الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«صرخات أنثى».. مجموعة قصصية تحكى مشكلات المرأة المصرية

«صرخات أنثى».. مجموعة قصصية تحكى مشكلات المرأة المصرية
«صرخات أنثى».. مجموعة قصصية تحكى مشكلات المرأة المصرية




كتبت - رانيا هلال


عن «دار الجمل» جاءت المجموعة القصصية «صرخات أنثى» للكاتب الصحفى «السيد الزرقاني» فى 115 صفحة، والمجموعة هى الإصدار الرابع للمؤلف بعد روايته الأولى «الوجه الآخر للقمر» و«زمن القهر والهروب» و«زمن العطر».. تضم «صرخات أنثى» أكثر من 30 قصة قصيرة تحاكى الواقع المرير للمرأة فى المجتمع المصرى فيما بعد الانفتاح، حيث هاجر معظم الرجال إما إلى دول الخليج العربى أو حتى فى هجرة إلى الداخل المصرى إلى المدن الكبرى حيث بريق الأضواء.
وقد افتتحت المجموعة برؤية للكاتب صالح شرف الدين التى قال عنها: «وهكذا نجد القصص تعالج مشكلات حياتية اجتماعية وضع عليها الكاتب بعضا من التوابل بأن جعل محورها المرأة، وكأنه يؤكد لنا ما ذهب إليه ابن عربى قديما عندما قال (مالا يؤنث لا يعول عليه)، وغاص فى عمق الطبقات الاجتماعية ليرصد ظواهر قد يمر عليها الكثيرون دون اكتراث، ورصد بخبرته عمقًا إنسانيًا فى نفوس أبطاله، وصراعًا من أجل الحياة وللحياة، ولأن الكاتب ابن البيئة التى يحكى عنها، نجد للفيس بوك مكانًا فى قصصه وإن لم يكن محورها».
«من أجواء المجموعة: «وقفت أمام المرآة تتأمل ملامحها.. أصابها التعجب والاندهاش مما لحق بتلك الخصال السوداء من شعرها، وتلك التجاعيد التى نالت من وجنتيها، الصمت يخيم على تلك الحجرة منذ الأمس، حيث غادرها وهو غاضب من تلك التصرفات التى كسرت الكبرياء داخله».
ضمن المجموعة القصصية قصة بعنوان «بسمة» يرسم فيها المؤلف مشهدا لأمر واقع فى حياة بسمة البطلة فيقول «ذات مساء فى ليلة مقمرة خرجت إلى عالمها الفوضوى الذى غلب على أكثر أيام عمرها، الذى منحته لإنسان يعشق غربته المميتة له ولها، أمسكت بتلك الملابس الداخلية التى طالما أهداها إليها عند كل إجازة يأتى فيها إليها، أو تسافر هى إليه عندما يغلبها الشوق وتحاول أن ترسم على وجهها البسمة واللهفة الجسدية التى تحرقت من نيران البعاد، ألقت بها إلى أسفل خزانة الملابس التى ملت فتحها وغلقها  من كثرة ما بها من ملابس لا تدرى لمن تلبسها وهو بعيد عنها  فى سفره هذا؟، خرجت (بسمة) إلى الشرفة تنادى نفسها، التى طالما أحست أنها فقدتها يوم أغراها السفر إلى عالم، لم تدرك أنه سيؤلمها فى نهاية حياتها، وهى على مشارف الأربعين من عمره، أطلقت العنان إلى خيالها فى الفضاء الرحب، الذى يحيط بتلك الفيلا ذات الفخامة فى مبناها، وما بها من نقوش وزخارف أنيقة ومبهجة وحوائط وأسور وأشجار وغيرها، مدت يدها إلى الأغصان التى تحررت، وانطلقت إلى عنان السماء تحاكى الجو البديع فى خضار بهي، وألقت بنظرة إلى حالها فى محبسها الأسرى الذى طالما عانت فيه من وحدتها فى كل مساء».
فى قصته «خلى بالك مني» يأخذنا الكاتب فى صرخة أخرى من صرخات النساء التى فقدنا الحب والمشاعر الدفيئة فى حياة أسرية غلب عليها  الرتابة والبرود فنجد البطلة قد هاجرت إلى بلاد الغربة لتبحث عن الدفيء إلا أنها صدمت فى واقع مرير، حيث نجده يقول «هربت بجسدها إلى بلاد الغربة، فاصطدمت بحائط الزمن مع رجل لايحمل من الإحساس إلا اسمه..فالعمل وجمع المال هو شغله الشاغل ليل نهار فوق جليد تلك البلاد، في المساء جاء صوت ابنها البكر ينادي فيها الحنان  الذي حرم منه قسرا. جاء يطلب الحضن الدافئ الذي يستظل به من جليد الايام الكئيبة التي يحيا فيها منذ أن تركت المنزل وهو مازال في الصف الثاني الإعدادي، سنوات عديدة مرت، ولم يخطر في بالها أنها ستسمع هذا النداء.
كانت تحلم به ضابطا بالجيش، ليدافع عن وطنه ضد الإرهاب المتطرف الذي عصف بالأمة العربية على متسع أطرافها، فرت من عينيها الدموع رغم تظاهرها بشيء آخر، تقطع قلبها حسرة علي  حالة الانهيار التي يمر بها (حضرة الظابط)، رسمت الحزن في قلبها  كتابا وأصبح يؤرق نومها منذ تلك اللحظة، حاولت مرات عديدة أن تغلق صفحاته في بلاد الغربة، أصيبت بانهيار عصبي و اكتئاب  نفسي،  كاد أن يقضي عليها في لحظات الوحدة، حاولت التماسك أمام الآخر، الذي نجح  في انجاب طفلة منها، وأصبحت بين نيران من في أرض الكنانة، والطفلة الأخرى في بلاد الطليان الباردة في مشاعرها وونسها».