السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحساب

الحساب
الحساب




كتب : ماجد غراب

 

لا تزال  تبعات الفضيحة المدوية بخروج منتخبنا الوطنى خالى الوفاض  من المونديال  وبلا أى رصيد من النقاط  عقب وداعه المهين  للحدث الكروى الأهم فى العالم  يفرض نفسه  على مسرح الأحداث فى  الشارع المصرى.

 خاصة مع توالى تلقى  الجماهير المصرية خلال البطولة  صدمات قاسية من العيار الثقيل بداية  من خسارة اللحظات الأخيرة  أمام  أوروجواى بهدف مقابل لا شيء ثم هزيمة  مهينة من المنتخب الروسى بثلاثة أهداف  مقابل هدف  وخسارة أخرى  مستحقة من المنتخب السعودى الشقيق  بهدفين مقابل هدف  وكالعادة  فى الوقت الذى تلفظ  فيه المباراة  أنفاسها الأخيرة.
وكأن الحظ الذى قادنا لتحقيق  المركز  الثانى  فى أمم افريقيا الأخيرة  وتأهلنا  به للمونديال  قرر أن يتخلى عنا بعدما وجد أن هناك من يتعمد الاستمرار  فى تضليل الجماهير المصرية بشأن  هذه النجاحات  التى تحققت فى عهد الأرجنتينى  هيكتور  كوبر  ليس لكفاءته التدريبية  التى أبعد ما يكون عنها ولكن  بسبب عامل التوفيق  ودعوات المصريين  والقدرات الفردية لمحمد صلاح وتريزيجيه  فى هذا الوقت.
لكن فجأه  كل هذه العوامل غابت مجتمعة عن منتخبنا الوطنى بداية من المباريات الودية استعداداً لكأس العالم وخلال مشاركته  الفعلية المخزية فى البطولة.
وكأن القدر أراد أن يعطينا جميعا فرصة أخيرة  لتصحيح مسار  الكرة المصرية والذى لن يكون سوى بحساب عسير لكل من أخطأ وتهاون  بحق  الشعب المصرى وحرمه من أن يسعد بمنتخب بلاده الذى  رحل عن كأس العالم  بذكريات  مريرة جعلت البعض يصنفه  مع  بنما  كأضعف  المنتخبات  فى المونديال  التى لم تكن تستحق التأهل من الأساس لنهائيات كأس العالم.
وهو الأمر الذى يعتبر بمثابة نتيجة طبيعية  بالنظر لكل الأحداث التى صاحبت  الرحلة الترفيهية  التسويقية الكروية لمنتخبنا الوطنى  والتى لم يكن لها علاقة من قريب أو بعيد بمنتخب يسعى لإحداث الفارق فى المونديال.
البداية كانت بالمفاجأة الضارية التى لم نعلم أسبابها حتى الآن باستبعاد  مجدى عبد الغنى وتعيين عصام عبد الفتاح لرئاسة البعثة المسافرة  لروسيا بتعليمات من هانى أبوريدة رئيس الاتحاد ثم يظهر عبدالغنى بعدها فى معسكر  منتخبنا  الوطنى  ضاحكا تارة مع هانى أبوريدة  وعصام عبد الفتاح  وفى صور سليفى  تارة مع اللاعبين فى الفندق وفى التدريبات ومصلياً تارة فى الملعب  وبالفيديو  فرحاً تارة أخيرة وكأن شيئاً لم يحدث.
وفى نفس الوقت صاحب ذلك العديد من علامات الاستفهام حول اختيار مدينة جروزنى  الشيشانية  مقراً لمنتخبنا الوطنى وهو  الاختيار  الذى حمله الاتحاد للمدير الفنى هيكتور  كوبر  بسبب قرب ملاعب التدريب من مقر الإقامة والمطار  فى الوقت الذى يبعد فيه هذا المقر عن كل مدينة من المدن التى استضافت  مباريات منتخبنا الوطنى 4 ساعات على الأقل ذهاباً ومثلها فى العودة ليصبح منتخبنا صاحب المركز الأول  بين كل المنتخبات المشاركة فى عدد ساعات الطيران فى البطولة  وذلك من أجل أن جروزنى بها مقر الإقامة قريب من ملعب التدريب والذى شهد وجود الرئيس الشيشانى رمضان قارديوف وتجوله مع نجمنا محمد صلاح واصطحابه  معه فى سيارته وكأننا فى رحلة وليس فى معسكر استعداد  لأول مباراة فى أهم بطولة كروية  فى العالم .
الغريب أن كل ذلك حدث على مرأى ومسمع من مدير المنتخب إيهاب لهيطة  والذى  لم يكن له القدرة على منع حدوث ذلك فى التدريبات أو منع تواجد رجل اعمال والتقاطه  صورا تذكارية  فى التدريبات بصحبة  محمد صلاح ومحمد الننى وحازم إمام وسيف زاهر أو منعه لاختراق غرف نوم اللاعبين وتصويرهم وعمل لقاءات تليفزيونية مع عصام الحضرى وتريزيجيه وكهربا وآخريين لإحدى القنوات التى  لا تملك أى حقوق  خاصة بكواليس المنتخب.
لكن كل هذه الأمور كانت  متوقعة  بعدما أصبح  فندق اللاعبين مستباحًا للجماهير  قبل مواجهة روسيا  لالتقاط الصور التذكارية مع اللاعبين والذين  افتقدوا  كل أنواع التركيز قبل مباراة روسيا التى أطاحت بنا مبكرا خارج البطولة.
كل هذا وكأن مدير المنتخب لا يرى لا يسمع لا يتكلم  إلا فى واقعة «النكز» الشهيرة التى خرج علينا ايهاب لهيطة  لتبرير تصرف غير أخلاقى من قبل سعد سمير تجاه زميله محمود كهربا  دون أى عقاب يحول دون تكرار ذلك.
  خاصة وأن هذه الواقعة تزامنت  مع حالة الغضب الكبيرة التى اجتاحت الشارع المصرى عقب الخسارة من روسيا لكن يبدو أن مشاعر  100 مليون مصرى لم تكن فى حسبان  بعثة منتخبنا الوطنى وكل أعضاء إتحاد الكرة الذين  قرروا  ضرب عرض الحائط  بأحزانهم وتلبية دعوة عشاء الرئيس الشيشانى رمضان قارديوف  قبل  ساعات من مواجهة المنتخب السعودى الشقيق فى مباراة حفظ ماء الوجه الأخيرة  التى خسرها منتخبنا بجدارة فى اللحظات الأخيرة بفضل حالة عدم التركيز التى لازمت المنتخب طوال فترة الإقامة خلال المشاركة فى  مونديال روسيا.
تلك المشاركة التى أنعشت خزينة الاتحاد المصرى لكرة القدم برئاسة هانى أبوريدة بملايين الدولارت  التى أصبح الآن من حق الجميع أن يعلم بالمستندات كيف تم انفاقها  أو على الأقل يبادر  مسئولو اتحاد الكرة  المشهود  لهم بالشرف والنزاهة والأمانة  ويقومون  بدعوة الجهات الرقابية للإطلاع  على كافة الأوراق  الموجودة فى الأدراج  المغلقة والمتعلقة بملف  المشاركة  المصرية  المخيبة للآمال  فى نهائيات كأس العالم  الحالية بروسيا  حتى يعرف الجميع  حقيقة ما حدث بشفافية كاملة.