الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«هتبقى أد الدنيا» 5 سنوات أشغال شاقة لبناء دولة عظيمة

«هتبقى أد الدنيا»  5 سنوات أشغال شاقة لبناء دولة عظيمة
«هتبقى أد الدنيا» 5 سنوات أشغال شاقة لبناء دولة عظيمة




كتبت - مينرفا سعد

لم تكن مجرد حدث مر على مصر عبر قطار التاريخ، بقدر ما كانت كالقارب الذى عبرت معه مصر من ظلام ومجهول إلى بر الأمان، لتواجه بعدها مشاكلها بشجاعة وتبحث لها عن حل منبعه مصلحة الوطن لا مصلحة جماعة أو أشخاص بعينهم..إنها ثورة 30 يونيو التى كانت قبل 5 سنوات، وقد ألقت بظلالها ونتائجها على مختلف الوزارات والمؤسسات والقطاعات.. مشاكل كثيرة لم تعد موجودة بفضل التغيير الإيجابى الذى أحدثته تلك الثورة فى مختلف مناحى الحياة المصرية.. اختفت طوابير الخبز.. ولم نعد نسمع عبارة «النور قطع» بفضل مشاريع الكهرباء التى أدت لتحسن كبير جدا فى هذا القطاع..وغيرها من النتائج الإيجابية التى أحدثتها ثورة 30 يونيو نرصدها هنا.

لا يختلف أحد على أن منظومة التعليم هى الساحة الأخطر التى تمكنت ثورة 30 يونيو من حمايتها و حماية الوطن والأجيال القادمة قبل سيطرة الإخوان وبدء فرض رؤيتهم للمناهج أو الأخلاق حسب أهوائهم ومصالحهم الشخصية، وكان العنصر الأهم سرعة قيام الثورة بعد عام واحد من تولى الإخوان الحكم فى مصر، وبالتالى لم تتح لهم فرصة كبيرة لتغيير منظومة كثيرة التعقيد والاتساع مثل التربية والتعليم فى مصر.
وعلى المستوى المركزى لديوان عام الوزارة، قام الإخوان بإدخال قيادتين هما عدلى القزاز ذو العلاقات الوثيقة مع رئاسة الجمهورية فى هذا الوقت، وكان وجوده يقتضى فهم ملفات التعليم خاصة المالية منها، ومحمد السروجى الذى عمل كمتحدث رسمى للوزارة، وقد تم القبض على كليهما بعد ثورة 30 يونيو، وقاموا بتصعيد عدد من القيادات الداخلية بالوزارة الموالية للإخوان و إن كانوا لا ينتمون لها تنظيميا، وتولوا بالفعل أماكن مؤثرة مثل قطاع الكتب ومركز المناهج.
وفى المديريات والإدارات بالمحافظات كان ظهور الإخوان أوضح، بسبب انتشارهم فى الأقاليم و علاقاتهم الوثيقة مع أعضاء مجلسى الشعب والشورى، والذين دعموا بدورهم تواجد قوى الإخوان على مستوى القيادات الوسطى فى منظومة التعليم، ومن ثم بدأ المعلمون الإخوان - الذين كانوا فى الجحور أثناء حكم الرئيس الأسبق مبارك – فى الإعلان عن أنفسهم داخل المدارس المصرية، والسعى إلى مناصب مديرى المدارس، بهدف السيطرة على المنظومة والتأثير فى النشأ الجديد، وبدأت برامج التوك شو تتناول يوميا قصصا من نوعية مدرسة قصت شعر تلميذة لعدم ارتدائها الحجاب وهو مصير كان ينتظر الكثيرين، إلا أن المصريين لم يعطوهم الفرصة لتحقيق أحلامهم وقامت الثورة.. وكان الإخوان يمتلكون ما يقرب من 80 مدرسة خاصة قبيل ثورة 25 يناير، وكانت عليها تحفظات كثيرة خاصة فى وجود كتب سيد قطب بمكتباتها، وعزل المدرسين عن المدرسات داخل غرف المدرسة وما إلى ذلك، وبعد تولى الإخوان الحكم ازدهرت هذه المدارس بشكل كبير، وكادت تتوسع أكثر الى أن خرج الحكم القضائى الخاص بالتحفظ على أموال الإخوان، وتم وضع هذه المدارس تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وتغير اسمها إلى مدارس 30 يونيو، ويتم تغيير مديريها بصفة دورية لحماية طلاب هذه المدارس من أى توجيهات فكرية معينة ضدهم.. كما كانت «نقابة المعلمين» المكان الأكثر استقبالا للإخوان بسبب وجود عدد كبير من المعلمين الذين ينتمون للجماعة أو كانوا متضامنين معها بعد ثورة يناير، حيث فاز الإخوان بمعظم المقاعد فى النقابات الفرعية والقاهرة، و تولى رئاستها محمد الحلوانى أحد أهم قيادات الإخوان فى مصر، والذى كان يمتلك عددا من المدارس الخاصة الإخوانية، وقاموا باستنزاف أموال النقابة تماما ، حتى أنها مازالت تعانى حتى الآن من عدم قدرتها على دفع معاشات المعلمين، حيث وجه الإخوان أموال النقابة للصرف على اعتصام رابعة، لدرجة أن الأثاث الذى تم نقله الى الاعتصام كان من النقابات الفرعية للمعلمين والاستراحات الخاصة بهم.