خلافات الهجرة تهدد حكومة أنجيلا ميركل
روزاليوسف اليومية
استطاعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الصمود فى معارك حول الهجرة اجتاحت القارة الأوروبية، وكان آخرها فى إيطاليا.. ولكن خلافات داخل تحالفها الحاكم، تُهدد بتقويض حكومتها التى شكلتها قبل ثلاثة أشهر فقط.
وتخشى المستشارة الألمانية أنها لو أغلقت أبوابها، فإن دولاً أوروبية أخرى سوف تحذو حذوها، وهو احتمال قد يهدد بتسريع انهيار نظام الحدود المفتوحة.
وعلقت ياسمين سرحان، محررة لدى مجلة «أتلانتيك» الأمريكية، قائلة: إن الحزب الديمقراطى الاشتراكى، حزب يمين الوسط فى ولاية بافاريا الألمانية المتحالف مع حزب ميركل، أشعل آخر جولة من الخلافات.
فقد ابتكر زعيم الحزب، وزير الداخلية هورست سيهوفر، خطة حول الهجرة ستمكن ألمانيا من إعادة لاجئين وصلوا إلى حدودها، فى حال قدموا سابقاً طلباً للجوء فى بلد آخر من دول الاتحاد الأوروبى.. ورفضت ميركل تطبيق الخطة، ولكن سيهوفر ماضٍ فى تحدى قرارها.
وقال ماركوس سودر، نائب عن الحزب ورئيس وزراء ولاية بافاريا: «يجب أن نحمى حدودنا بفعالية، ولا يمكن لألمانيا أن تنتظر أوروبا إلى ما لا نهاية.. يجب أن نعمل بشكل مستقل».
وتلعب ميركل على الوقت على أمل طرح قضية الهجرة، وأن تصمد حكومتها حتى التوصل إلى اتفاقات بين دول الاتحاد الأوروبى عند اجتماع قمة الكتلة فى نهاية الشهر الحالى.
وحتى حينه، أكد أعضاء حزب ميركل تعهدهم بدعم المستشارة، لكن من جانب آخر، هدد سيهوفر بتحدى ميركل والمضى قدماً فى سياسته حول الهجرة.
ومن شأن تحدى سلطة ميركل أن يدفعها للانصياع للخطة، وهو سيناريو غير مرجح لأنه سيوجه ضربة لسلطتها، أو أن ترفضها وتقيل صاحبها، وهى خطوة قد تسقط بالتأكيد حكومتها، وتستدعى انتخابات جديدة.
فى هذا السياق، قال مارسيل ديرسوس، عالم سياسى لدى جامعة كيل: «يحاول حزب الديمقراطى الاشتراكى اتخاذ خط متشدد حيال الهجرة لاستمالة الناخبين، ولديه دافع قوى لذلك.. لكنه لا يستطيع خلع مستشارته، خاصةً لأنها ما زالت تتمتع بشعبية كبيرة».