السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أخــلاقنا فى خطر

أخــلاقنا فى خطر
أخــلاقنا فى خطر




ماذا حدث للمصريين؟ سؤال طرحه علينا قبل سنوات الكاتب جلال أمين فى كتابه الذى حمل نفس الأسم، السؤال كان بمثابة صاعقة، جاء ينذر بخطورة الحال الذى وصل إليه المجتمع، خاصة بعد أن انتشرت مواقف عديدة لها دلالات موجعة، وفاضحة، تعكس حالة الانحدار الأخلاقى التى تسرى بشكل ملحوظ يمكن رصدها فى الشارع المصرى، بعد أن كان شعبنا يمتاز بحسن أخلاقه وسلوكه القويم.
يمكن رصد هذا الإنحدار بشكل جلى على مواقع التواصل الاجتماعية، إذ يصبح السباب «وجهة نظر»، والشتائم البذيئة «حرية تعبير»، والإهانات الممنهجة لمخالفنا فى الرأى محط فخر من صانع الإهانة، وقد وصل التطرف لأن أصبح للانهيار الأخلاقى مبشرون ورواد.
ويبقى الفيديو الكاشف الذى تداوله رواد مواقع التواصل مؤخرا، ويظهر فيه قيام مجموعة من المشجعين المصريين وهم يوجهون الشتائم والسباب للاعبى المنتخب المصرى أثناء مغادرتهم ملعب مباراتهم الاخيرة مع المنتخب السعودى فى مونديال كأس العالم بروسيا، خير دليل على مدى التطرف غير الأخلاقى الذى أصبحنا عليه.
لا أحد ينكر حقيقة إخفاق المنتخب فى تحقيق فوز يوازى الدعم المعنوى الذى تلقاه الفريق الوطنى من جمهوره، ولا يمكن تجاهل حالة الانكسار التى عانى منها الشعب المصرى بعد الهزيمة الثقيلة التى تلقاها المنتخب فى مونديال روسيا، لكن هذا كله لا يمكن أن يكون مبررًا لاغتيال لاعبى فريقنا الوطنى معنويًا بهذه الطريقة المتوحشة، فما حدث ليس نهاية العالم يمكننا تحقيق الحلم وقادرون على الوصول إلى كأس العالم سواء كانت فى الدوحة أو حتى المريخ.. يمكننا الفوز وإسعاد الملايين.
أننا فى أمسّ الحاجة لإعادة حساباتنا تجاه معالجاتنا للملمات التى تصيبنا، ومراجعة سلوكياتنا فى التعبير عمّا بداخلنا من مشاعر سلبية، لا بد أن تروض وتننقّى ليكون خروجها بنّاء لا هدّام، لنتمكن من العودة إلى نهج مجتمعى يدفع بنا إلى الأمام، ونساهم جميعًا فى رفعت هذا الوطن.

 

التفاصيل....