الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جاسوس طهران لدى تل أبيب.. ورقة لعب إسرائيلية للتصعيد ضد الملالى لاستخدامها فى الانتخابات المبكرة

جاسوس طهران لدى تل أبيب.. ورقة لعب إسرائيلية للتصعيد ضد الملالى لاستخدامها فى الانتخابات المبكرة
جاسوس طهران لدى تل أبيب.. ورقة لعب إسرائيلية للتصعيد ضد الملالى لاستخدامها فى الانتخابات المبكرة




كتبت - نشوى يوسف


فى سابقة هى الأولى من نوعها، تعلن إسرائيل عن اشتباهها بقيام أحد وزرائها السابقين بالتجسس لصالح إيران.
أعلن جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى (شين بيت) أنه تم توجيه اتهامات للوزير السابق جونين سيغيف تتعلق بالاشتباه بتجسسه لصالح إيران.
وقال مسئول فى وزارة العدل الإسرائيلية، إن الوزير السابق غونين سيجف المتهم بالتجسس لصالح إيران، قد يواجه حكماً بالإعدام.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن «التهم التى أعلنت الإثنين حول تورط الوزير سيجف فى التجسس ضد إسرائيل لصالح إيران، تضعه فى مواجهة عقوبات أكبر من السنوات الثلاث التى قضاها فى السجن قبل عقد من الزمن».
وأكدت الصحيفة، أنه إذا أُدين سيجف بتسليم معلومات لإيران، فقد يواجه عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة.
وقالت رئيسة منظمة «شورات هدين» مركز القانون الإسرائيلى غير الحكومي، نيتسانا درشان ليتنر: «يواجه سيجف عقوبة بالسجن مدى الحياة أو عقوبة إعدام على جريمة مساعدة العدو فى وقت الحرب، وما بين 15 عاماً والسجن مدى الحياة للتجسس».
ويُتهم سيجف، الذى شغل منصب وزير البنى التحتية والطاقة بين 1995و1996، بتقديم معلومات لطهران عن مواقع مراكز أمنية وصناعية إسرائيلية، وفق الأمن الداخلى الإسرائيلي، الشاباك.
واتُهم الوزير السابق أيضاً بالتواصل مع شخصيات إسرائيلية فى مجالات الأمن والدفاع والدبلوماسية للحصول على معلومات منهم لإرسالها إلى إيران، وحاول الربط مباشرة بين معارفه الإسرائيليين ووسطائه الإيرانيين، وقدم الجواسيس على أنهم رجال أعمال.
يُذكر أن للوزير السابق سجل إجرامى حافل، بعد الحكم عليه بالسجن 5 أعوام بتهمة تهريب المخدرات، قبل لجوئه إلى غينيا الإستوائية التى سلمته إلى إسرائيل فى مايو الماضي.
ورغم أن عقوبة الإعدام غير معمول بها فى إسرائيل، إلا أن الوزير مهدد بها نظرياً، ليلحق بالمتهم الوحيد الذى أعدمته إسرائيل فعليا، النازى الألمانى السابق أدولف أيشمان فى 1962.
ويشار إلى أن الوزير سيجف انضم بعد اتهامه إلى قائمة إسرائيلية طويلة تضم عشرات المسؤولين الكبار من مختلف المستويات الأمنية والسياسية والعسكرية والبرلمانية اتهموا بالخيانة منذ إقامة إسرائيل لصالح عشرات الدول الأجنبية، خاصةً الاتحاد السوفييتى السابق، والولايات المتحدة، ومصر.
وحول قراءة الخبر يرى المتخصصون فى الشأن الإيرانى  أن الصراع الداخلى الإسرائيلى بين الأجنحة خاصة قبل الانتخابات المبكرة المحتملة التى من المفترض أن تتم فى خلال أسابيع قليلة، بالإضافة إلى هشاشة الدولة العبرية وإمكانية اختراقها من أجهزة المعلومات فى الإقليم، على اعتبار صحة الخبر، ورغبة إسرائيل فى مواصلة التصعيد مع إيران وتمكين الرأى العام الداخلى من أسباب العداء إذ تجند إيران العملاء وتحاول زعزعة استقرار الداخل وتهديد الأمن القومى لتل أبيب وهو مسوغ جيد فى تلك الحالة.
وأوضح أن تقديم وزير سيئ السمعة ككبش فداء لعلاقات خفية بين تل أبيب وطهران، مع احتمالات أن يتم استغلال تلك الورقة فى الصراع الداخلى طبعا للمنحى الأول.
دكتور محمد مجاهد الزيات المتخصص فى الشأن الإيرانى يرى فى تقديره أن القبض على شخصية إسرائيلية بهذا المستوى واتهامها بالتجسس والإيرانية بالتحديد تعتبر سابقة تستحق الاهتمام لأن إسرائيل لم تكن تكشف عن عمليات الاختراق المخابرات لها إلا بعد سنوات حتى تبقى الهالة الكبيرة لأجهزة مخابراتها ويكون ذلك فى إطار الردع النفسى للخصوم.
وأوضح أن الحادث الاخير يشير إلى أن إيران تمتلك اذرع مخابراتية لها قدراتها، وهو مايحتاج الى تفهم عند تقييم القدرات الإيرانية.