السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفزع المصري "المنشأ"!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 12 - 11 - 2009



هذا الفزع الذي يجوب أرجاء الإعلام المصري حول مرض أنفلونزا الخنازير، هو فزع مصري المنشأ، ورغم أن هذا الوباء يتصف بالعالمية، حيث انتشاره وبداياته كانت في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أمريكا اللاتينية وأوروبا، إلا أن الفزع الذي استطاعت الماكينة الإعلامية المصرية بثه في أرجاء البلاد، قد ميز بلادنا بأنها مفزوعة أو "مخضوضة"! كعادة المصريين حينما نتبني إشاعة أو نتبني رأيا عاما ونعمل عليه وكأنه واقع، وكأننا منفردون في العالم بحوزتنا لهذا الوباء وحدنا، والحقيقة أن الأمراض الوبائية التي يعاني منها شعب مصر، تعددت منذ البلهارسيا المصرية، والوباء الكبدي، والفشل الكلوي وأمراض الضغط، والأورام "السرطانات"، ولعل هذه الأمراض المنتشرة في ربوع مصر، هي الأولي بالانزعاج والأولي بفزع المصريين، وليست الأوبئة الواردة مثل أنفلونزا الخنازير، وقبلها عشرات من الأسماء منها الصيني والتايواني والأسيوي، ولعل العائدين من رحلات العمرة والحج "قبل ظهور هذا الوباء" كانوا بل كثيرين من العائدين يحملون تلك الأمراض، التي تنتهي بالاستقرار في المنزل لمدة أسبوع مع العلاج أو أسبوع دون علاج، فالفترات المحدودة لمثل هذه الأنفلونزات الموسمية، تأخذ سبعة أيام حسب خبرات المصريين، ولعل الفزع الذي يجوب أرجاء البلاد، والأصوات المنادية بغلق المدارس، والجامعات هي في الجانب غير الصائب، حيث التجمعات في كل مكان في مصر، سواء في وسائل نقل أو في أسواق أو في دور السينما والأسواق التجارية الكبيرة، فالازدحامات موجودة في كل مكان يرتاده المصريون، وليست فقط المدارس والجامعات هي المراكز الرئيسية للتجمع، وبإغلاقها نكون في أمان! المهم هو أننا يجب أن نواجه الأمراض بالحرص والعناية والوعي باجتناب نقل المرض إما عن طريق الابتعاد أو النظافة المستمرة أو ارتداء الكمامات الواقية في حالات التجمعات، ولعل دول العالم التي نتابع إجراءاتها مع شعوبها -للحماية من هذا الوباء- لم تفزع مثلنا ولم تأخذها الرهبة والخوف- كما يحدث في بلادنا، ولعل المتابع للإعلام المرئي الناقل لأحداث العالم لم نشاهد هذا الفزع المصري "المنشأة"، لم نشاهد ذلك في إنجلترا، وفي إيطاليا، وفي كثير من الدول التي انتشر فيها المرض قبل وصوله بسلامة الله إلينا، ولكننا كعادة المصريين وكالأدب الشعبي "نعمل من الحبة قبة"، فلنترك الطلاب في مدارسهم وجامعاتهم، ولنترك الأمر في يد الله، ونسعي في طريق الوعي ونشره، والاحتراس وبثه بين أبنائنا لعل "رب ضارة نافعة"، نتعلم النظافة، كما حدث أخيرًا في مؤسساتنا التعليمية!