واحة الإبداع.. قطرة ماء

اللوحات للفنان
كلاى قاسم

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

خاطرة

قطرة ماء

كتبتها  ـــ عبير ندا

 ثلاثون عامًا تركض خلف نقطة ضوء، نقطة تمخضت من خيالك لم ترها بعد، لكنك تؤمن أن بنهاية هذا الطريق سينبثق الفجر خجلًا، يداهمك الشك أحيانًا أن الضوء سيكون طفيفًا ولن يبدد العتمة التى طبعتها الليالى الطوال، لكنك تعلنها مع كل عثرة «لا بأس فليأتى كما يشاء سيلغى حضوره كل نقص» والآن أنت فى منتصف الحكاية لم تنته القصة بعد، تلهث من تعبك، تجثو على ركبتيك، تحمل ألف حلم وألف عهد بين يديك, ظلمة الليل موحشة تكاد ترى الشقوق التى غزت خلاياك لكنك تشعر بها كوخز الإبر، تتوق لقطرة ماء قطرة واحدة من السماء تذهب ظمأك تتخلل كل شقوق جسدك لتنهض من جديد وتروى الأرض التى تحملك فتنبت قمحًا والكثير من الزهور، تحتاج قطرة تبعث القوة فيك وتعيد الروح لسابق عهدها حرة دون قيود أو شروط، قطرة قد تكون كلمة قد تكون دمعة أو شعورًا جديدًا وقد تكون قلب إنسان ينبض بصدق فيبث فيك الحياة، فيا سماء جودى فالوقت يمر والطريق لا يزال ممتدًا ومنتصف الشيء يعنى لا شيء إذا لم يكتمل ونقطة الضوء تنتظر وبها تكتمل الحكاية لتعلن للكون عن ذاتك وبصوت مسموع «هأنذا»..