الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وزارة "السكان" والجغرافيا!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 09 - 11 - 2009



لاشك أننا نعاني من كثافة سكانية عالية، ولاشك أيضاً أن ازدياد السكان بنسب عالية سنوياً، تؤرق المسئول عن قضية التنمية في هذا البلد سواء علي المستوي السياسي أو علي المستوي التنفيذي، ولاشك أيضاً أن زيادة سكان مصر بمعدل يقترب من 2 مليون سنوياً أو أقل بقليل يعتبر مشكلة ضخمة في الوقت الذي تنحصر فيه الحياة لشعب مصر علي مساحة لا تزيد علي 4٪ إلي 5٪ من أرض الوطن!!
ولعل التوجيهات السياسية من الرئيس مبارك بأن مشكلة الزيادة السكانية تمثل عائقاً كبيراً أمام خطط التنمية، إلا أن سيادته قد أشار أيضاً إلي أن الجهود المبذولة غير كافية لمواجهة هذه القضية المتصاعدة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية المصرية لذلك عادت وزارة الأسرة والسكان إلي منظومة العمل الحكومي واختير لها السفيرة "مشيرة خطاب" كحاملة لهذه الحقيبة بعد خبرة في العمل الدبلوماسي وبعدها مقررة للمجلس القومي للطفولة، ولا يمكن أن ينكر أحد جهود السفيرة سواء في مهام وظائفها السابقة أو كعضو في المجلس الأعلي للسياسات والأفكار التي قدمتها في مناقشات مفتوحة وكان لي نصيب في سماعها، إلا أن سياسة استجلاب إعلان من فيلم "أفواه وأرانب"!! لكي يتقدم نساء مصر، لطلب النصيحة من وزارة السكان وغيرها من مؤسسات شبه أهلية، لمعالجة القضية ليست كافية، كما أشار السيد الرئيس في كثير من خطاباته وآخرها ذلك الخطاب المهم الذي وجهه للمؤتمر السادس للحزب الوطني الديمقراطي.
ولعل من المهم أن تتوجه الوزيرة ومعاونوها إلي تصور خريطة مصر الاقتصادية والاجتماعية حيث هناك سوف نجد أننا نعاني من سوء توزيع جغرافي للسكان في مصر لدينا مساحة تقترب من 46٪ من أرض مصر، يعيش عليها ما لايزيد علي ثلاثمائة ألف مواطن. وهي منطقة واحات مصر الغربية بدءاً من سيوة شمالاً والفرافرة والواحات البحرية والواحات الداخلة والخارجة وواحة باريس، وشرق العوينات وأخيراً توشكي، كل هذه المنطقة الغربية في مصر ( نصف أرض البلاد) والتي تعج بخيرات جيولوجية وثقافية (آثار) ومياه جوفية (كأكبر مخزون في المنطقة) وكذلك ثروات معدنية (بترول وفوسفات وسليكون) هذه المنطقة الطاردة للسكان لعدم الاهتمام الحكومي بها تمثل مخزناً للقيمة في بلادنا، يجب أن تعمل هذه الوزارة الناشئة مع زميلاتها من وزارات ذات صلة بأن تعاد صياغة الحياة في هذه المدن والواحات الغربية، يجب أن تضع من الحوافز الحياتية للشباب والأسر للانتقال، وإيجاد وسائل حياتية معاصرة في هذه البلاد.
يجب الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي لتلك الواحات لكي تجذب علي الأقل سكاناً، نقلل بهم من نسب التزايد المتراكمة علي المسطح الصغير الذي نعيش فيه وعليه إن توجه الدولة نحو سياسات التنمية، قد وضعت في حساباتها تلك المناطق وقد قام الدكتور "محمود محيي الدين" وزير الاستثمار بعقد مؤتمر للاستثمار في الواحات الخارجة ولكن هذه الأخبار لم تصل بعد إلي فكر أو ذهن الوزيرة المسئولة عن سكان مصر!!