ذلك الفهم عمل على توسيع دائرة الكفر،  حيث شمل الحكام والشعوب، حيث إن من يرتضى من الشعوب بهؤلاء الحكام فهو داخل فى دائرة  الكفر  على حسب زعم هؤلاء الإرهابيين، إلى أن ينتهى الأمر بنتيجة حتمية وهى مواجهة هؤلاء الحكام  والشعوب ومواجهة كل مَن رَضِيَ بحكم هؤلاء؛ لأنه داخل فى الدائرة أو هذه البؤرة، مما يؤدى فى النهاية لحالة من الصراع الحقيقى».
وأشار إلى أن الإرهابى يستحل قتلَ الناس بهذه الدعاوى الباطلة، ومن يبقى منهم على قيد الحياة يصبح أسيرًا، ومِن ثَمَّ يستجلب مصطلح الأسير فى غير موطنه، وكذلك يستجلب مصطلح السبايا بأخذ مَن تبقَّى كذلك على قيد الحياة رقيقًا، وبذلك يُعيد الأمة الإسلامية مرة ثانية إلى حالة من العبودية قضى الإسلام عليها فى مراحل سابقة من الزمن، وكذلك الاتفاقيات الدولية على خلافها الآن، وهى منطقة خطرة بلا شك.
وحذَّر من توسيع دائرة الكفر مؤكدًا أن القاضى وحدَه هو مَن يحدد ذلك قائلًا: «أى إنسان قال لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الدين ولا يخرج منه إلا إذا جحد ذلك، وجحوده إنما يثبت أمام القضاء».
وعن التفاسير الصحيحة لقول الله عز وجل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ} أوضح فضيلته أن العلماء اتجهوا إلى اتجاهين فى التفسير، الأول: أن هذه الآيات نزلت فى غير المسلمين، وسحبها وإسقاطها على المسلمين من سمات منهج الخوارج، كقول سيدنا ابن عمر رضى الله عنهما بأنهم جاءوا إلى آيات نزلت فى الكفار وجعلوها فى المسلمين، فهذه الآية منها فيسحبونها على المسلمين.
وتابع فى بيان الاتجاه الثانى لتفسير الآية قائلًا: «وعلى التسليم بأنها نزلت فى المسلمين فليس المقصود بمن لم يحكم بما أنزل الله على وجه الإطلاق، ولكن المقصود من لم يحكم بما أنزل الله جحودًا لما أنزل الله وإنكارًا له فيكون فى هذه الحالة كافرًا، والذى يحدد الكافر على وجه التعيين وعلى وجه التحديد هو القضاء».
ونبَّه المفتى على أن الفهم الخاطئ لهذه الآيات قد يتسبب فى قلب القضية على رءوس هؤلاء التكفيريين بأن الخطاب فى الآيات على العموم ويمكن فهمها على أنها ليست للحكام فقط، فكل مَن يرتكب ذنبًا أو جريمة -وهؤلاء التكفيريون منهم- فقد خالف حكم الله عز وجل؛ وبالتالى ليس حاكمًا بما أنزل الله، وبالتالى الآيات تشملهم على حسب قواعدهم،.