الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«العثور على جدتى».. رحلة كاتبة أسترالية للبحث عن تاريخ عائلتها فى مصر

«العثور على جدتى».. رحلة كاتبة أسترالية للبحث عن تاريخ عائلتها فى مصر
«العثور على جدتى».. رحلة كاتبة أسترالية للبحث عن تاريخ عائلتها فى مصر




كتب - إسلام أنور


فى لقاء مفتوح مع القراء المصريين شهده مسرح روابط بوسط القاهرة مؤخرا، تحدثت الكاتبة الأسترالية «كريسى كنين» عن رحلتها لتدوين سيرة جدتها، تلك السيرة التى تتقاطع مع العديد من الدول والحضارات المختلفة.
الجدة التى تعود أصولها إلى أوروبا وتحديدًا دولة سلوفينيا، سافرت إلى مصر فى بدايات القرن العشرين، بعد تعرض منطقتهم لمجاعة كبيرة، وعاشت لسنوات طويلة فى مصر ثم هاجرت إلى أستراليا.
تقول كنين عن سبب شغفها بالبحث عن تاريخ جدتها بمصر: »كانت جدتى شخصية قوية ومحافظة للغاية، ولم نكن نعلم كثيرًا عن ماضيها، وبعد وفاتها شعرت أننى بحاجة للتعرف عليها، فبدأت رحلة بحثى من سلوفينيا ثم حصلت على منحة للسفر لمصر أيضًا».
الندوة التى نظمها مهرجان القاهرة الأدبى بالتعاون من السفارة الأسترالية بمصر، وأدارها الناشر محمد البعلي، شهدت حضور واسع من جمهور متعدد الجنسيات، تحدث الكثير منهم عن جذورهم العربية وشغفهم بالبحث عن تاريخهم وهويتهم.
من جانبه أشار الناشر محمد البعلى إلى أن رحلة الكاتبة الأسترالية لتتبع سيرة جدتها وتاريخها لم تكن سهلة، فندرة الوثائق فى هذه المرحلة التاريخية، فضلًا عن التغيرات الكبيرة التى حدثت خلال هذه العقود، وفى هذا السياق أوضحت الكاتبة الأسترالية أن جزءا كبيرا من هذه السيرة التى تعمل عليها بعنوان «البحث عن جدتي» لا يعتمد على حقائق تاريخية بقدر ما يمزج بين الواقع والخيال، بين الماضى والحاضر، بين سيرتها وسيرة جدتها، بين التاريخ الشخصى والعام.
وتضيف: «لم يكن  هناك سوى معلومات قليلة حول هجرة أسرتى من سلوفينيا إلى مصر ومن ثم إلى أستراليا. وقررت الذهاب إلى سلوفينيا لمعرفة المزيد عن آثار الهجرة على الجيل الأول المولود فى أستراليا. وأنا فى مصر لأكمل هذه الرحلة». اللقاء الذى امتد على مدار ساعتين تطرق للعديد من الموضوعات والأسئلة حول الذاكرة والهوية والسيرة والتاريخ والتنوع الثقافى والحضاري.
فى هذا السياق قالت كنين:»طوال حياتى كنت أعتقد أن الأكل الذى تقدمه لنا جدتى فى أستراليا ينتمى للمطبخ السلوفيني، لكن عندما أتيت لمصر، اكتشفت أن معظم هذه الأطعمة مصرية» موضحة أنها شعرت عندما زارت سلوفينيا أنها فى بيتها، وفى زيارتها لمصر تشعر كذلك بود وألفة، وتتطلع للإقامة لفترات طويلة للتعرف عن قرب ليس فقط على ماضى جدتها، ولكن على ذاتها.
تشير كنين إلى أن جدتها كانت تتحدث سبع لغات منها العامية المصرية والإيطالية الألمانية والسلوفينية والإنجليزية، لكنها كانت ترفض أن تعلمهم أى لغة غير الإنجليزية، وتضيف: »وصلت جدتى لمصر عام  1925 بعد عشر سنوات قضتها فى ملجأ للراهبات، بعد سفر أمها إلى مصر عام 1915».
وتكمل من خلال رحلتى بدأت أتفهم طريقة حياة جدتى وخوفها من ماضيها ومن الانفتاح على الناس، لقد عاشت طفولة قاسية وتعرضت للمجاعة والاغتصاب والتهجير، لذا كانت خائفة علينا من أن نتعرض لأى خطر، وكذلك لم تعود لسلوفينيا بسبب تلك الذاكرة القاسية، بينما فى مصر عاشت جدتى كعاملة لدى عائلة غنية، وكانت سعيدة للغاية وتزوجت فى مصر، وسافرت مع تلك العائلة لمعظم العواصم الأوروبية، وكانت سنواتها فى مصر تجربة ملهمة للغاية.
كريسى كنين روائية وشاعرة وسينمائية وعاملة فى المجال الثقافى بأستراليا من مواليد عام 1968، نشرت ست روايات وديوانى شعر، فازت بجوائز مرموقة فى بلدها كما وصلت إلى القائمة القصيرة لجوائز عديدة.