الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المرأة الحديدية بالإسماعيلية..تتحدى الظروف وموروثات المجتمع

المرأة الحديدية بالإسماعيلية..تتحدى الظروف وموروثات المجتمع
المرأة الحديدية بالإسماعيلية..تتحدى الظروف وموروثات المجتمع




الإسماعيلية- شهيرة ونيس


يمتلك الشعب المصرى ثقافة «الراجل راجل والست خلقت لأجله»، فهو على قناعة تامة بأن المرأة لخدمة زوجها وأبنائها، وضد خروجها للعمل.
لتأتى المرأة المصرية اليوم متحدية لثقافات وموروثات فكرية خاطئة،بامتهانها لأعمال تحمل فى صفاتها الصلابة والقوة التى يتصف بها الرجال فقط.
نعرض عليكم نموذجًا للمرأة التى اتخذت من صلابة وقوة الرجال مهنة لها،نادية أحمد أو كما تلقب بالمرأة الحديدية فهى الحدادة الأولى والوحيدة بمحافظة الإسماعيلية،فهى سيدة «تطوع»الحديد وتقوم بتشكيله وزخرفته ،ولم تبال كونه أقوى وأصلب أنواع المعادن التى لا يقوى عليها إلا «النار»التى تلتهم كل شيء فى الحياة.
فالحداد هو حرفى يمتهن صناعة الأشياء من الحديد المطاوع أوالصلب عن طريق حدادة تشكيل المعدن أى باستخدام أدوات الطرق وأدوات الطى, ويقوم الحداد بتصنيع أشياء مثل البوابات والشبكات وقضبان الدرابزين وتجهيزات الإضاءة والأثاث والتماثيل المنحوتة والمعدات والأدوات الزراعية إضافة إلى مواد الزخرفة والمستلزمات الدينية وأوانى الطبخ وأيضًا الأسلحة.. فتختار بذلك أقوى مواد فى «الصنع والتصنيع»،ومالهما من أخطار لا تعرف التهاون أو الخطأ،هنا تؤكد نادية أحمد«حدادة الإسماعيلية» على وجوبية التركيز فى هذه الصنعة واستخدام جميع الحواس الجسدية فى هذا،فمثلا فى حالة شرودك ولو للحظات يتدمر كل شيء فمن الجائز أن تفقد بصرك أو ذراعك أو قدمك وغيرها من مصائب وكوارث مالية أو إعاقات جسدية.
وتقول حدادة الإسماعيلية: أعمل فى هذا المكان منذ أكثر من 26 عامًا،فلم أجد اختيارا عقب وفاة زوجى إلا إدارة ورشته والإنفاق على أبنائى الثلاثة،وقررت عدم الاكتفاء باختيار زوج وأب بديل لأبنائي،فكنت ومازلت بالنسبة لهم الأب والأم التى تعطى وتبذل كل الواجبات والنفقات التى لا تشعرهم بالاختلاف عن غيرهم.
إذ بى أفاجأ بعدم اقتصار الأمر على أمور الإدارة فحسب،لعدم الثقة فى العاملين بالورشة والعمل بمبدأ «لامبالاة» فصاحب العمل وهو رجل قد مات،فى رفض منهم أن تديرهم امرأة،وعليه قررت العمل بنفسها تعلمت من هؤلاء الحرفية والمهنية فى مدة لاتزيد علي 9 أشهر،والآن تقوم بعمل أكثر من 30% من جملة أعمال الحدادة المستخرجة من الورشة، ولم تحتفظ إلا بالقليل من العمالة التى تميزت بالأمانة والشرف والنزاهة وحب المهنة.
لم أقصر فى حق بيتى وأولادى يوما فقد كنت أستيقظ من النوم فى السابعة صباحًا لتحضير وجبة الفطار لأبنائى وخروجهم إلى مدارسهم ومنها إلى جامعاتهم،ثم أتوجه إلى العمل بالورشة حتى الثانية ظهرًا لأعود لتحضير الغداء ثم أعود إلى الورشة لأكمل العمل.. وأكدت نادية أحمد على عدم وجود فرق بين الرجل والمرأة فى أى مجالات للعمل،فخلقت المرأة للمسئولية والاجتهاد والعمل وتربية الأبناء وإسعاد الزوج وقيامها بالعديد من الأدوار الحياتية دون شعورها بكلل أو ملل او حتى إرهاق،فتتحدد سعادتها مع سعادة من حولها.