الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ينقصنا إدارة المواهب!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 16 - 11 - 2009



المواهب المصرية في شتي المجالات، إلي عنصر مهم جدًا تمارسه الشعوب المتقدمة إلا قليلا! في الإدارة -نحن عكس كل البلاد التي تقدمت عنا- لا نؤمن بالخبرات المهنية بما فيها تلك الخبرات التي يمكن أن تدير موهبة فنان ممثل أو فنان تشكيلي أو مطرب أو حتي مهندس كبير أو رجل أعمال ناجح، هؤلاء الموهوبون من الكبار في مصر لا نجد لديهم مدير أعمال أو مديرة للموهبة، فنجد مثلا رجال أعمال بعد رحلة نجاح نحتاج إلي تقديمها إلي الشباب، لكي نخلق قدوة في البلاد.
هؤلاء يبخلون علي أنفسهم أو ربما يستكثرون علي أنفسهم أن يكون لديهم مدير أعمال، أو متحدث رسمي عنهم، أو ضابط لإيقاع حركتهم في المجتمع أو مدير تنفيذي ذو خبرة يقوم علي الأداء الاجتماعي في مؤسساتهم، كإدارة صناديق للتكافل الاجتماعي مثلا، فنجد أن رجل الأعمال بعد رحلة نجاحه، يسعي فورا لكي يتولي منصبًا سياسيا في البرلمان أو يسعي لأن يكون وزيرًا في الحكومة.
وهذه المناصب تصبح من مكملات نجاح رجل الأعمال ونجد من الحادث اليوم أن الغيرة الشديدة التي تنتاب بعض رجال الأعمال من بعضهم البعض فقط تدور حول ما وصل إليه أحدهم لتولي منصب سياسي أو تنفيذي في الحكومة والشيء اللافت للنظر، أن رجل الأعمال الناجح في عمله، حينما تحتك به، تجده يفهم في كل شيء، في الصناعة هو الوحيد الفاهم، في التجارة طبعا هو أكبر واحد بيفهم في البلد، وفي الهندسة طبعا مفاهيمه كلها هندسية، رغم أن شهادته دبلوم تجارة وبالكثير بكالوريوس تعاون.
ومع ذلك يفهم في الهندسة وفي الذرة وفي العلوم وفي الفن أيضًا، نعم هو يفهم في الفن! بدليل أنه لديه نحو مائة أو مائتي لوحة فنية أصلية! ومع ذلك ليس رجال الأعمال فقط من حازوا الأوسكار في هذا العرف، ولكن فنانين كبار، يمكن لأحدهم أن يكون مؤسسة قائمة بذاتها،
ولدينا من هؤلاء كثيرون من الصف الأول في التمثيل، ولعل الفنان عمر الشريف هو النموذج الذي وصل إلي قمة العالمية -وحتي اليوم- لم نسمع أن لديه مدير أعمال أو مدير علاقات عامة أو مكتبًا يستقبل فيه ضيوفه أو الراغبين في التعامل معه كمنتج أو مخرج أو حتي صاحب شركة إعلانات شيء غريب جدا في بلادنا وهي نظرية الوان- مان- شو ولذلك كله في الهواء، وربنا يستر!