الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المصريون المحدثَونْ !






 
حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 22 - 11 - 2009



هذا العنوان، جاء علي غلاف كتاب من كتب علماء الحملة الفرنسية "جان دي شابرول" ويشار إليه باسم " شابرول دي فولفيك " ولد في ربوع (فرنسا) سنة 1733 وتوفي عام 1843، وحينما قدم إلي مصر ضمن علماء الحملة الفرنسية كان يبلغ من العمر 25 عاماً، وكان مهندساً للطرق والكباري، وحينما عاد إلي فرنسا عين محافظاً علي باريس، وأدار "العاصمة" لأكبر إمبراطورية في عصره، وتدين له باريس بكثير من الأعمال الرائعة ذات النفع العام، ولعل الكتاب الذي حمل هذا العنوان، قد ترجمه للعربية المرحوم الأستاذ زهير الشايب وهو ما سمي (وصف مصر)، ولكن هذا الجزء الذي استغرق العمل فيه منذ 1809 إلي 1822،
وطبع بأمر صاحب الجلالة الإمبراطور "نابليون الأكبر"، وتشمل الدراسة التاريخ الطبيعي لمصر وتشمل أيضاً الدراسة للدولة الحديثة أو الحالة الحديثة لمصر التي تبدأ تقريباً منذ الفتح الإسلامي حتي مجيء الحملة الفرنسية لكنها عملياً تعالج أحوال مصر في العصر العثماني حتي عام 1798 ميلادية ! هذه المقدمة الطويلة لأن عنوان المقالة، شُبِهَ إلي عنوان تلك الموسوعة الرائعة في التاريخ المصري المعاصر ولكن متن مقالي يتجه إلي هؤلاء الرجال والسيدات والشباب من الجنسين الذين يتحملون تحديث مصر، نعم نحن في أشد الإحتياج لترابط الفكر والجهد الوطني المصري من المجتمع، لتحديث البلاد، ولا شك أننا في أشد الإحتياج الآن، وليس غداً للتحديث في الإقتصاد، وفي السياسة وفي الإجتماع، وفي التعليم وفي إدارة مرافق الحياة في بلادنا، فقد عز علي أن أقرأ للفنانة الأمريكية الجنسية والمكسيكية المولد والشرق أوسطية الجذور " سلمي حايك "، أن تقول إن مصر بلد جميل جداً، وأن الفضل في ظهوره إلي العالمية يعود إلي دور قامت به في قصة "زقاق المدق"، للكاتب المصري العظيم المرحوم "نجيب محفوظ"، واستكملت حديثها معاتبة المصريين للحالة التي تركوا فيها الشارع المصري، قذر، غير نظيف، وغير مرتب، هنا انتهي الحديث للزائرة الضيفة علي مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثالثة والثلاثين !!
ونحن لسنا بمكسوفين، ولسنا بمتأثرين ولسنا بمتوترين أو متضايقين حتي من شكل الشوارع في مصر، وهي أهون شيء في التركيبة الإجتماعية المصرية وأسهلها ما بالك بالتعليم في مصر، وبالبحث العلمي في مصر وبالإقتصاد غير الرسمي في مصر، وبالموازنة العامة المهترئة في مصر، ماذا عن كل هذا، ولعل المصريين المحدثَونْ !! في أشد الاحتياج للتجمع، وإتخاذ مثل واحد وإحتزائه، ولعل التجربة التي قامت داخل مؤسسة الحزب الوطني الديمقراطي ( لا أريد تعليق سخيف علي هذا) ولكنه واقع، وحقيقي وملموس هذه المؤسسة الحزبية منذ عام 2002، إستقر الرأي بين شباب الحزب وشيوخه علي التطوير والتحديث، ورغم كل الإعتراضات ورغم كل التعليقات وأنا أحترمها جميعاً إلا أننا في مؤسسة واحدة إستطعنا تطويرها إلي شيء حديث له كيان وله متن وله قواعد، وإن كانت التجربة مازالت ضد التيار إلا أن نجاحاً تحقق، نطلب المزيد في أماكن أخري !!