السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نحن قبط مصر!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 15 - 11 - 2009



نحن جميعاً سكان مصر ومواطنيها نحمل عنوان (القبط المصريون) - هذا هو اسمنا، وهذا هو عنوان شعبنا، منذ آلاف السنين، وقد جاء علي مصر من كل أنحاء الأرض مستعمرون من "الهكسوس" إلي "الفرس" إلي "العثمانيين"، "والمماليك" "والفرنسيين" "والإنجليز"، عشرات ومئات من الغازين استطاعوا في حقبات زمنية سحيقة أن يغزوا (مصر)، ولكنهم جميعاً ذابوا في مصر لم تتغير لغتنا - ولم تتغير ثقافتنا وظلت مصر - منذ الفتح الإسلامي لها علي "يد عمرو بن العاص"، وحتي اليوم، هي أرض الكنانة، وسكانها هم قبط مصر، منهم القبطي المسلم ومنهم القبطي المسيحي، وإلي منتصف الخمسينيات قبل هجرة "القبط اليهود" من مصر وخروجهم وبقاء قليل منهم، منهم "قبط يهود مصر" نحن شعب مصر، نسيج واحد وأمة ذات عنصرين كما جاء علي لسان فنان الشعب سيد درويش، هذه الأمة - لا تستطيع فتنة أن تفرقها أو تفسد بين عنصريها، هذه الأمة مهما كانت الشدائد، ومهما كانت نوعية الأحداث، تتجمع عناصرها كلها حينما تشتد بها أزمة - أو تواجه فيضان نيل (زمان) أو تصطدم بغزو كما حدث في أثناء غزوها من مستعمرين طيلة حقباتها الزمنية السحيقة والحديثة منها، تلك مصر البلد الذي آمن بأن "الهلال والصليب" هما عنصرا ونسيج الأمة من (سدي ولحمة)، ومن قائم ونائم، لم يحدث أبداً أن خرجت الأمة عن تماسكها أو ترابط عنصريها في أشد الأوقات ضيقاً ومن أحاديث تدور حول موضوعات الساعة مثل انتخابات نيابية أو انتخابات رئاسية ومن مغرضين محاولين بث روح الفرقة ودعم الفتنة، وتفريق بين عنصري الأمة، سواء بالإشارة أو الإثارة، فإن القبط المصريين، سواء مسيحيين أو مسلمين، لهم من بعد النظر، وعمق وعبق التاريخ، ما يجعلهم غير مستسيغين لتلك الإشارات والإيحاءات الضاغطة في اتجاه واحد هو (الفرقة) لن يحدث، ولم يحدث كما قرأنا في تاريخ هذا الوطن!! ولعل مايقال بأن الأقباط المسيحيين هم أصحاب البلد، وأن الأقباط المسلمين هم القادمون من شبه الجزيرة العربية مع "عمرو بن العاص"، وهذا الكلام عار من الصحة ومن الحقيقة - حيث التاريخ قال إن المصريين امتصوا الحملات الغازية وأذابوها في داخلهم، لقد كان المصريون في عصر الفتح الإسلامي أكثر الناس ترحيباً بوصول العرب من شبه الجزيرة إلي مصر، هرباً من "الرومان والبيزنطيين" المتحكمين في أمور البلاد والمرهبين للسكان وكانت مصر، وكان الفتح الإسلامي هو بداية إذابة لمن قَدِمَ وسط المقيمين، وربما القبط المسلمون آمنوا بالإسلام وربما كانوا من فقراء المصريين ولم يدفعوا الجزية، كما يقال من البعض ولكن الواقع في التاريخ بأن مصر لمواطنيها (قبط مسلم ومسيحي)!!