الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الملف الأسود لجرائم «الإخوان»

الملف الأسود لجرائم «الإخوان»
الملف الأسود لجرائم «الإخوان»




كتب ـ مصطفى أمين عامر

 تعد جماعة الإخوان النموذج المثالى للعنف والإرهاب والعمالة وبالتفتيش فى سجلها الدموى نجد عشرات الجرائم  التى تثبت عداءها للشعب المصرى ونشاطها المعادى دائما للوطن ومستقبله.
 فالجماعة التى تعانى من الجمود وتقديس الرموز وعدم الاعتراف بالأخطاء والتعامل مع الواقع من خلال تجارب ماضيها الإرهابى، لا تتوقف عن الصدام مع المجتمع والتحالف مع من يكفره وذلك لأن ولاء أفرادها  للجماعة مقدم على ولائهم للإسلام، وتحول الانتماء لها هو الأصل والانتماء للإسلام هو الفرع، وإذا تعارضت مصلحة الجماعة مع مصلحة الإسلام قُدِّمت مصلحة الجماعة، وبالتالى كان من المنطقى أن ترتكب هذا العدد الهائل من الجرائم ضد الشعب المصرى بكل  عصبية من أجل بقاء هذه الجماعة.

اعتصاما رابعة والنهضة

خلال شهر واحد فقط وعقب ثورة 30يونيو 2013م وقبل فض اعتصامى رابعة والنهضة الإرهابيين ارتكبت الجماعة  1359 حالة تعذيب واعتداء وإصابات لمواطنين، مما تسبب فى سقوط 73 قتيلا.
يضاف إلى ذلك جرائمها ضد الإنسانية الممثلة فى استغلال الإخوان للنساء والأطفال فى المظاهرات وتصديرهم فى المشهد والاحتماء بهم، بالإضافة إلى التعذيب النفسى لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات من خلال ما أطلق عليه أنصار الرئيس المعزول «مشروع شهيد».
كما قامت الجماعة بإحتجاز 670 شاباً من شباب ميدان رابعة العدوية ومنعوهم من الخروج لتمردهم ورفضهم المشاركة فى العنف كما أن مارست الجماعة العنف بالشارع واتضح ذلك من خلال ارتفاع حصيلة المصابين من جراء الاشتباكات فى الأسبوع الأول من 30 يونيو حتى 7 يوليو 2013م ، من حالة تعذيب واحدة، ثم حالات اعتداء وتعذيب بدأت فى الزيادة أسبوعا تلو الآخر، بواقع 4 حالات تعذيب واعتداء فى الأسبوع الثانى، و6 حالات فى الأسبوع الثالث، لتقفز فى الأسبوع الرابع إلى 33 حالة اعتداء وتعذيب، كما ارتفعت حالات التعذيب حتى الموت من صفر فى الأسبوع الأول إلى 18 حالة فى الأسبوع الأخير.
ثم قامت الجماعة بارتكاب المذابح فى حق الشعب وكان أكثرها قسوة مذبحة ضباط وأفراد قسم كرداسة والتى راح ضحيتها 11 ضابطًا من قوة القسم، ثم قامت بتكوين ذراع عسكرية لها تمثلت فى الحركات المسلحة على غرار أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وكتائب حلوان لنشر الإرهاب والتى بدأت العنف بالتفجيرات واستهداف المنشآت الأمنية.

«الإرهابية» تحرق الوطن

قام انتحارى  باستهداف  حافلة سياحية فى طابا وقام بتفجير نفسه داخلها مما أسفر عن مصرع 3 سائحين كوريين وسائق الحافلة المصرى واصابة 15 آخرين ثم توالت العمليات الإرهابية من قبل انصار الإخوان وتنظيماتهم المسلحة.
تشهد جامعة القاهرة 3 انفجارات أدت إلى استشهاد العميد طارق المرجاوى وإصابة 5 ضباط آخرين ثم الاعتداء بقنبلة على كمين الجلاء أمام قسم الدقى، وانفجار «ميدان لبنان» الذى أسفر عن استشهاد الرائد محمد جمال ضابط بالإدارة العامة لمرور الجيزة، وصل الإرهاب ذروته فى  هجوم انتحارى على كمين كرم القواديس بالشيخ زويد بشمال سيناء تلاه هجوم بسيارات الدفع الرباعى وقذائف الـ«ار بى جى» أسفر عن استشهاد 28 من رجال القوات المسلحة.
لم تكتف الحماعة الإرهابية بالاعتداء والقتل وممارسة الإرهاب على أبناء الوطن من المسلمين بل تعمدت حرق الوحدة الوطنية «لحمة» الوطن الباقية على مدار قرون فقامت عناصرها بحرق 38 كنيسة، ونهب محتوياتها، وتفجير بعضها، كذلك تم الاعتداء على (23) كنيسة أخرى اعتداء جزئيًا بإلقاء الحجارة والمولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية وحصارها ومن أبرز الكنائس التى تم سلبها ونهب محتوياتها وحرقها بالكامل وتفجير بعضها من قبل الإخوان.
  كنيسة السيدة العذراء والأنبا إبرام للأقباط الأرثوذكس وملحق بها مبنى خدمات ومقر إقامة الأسقف وحضانة أطفال والموجودة بقرية دلجة، مركز دير مواس، محافظة المنيا وكنيسة مارمينا للأقباط الأرثوذكس وملحق بها مستوصف والموجودة بحى أبو هلال قبلى محافظة المنيا وكنيسة المعمدانية والكائنة بمركز بنى مزار، محافظة المنيا.
 بالإضافة إلى كنيسة الأمير تاوضروس والكائنة بشارع الحسينى، ميدان  صيدناوى، بمحافظة المنيا، والكنيسة الإنجيلية والكائنة بعزبة جاد السيد، المنيا وكنيسة الأنبا موسى الأسود.

1- التخابر الكبرى

تكشف هذه القضية عن الوجه القبيح للجماعة الإرهابية الذى سارت فيه منذ نشأتها حيث كشفت القضية المعروفة إعلاميا بـ«التخابر الكبرى»، تورط المعزول محمد مرسى، وقيادة مكتب الإرشاد، فى التخابر وتحمل القضية رقم 56458 لـسنة 2013 جنايات قسم أول مدينة نصر، المقيدة تحت رقم 2925 لـسنة 2013 كلى شرق القاهرة، وبدأت نيابة أمن الدولة التحقيق فى وقائعها بتاريخ 4 يوليو 2013.
 وبتاريخ 18 ديسمبر 2013 قررت النيابة إحالة 36 شخصًا، للمحاكمة الجنائية على ذمة قضية التخابر الكبرى، بينهم 22 محبوسًا فى مقدمتهم «بديع» و«مرسى» و«الشاطر»، و14 هاربًا على رأسهم عضو مكتب الإرشاد محمود عزت.
وتدور وقائع القضية وفقا للتحقيقات بين أعوام 2005 حتى 2013، متمثلة فى تورط أعضاء مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، وأعضاء مجلس الشعب السابقين التابعين للجماعة، بارتكاب جرائم التخابر مع التنظيم الدولى، وحركة حماس، والحرس الثورى الإيرانى، وحزب الله، والتحالف مع جماعات تكفيرية فى سيناء، لتنفيذ مخطط إسقاط النظام المصرى آنذاك – نظام مبارك – والاستيلاء على السلطة بالقوة.
 وتضمنت صدور اتفاق قيادات التنظيم الدولى، مع قيادات جماعة الإخوان فى مصر على رأسهم المرشد محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، ومحمد مرسى، على استغلال الأوضاع السياسية فى البلاد، وتوظيفها لصالح التنظيم تمهيدًا لإسقاط نظام مبارك والاستيلاء على السلطة.
وتمثل المخطط التآمرى فى تسهيل مهمة تسلل عناصر إخوانية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق السرية، وتلقيها تدريبات عسكرية بمساعدة حركة حماس، وحزب الله، ثم إعادتها إلى مصر حتى تكون جاهزة للمواجهة مع الدولة، وإشاعة الفوضى داخل البلاد وقت صدور تكليفات بذلك.
وتمثل  البند الثانى من المخطط فى إرسال بعض كوادر الجماعة فى مقدمتهم جهاد الحداد، المتحدث باسم الإخوان السابق، إلى خارج البلاد لتلقى دورات خاصة بإطلاق الشائعات، وتوجيه الرأى العام لخدمة أغراض التنظيم الدولى للإخوان، والتواصل مع الغرب عن طريق قطر وتركيا.
وبدأت وقائع المؤامرة عام 2005 بالتنسيق والتدريب والاستعداد، واستكملت حلقاته إبان ثورة يناير عام 2011 عن طريق لاستغلال الأحداث فى البلاد، وتنفيذ العناصر المدربة بالتنسيق مع مقاتلين أجانب عمليات اعتداء بالأسلحة النارية على قوات الأمن والمواطنين بكافة المحافظات لتكريس حالة الفوضى.
 وكشفت التحقيقات عن اتفاق تم فى 2012 بين الإخوان والجماعات التكفيرية، تدور وقائعه حول تولى العناصر الجهادية مهمة رصد المنشآت الأمنية بسيناء، تمهيدًا لفرض السيطرة على محافظة شمال سيناء وإعلانها «إمارة إسلامية»، فى حالة عدم إعلان فوز «محمد مرسى» فى الانتخابات الرئاسية.
 وذكرت النيابة أن كل من: عصام الحداد، وأحمد عبدالعاطى، ورفاعة الطهطاوى، وأسعد الشيخة، ومحيى حامد، مساعدى «مرسى» قاموا خلال فترة عملهم برئاسة الجمهورية عام 2013 بتسريب التقارير السرية المخصصة للعرض على الرئيس لقيادات التنظيم الدولى،  والحرس الثورى، وحركة حماس، وحزب الله اللبنانى، كمكافأة على تنفيذ مخطط إشاعة الفوضى إبان ثورة 25 يناير.

2 - مع قطر

تظهر  هذه القضية عن عمالة واضحة للجماعة وأعضائها وحتى من انتخب فى غفلة من التاريخ رئيساُ لمصر حيث كشفت القضية تورط  المعزول محمد مرسى ومدير مكتبه أحمد عبدالعاطى فى تسريب وثائق تخص الأمن القومى إلى المخابرات القطرية مقابل مليون ونصف المليون دولار.
 وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع  المعزول ومدير مكتبه أحمد عبد العاطى ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السفير محمد فتحى رفاعة الطهطاوى أن مدير مكتب الرئيس أحمد عبدالعاطى كان هو الوحيد المخول بتلقى التقارير اليومية من جهاز المخابرات العامة المصرية وجهاز المخابرات العسكرية والجهاز المركزى للمحاسبات ووزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطنى ووزارة الدفاع وهى التقارير التى اعتادت مؤسسات الدولة السيادية تقديمها إلى مكتب الرئيس فى كل صباح.
وأفادت تحريات هيئة الأمن القومى، وهى إحدى مؤسسات جهاز المخابرات العامة الخمس، بأن مدير مكتب الرئيس أحمد عبدالعاطى احتفظ بنسخ مصورة طبق الأصل من تلك التقارير شديدة الحساسية والمختومة بشعار «سرى للغاية» وأرسلها إلى المخابرات القطرية وقناة الجزيرة القطرية.
ووفقا لتحريات المخابرات العامة فإن أحمد عبدالعاطى قام بتهريب ـ إلى دولة قطر ـ أخطر 55 تقريرًا «سرى للغاية» واردة من المخابرات العامة والمخابرات الحربية وباقى الأجهزة السيادية. وتتعلق تلك التقارير بأعداد الجيش فى سيناء وخطة التسليح وأنفاق رفح، وأعداد التسليح ونوعية السلاح، ما تسبب فى اختراق عدة مناطق مصرية أبرزها سيناء لتوجيه ضربات إرهابية بهدف زعزعة الاستقرار وتهديد الأمن القومى وتقويض الجيش والشرطة، والإضرار بمركز مصر السياسى والاقتصادى والعسكرى.

3 - مع منظمات دولية

الجماعة الإرهابية لم تكتف بنقل المعلومات إلى جول معاجية بل نقلتها إلى منظمات إرهابية أيضا تتعاون مع مخابرات دول معاجية للوطن.
فقد أحال المستشار هشام بركات النائب العام السابق قبل استشهاده المعزول محمد مرسى وعضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين‏، ‏«ومحمد بديع المرشد العام للجماعة»،‏ ونائبيه «خيرت الشاطر»،‏ و«محمود عزت‏»، ومحمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق‏. وكذلك محمد البلتاجى وعصام العريان وسعد الحسينى أعضاء مكتب الإرشاد، ومحمد رفاعة الطهطاوى الرئيس السابق لديوان رئاسة الجمهورية ونائبه أسعد الشيخه، وأحمد عبدالعاطى مدير مكتب الرئيس المعزول وعضو التنظيم الدولى للإخوان، و25 متهما آخرين من قيادات الجماعة وأعضاء التنظيم الدولى للإخوان، إلى محكمة الجنايات، لارتكابهم جرائم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد.
وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين تهم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، بهدف ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها، وتمويل الإرهاب، والتدريب العسكرى لتحقيق أغراض التنظيم الدولى للإخوان، وارتكاب أفعال تؤدى إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها. وكشفت التحقيقات عن أن التنظيم الدولى للإخوان نفذ أعمال عنف إرهابية داخل مصر، لإشاعة الفوضى العارمة بها، وأعد مخططا إرهابيا كان بين بنوده تحالف قيادات جماعة الإخوان بمصر مع بعض المنظمات الأجنبية، وهى حركة المقاومة الإسلامية حماس الذراع العسكرى للتنظيم الدولى للإخوان، وحزب الله اللبنانى وثيق الصلة بالحرس الثورى الإيراني، وتنظيمات أخرى داخل وخارج البلاد، تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة، وتقوم بتهريب السلاح من جهة الحدود الغربية عبر الدروب الصحراوية.

4 - اغتيال النائب العام

تعد قضية اغتيال النائب العام أحد أهم القضايا التى تثبت حالة التورط فى التخابر والتعاون مع المنظمات الإرهابية ضد الوطن حيث كشفت تفاصيل تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية رقم 314 لسنة 2016 والمعروفة إعلاميا بـ«اغتيال المستشار الشهيد هشام بركات النائب العام»، والتى ارتكبها المجموعات المسلحة المتقدمة بجماعة الإخوان الإرهابية بالتعاون مع حركة حماس الفلسطينية، الجناح العسكرى للجماعة.
وكشفت تحقيقات النيابة اضطلاع قادة الجماعة بتطوير لجان العمل النوعى وتأسيس تلك مجموعات مسلحة متقدمة لـ3 أسباب، وهى استهداف رموز الدولة، والاستفادة ما اكتسبه عدد من عناصر مجموعات العمل النوعى من خبرات، والتخفيف من الضغط على مجموعات العمل النوعى القائمة.
وفى إطار ذلك كلف بتطوير لجان العمل النوعى وتأسيس هذه المجموعات فى نهاية عم 2014، على أن يتوى مسئول مكتب متابعة شئون الإخوان خارج البلاد أحمد محمد عبدالرحمن عبدالهادى المسئولية بالتعاون مع محمد جمال حشمت عضو مكتب الجماعة بالخارج، ومحمود محمد فتحى بدر من قيادات الجماعة وتحالفها.
وجاءت أطر محاور التأسيس من خلال الاستعانه بالقيادات الميدانية الهاربة بالخارج، وهم قدرى محمد فهمى الشيخ، وكارم السيد أحمد إبراهيم، ويحيى السيد إبراهيم موسى مسئول العمل الطلابى بجامعة الأزهر، ومن القائمين على العمل النوعى ببداية تأسيسه عقب فض اعتصام رابعة، واختيار العناصر الشبابية ومن لهم خبرة فى مجال العمل النوعى والمتأثرين بفض اعتصامات الإخوان، وجاء المحور الثانى الاستعانة بحركة حماس الجناح العسكرى للجماعة الإرهابية بقيادة أبوعمر ضابط مخابرات الحركة، وأبوعبد الله قيادى الحركة، لتأهيل وتدريب عناصر بقطاع غزة، ومتابعة نشاط المجموعات، والتواصل مع قيادات العمل النوعى بالداخل، والتى تضم كلا من أحمد طه وهدان، ومحمد محمد كمال، وصلاح الدين خالد قطين، وعلى السيد بطيخ.