الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مطر أدخِلوا الثياب».. قصص تتخفى خلف أقنعة

«مطر أدخِلوا الثياب».. قصص تتخفى خلف أقنعة
«مطر أدخِلوا الثياب».. قصص تتخفى خلف أقنعة




فى مجموعتها القصصية الأخيرة بعنوان «مطر أدخِلوا الثياب» الصادرة عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» تدخل بها «شريفة الشريف» عالم الإبداع القصصى من زاوية الرؤية إلى الحياة والوقائع والناس فى لقطات سردية خاطفة تؤشر على مجموعة قضايا سياسية واجتماعية ونفسية
فتصبح الكتابة لعبة للتخفى خلف أقنعة مجازية تستبدل ما تروم البوح به ببدائل صورية وهمية، ولكنها مكتملة القيمة والأثر، هى حالات قصصية شديدة الخصوصية، تتمثل بالاغتراب، والضياع، والألم، والنفي.. الوجودى والعاطفي. وبتعبير أدق فإن القصص لا يمكن النظر إليها إلّا بما هو تنويع على قيم أصلية ترسبت فى الوعى الفردى والجماعى عبر مراحل زمنية متلاحقة. إذ تتنوع الوقائع والأحداث والشخوص بين زمن مضى وزمن راهن، وفى صيغ تُرسم بدقة مدار المشابهة وهى السمة الأسلوبية التى أكسبت النص مكانة خاصة ضمن أقوى ما قدم السرد السورى المعاصر من أعمال قصصية، جنبًا إلى جنب مع أعمال إبداعية أخرى أرّخت للحظات زمنية هاربة، وفضاءات ضائعة فى عالم بات يجتاحه الصقيع والألم والانكسار.
تحت عنوان «من بلادِ الشام مولاى الحاكم» نقرأ:
«ولكن لا جدوى.. نام كل العالم إلا الحاكم.. وذوو القتلى.. وربما الطفل الذى كان يصرخ.. ومرت الدقائق كالسنين.. وبدت الأرض ساكنة لا تدور.. كل شيء صامت إلا عقارب الساعة فى جناح النوم والتى ذهبت هى الأخرى ضحية انهياره.. وما إن أوشك أن ينادى الخدم بأعلى صوته حتى وقعت عيناه على باب الجناح وقد تسربت من أسفله دماء لا تعرف التوقف.. امتدت لتصل إلى قدميه، وثب إلى سريره كالطفل الحائر ونادى هلعاً «أين أنتم أيها الخدم؟!». أقبل خادم مضرّج جسده بالدماء.. أخبره بأن بحراً من الدماء فجّر الحاجز وأغرق المكان.. وقبل أن يهم الحاكم بالسؤال عن مصدرها، صاح الخادم باكياً: من بلاد الشام يا مولاى الحاكم!».
يضم الكتاب قصصاً قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: «خيط الكذب طويل»، «اندِماج»، «تعالَى وسيطفئ ليلى أنّاتك»، «وناحت أمهات البلابل»، «القُماشة»، «لماذا عكفتَ الكاف؟»، «أنا – الرّحيل»، «الأحلام ذكرياتٌ لم تحدث بعد»، «مطر! أدخِلوا الثياب»، (...) وقصص أخرى.