الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع .. رسالة سماوية أخرى

واحة الإبداع .. رسالة سماوية أخرى
واحة الإبداع .. رسالة سماوية أخرى




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 550 كلمة» على الإيميل التالى:    


اللوحات للفنان د.ابراهيم الدسوقى


رسالة سماوية أخرى


كلمات - محمد عبد الله صالح


كيف لامرأة
تخطت سن الرشد
واعتمرت مرتين
وحملت فى قلبها
بعض ما أنزل الله
أن تمحو أخطاء قبيلة
وأن تركل مؤخرة رجل
لا يؤمن بالحقيقة
ويدعى زورًا أنه
من دعاة الرب
نحن الآن يا صديقي
بلا طعم أو رائحة
نحمل أوزار معدة خاوية
وطفلة فقدت عذريتها قهرًا
وامرأة تخلت عن وصايا والديها
وحملت سفاحًا
بأوجاع تجر دهرًا
المعجزات أبرمت عقودًا
لا تأتينا ولا نلقاها
متعبون نحن حد السقوط
حد التذمر والبكاء
من يأتينا برائحة الأنبياء
أو يقذفنا بوابل من الأحلام الطيبة
نتلمسها بشيء من السعادة
ومن يلقمنا نشوة الانتصار
ولو مرة
أعرف أن الليل
يكشف عن ساقيه
للركض خلف هزيمة جديدة
وأن الصبح أشبه
بعقرب يلدغنا بالجنون والمعاناة
كيف لى أن أسمع صوت جدتي
الذى كان يشق السماء
حتى يستجيب الرب
كيف لى أن امتد فى عناق أمي
حد الاشتياق والتعب
كيف لى أن أمارس
التنزه والشروع
فى تقبيل أنثى
الفقراء يا صديقي
معلقون فى أمعائهم الخاوية
وبكائهم الذى استوطن وجوههم
حتى أهلكها بالشقوق
ضعاف حقًا أمام
كسرة خبز
لا يجرءون على التهامها
فسيد المدينة لا يحب الفقراء
يردد دائمًا
الفقراء لا يدخلون الجنة
ولا يجلسون مجالس الأمراء
المتعبون لا يعرفون
كيف تؤكل الفاكهة
ولا يعرفون شيئًا عن البيروقراطية
وعن مذاق (الفودكا)
السنوات تأتى بغير عاداتها
والمتسكعون يرتادون الأرصفة
يتذوقون رطوبة المستلقين
على أطرافها
والعابثون بقهرها
يومان لم نر للنهر
سوى دمعتين
وقطرة تشكو الجفاف
ما ضر الخديعة
لو أوقفت سيلانها
واحتجبت عنا لدهرين
ما ضر الأولين
لو أنجبوا لنا بعضًا من الدفء
وخلفوا لنا ليالٍ هادئة
لسنا من دعاة الجاهلية
نعبد ألف رب
فى سجدة واحدة
أو قوم كفروا بأنبيائهم
فاستشاطت السماء منهم غضبًا
نحن فقراء متعبون
نلف الليل فى وسائدنا
وننظر الصباح الذي
كلف أناسًا آخرين
بالمرور من هنا
ليست هناك حقيقة كبري
أو رسالة سماوية أخري
الدعاء ثقيل جدًا
والمستجيب قريب
وكلنا ندعى أننا بخير
وأن القادم
خلف تلك المسافات البعيدة
ما هى إلا محاولات لشاعر مبتدئ
لا يكف عن امتصاص أول قطرة
تقذفها المحبرة
الراقدون والحاقدون والراشدون
كلهم يرتدون ثوب الصعلكة
والإتيان بأسباب
لا تبرر التهلكة
عم صباحًا
يا أيها النبي
شق لنا طريقًا
حتى يهتدى فينا الشقي
وتبتلى الأحزان والأوجاع
بالتسكع والتفرقة
وتنبت بداخلى وردة
أولها فى صدري
وآخرها فى مقلتيَّ