الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السعوديات يقدن السيارات والمجتمع نحو التغيير

السعوديات يقدن السيارات والمجتمع نحو التغيير
السعوديات يقدن السيارات والمجتمع نحو التغيير




كتب ـ صبحى شبانة


فصل جديد فى تاريخ المرأة السعودية، يبدأ بعد غد الأحد بتنفيذ قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة فى تاريخ المملكة، بعد عقود من النضال بدأت بتظاهرة نسائية مطلع تسعينيات القرن الماضى، إبان الاستعدادات لحرب تحرير الكويت، حين قامت 47 امرأة فى 6 نوفمبر 1990 بقيادة 13 سيارة فى شوارع العاصمة الرياض، للمطالبة بحق النساء فى قيادة السيارات، مما أدى إلى اعتقالهن وفصلهن عن العمل ومنعهن من السفر، وتكررت بعد ذلك محاولات قيادة المرأة للسيارات طيلة السنوات الماضية إلا أن الحكومات السعودية المتعاقبة تعاملت معها تارة بالاعتقال وتارة أخرى بالتوقيع على تعهد بعدم تكرار ذلك.
ورغم فتاوى التحريم التى صدرت عقب كل المحاولات السابقة لقيادة المرأة للسيارة، إلا أن قطاعًا واسعًا من رجال الدين فى المملكة أيد القرار الملكى الصادر فى 26 سبتمبر 2017، الذى حظى بقبول واسع لدى أوساط عريضة فى المجتمع السعودى، خاصةً لدى قطاعات المرأة إلا أنه لا تزال توجد شريحة ليست بالقليلة تنظر إلى موضوع قيادة النساء للسيارة بأنه مخالف للتقاليد الدينية والأعراف والقيم الاجتماعية، لكن هذه الفئات ليست لديها القدرة على الصمود أمام تيار التنوير الجارف الذى يقوده ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، الذى أحدث زلزالاً عنيفًا قلب به المفاهيم، وأطاح بتابوهات لم تكن تتوافق مع صحيح الدين، وقيم الحرية والعدالة والعولمة، ومعطيات العصر.
تغيير جذرى ينتظر الشارع السعودى الذى يشهد انفتاحًا بعد عقود من سيطرة الأعراف والتقاليد التى حرمت المرأة السعودية من الشعور بالخصوصية فى قيادة سيارتها بعد أن كانت تعتمد على السائق فى الذهاب إلى عملها أو المدرسة والجامعة أو فى قضاء مصالحها، جاء الوقت لتتمتع النساء فى بلاد «الحرمين» بأحد أهم حقوقهن اللاتى طالمًا طالبتن بها كثيرًا، ودفعن من أجله أثمانًا باهظة من أموالهن وحريتهن.