السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء علم نفس: الانترنت وسيلة للهروب من الملل العاطفى بعد الزواج





أثبتت إحدى الدراسات الحديثة التى قامت بها جامعة «ساوباولو» المسماة بجامعة «أوسب»، إن الغالبية العظمى من الناس فى العالم يتواصلون عبر الإنترنت، حيث يسأل الأصدقاء عن بعضهم البعض عبر الإنترنت، فيما تقل الزيارات الشخصية. وهناك أناس جدد يتعرفون على بعضهم، وغرف المحادثة، التى يتواعد فيها المشتركون فى نقاط الالتقاء؛ فيتقابلون، إما للصداقة أو لإقامة علاقة غرامية، أو حتى للزواج، إذا جرت الأمور بشكل جيد.

وقد تناولت كلية العلوم التكنولوجية؛ التابعة للجامعة جوانب محددة من التطور الكبير فى عالم الإنترنت، وبخاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الإنسانية، وتأثرها بالعالم الافتراضي، مؤكدة أنه ليس كل نقاط الالتقاء آمنة، وقد يكون الإنترنت النافذة التى يطل منها المجرم المنحرف للالتقاء بالضحية والانقضاض عليها.

وأوضحت الدراسة أن نسبة الجرائم الناجمة عن الإنترنت المسجلة فى سجلات الشرطة البرازيلية وحدها ازدادت من 16 % العام الماضى إلى 24 % لهذا العام، ووصل عدد الضحايا فى مدينة ساو باولو وحدها إلى 450 قتيلاً منذ بداية 2011 وحتى يوليو 2011.

إن الخيانة الزوجية أصبحت فى يومنا هذا سهلة جداً باستخدام الإنترنت، يدخل الشخص إلى غرفة محادثة فى الإنترنت؛ فيتعرف على امرأة افتراضية فى البداية، ومن ثم تتحول إلى حقيقية لاحقاً، فمن كان مستعداً للخيانة الزوجية يذهب ويلتقى بمن تعرف عليها عبر الإنترنت، وتبدأ العلاقة، أما الزوجة فربما لا تشك؛ لأن لكل عنوانه البريدى الإلكترونى الخاص به وشيفرة، لكن قد تنكشف اللعبة، وتحدث الكارثة وتنتهى العلاقة الزوجية.

إن هذه السهولة لا تنطبق على الرجال فقط، بل يمكن للزوجة أيضاً إيجاد عشيق لها عبر الإنترنت، فتدخل فى المحادثة فى غياب زوجها، ويقع الزواج فى الهاوية.

وأضافت الدراسة: أنه فى كثير من الحالات؛ يدخل الشخص إلى غرفة المحادثة فى الإنترنت، وليس فى ذهنه إيجاد شريك أو خيانة الزوجة، تبدأ الأحاديث بريئة ليس فيها نوايا سيئة، لكنها سرعان ما تتطور؛ ليتحول العالم الافتراضى إلى بداية؛ للدخول فى عالم الفرص وكيفية استغلالها عندما تتوافق مع مصالح شخصية؛ فيتواعدون للتعارف أو الذهاب إلى السينما، ولكن ما يحدث بعد ذلك يعتمد على الجانب النفسى لكل شخص، لكن الخطر موجود دائماً وفى كل الأحوال.

وبحسب الدراسة، فإن الشريحة الأخرى المدمنة على الإنترنت هم أشخاص يعانون من العاهات الجسدية أو من مشاكل جنسية لا يبوحون بها فى الأحوال العادية، وأكدت الدراسة أن هذه الشريحة تكتفى بالبقاء فى العالم الافتراضى دون مواعيد للالتقاء الشخصي.

وفى النهاية، أكدت الدراسة، أن هناك دائماً ثمناً يدفعه الناس نتيجة التطور المتسارع للتكنولوجيا بشكل عام وتكنولوجيا العالم الافتراضى للإنترنت بشكل خاص، هذه التحذيرات لا تعنى أن الإنترنت هو غول أو وحش طوال الوقت، بل إن الحياة خيارات، فمنهم من يختار السير على الطريق الصحيح، ومنهم من يجلب المشاكل لنفسه. النوافذ مفتوحة دائماً للرياح الدافئة المنعشة وللرياح العاصفة المدمرة، وما على الشخص سوى الاختيار.

وتقول منال عبد الرحيم – استاذ علم النفس بجامعة القاهرة – إن لجوء الازواج الى الانترنت لا يعد خيانة بالضرورة بل قد يكون أحيانا تعبيرا عن الملل العاطفى والبحث عمن يملأ هذا الفراغ.

وأشار الدكتور وائل أبو هندى استاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الزقازيق الى أن اختفاء لغة الحوار فجأة بين الزوجين قد تضطر احدهما الى اللجوء الى وسائل أخرى للتعبير عن النفس مثل الانترنت.واضاف « هو يهرب الى المقهى أو رؤية الاصدقاء، وهى تنحصر اهتماماتها بجلسات صباحية او غيرها، ولكن هناك مهربا جديدا، ظهر مؤخرا الى العلن، الشبكة العنكوبوتية، أو الانترنت.

وقد كشفت دراسات حديثة عن وجود تأثير لوسائل التقنية الحديثة، على طبيعة العلاقة العاطفية بين الزوجين، وتحديداً عندما يلجأ الزوجان أو احد الطرفين الى المحادثة وغيرها من وسائل التسلية عبر الانترنت.

وكما يعتبر الإنترنت أحد أسباب فقدان الحوار بين الطرفين، قد يكون السبب الرئيسى لانعدامه، فالثمار الأولى لضريبة الانترنت، غياب الحوار والحب.