الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«صلاح» و«كين» و«مبابى» فى صراع الكرة الذهبية

«صلاح» و«كين» و«مبابى» فى صراع الكرة الذهبية
«صلاح» و«كين» و«مبابى» فى صراع الكرة الذهبية




كتب – وليد العدوى

 

أيام وينتهى كأس العالم المقام فى روسيا حيث تدور اليوم الجمعة مباريات دور الثمانية، ليبقى الانتظار قائما لعدة شهور بسيطة على معرفة صاحب الكرة الذهبية أو أفضل لاعب فى العالم مع نهاية العام الجاري، فى واحدة من أهم مراحل الجائزة الكبرى، بعد أن بات عرش الثنائى الرهيب البرتغالى كريستيانو رونالدو أسطورة ريال مدريد الإسباني، والأرجنتينى ليونيل ميسى نظيره فى برشلونة مهددا هذه المرة، حيث احتكارا الجائزة العملاقة لمدة عشر سنوات متتالية فى حدث نادر الحدوث، وحصل رونالدو على ألقاب خمس مرات ومثلها لميسي، ليبقى الانتظار قائما لمعرفة من سيخلفهما، بعد أن أسدل الستار على الموسم الكروى لهما 2017/2018 بخيبة أمل، بالخروج من دور الـ16 فى المونديال.
كان الجميع يترقب ظهور صلاح مع منتخب مصر بعد أن حصد لقب هداف الدورى الإنجليزى وجائزة أفضل لاعب فى أفريقيا وأرقاما أخرى كثيرة حطمها جعلته حديث العالم، لكن مصر ودعت البطولة بخيبة أمل كبيرة من الدور الأول، لحق به كريستيانو وميسى حيث ودع البرتغال والأرجنتين كأس العالم عقب الهزيمة من أوروجواى وفرنسا، لكن ما لا يرجح كفة صلاح أنه لم يتوج بأى لقب حيث وصل إلى نهائى دورى أبطال أوروبا وخسر أمام ريال مدريد، فى حين حصد رونالدو لقب دورى الأبطال، وميسى ثنائية الدورى والكأس فى إسبانيا، وسيلعب النصف الأول من الموسم الجديد (2018/2019) دورًا كبيرًا فى تحديد هوية أفضل لاعب فى العالم، بجانب بقية مباريات مونديال روسيا ولا سيما الفائز بلقب المسابقة.
تسير بخطى ثابتة بجانب الثلاثى قوتان هجوميتان لا تقل كفاءة، حيث أعلنا عن نفسهما بقوة ورغبتهما فى الظهور والمنازعة على الألقاب فيما هو قادم، الأول هارى كين مهاجم منتخب انجلترا ونادى توتنهام هوتسبيرز الذى يتصدر قائمة هدافى المونديال حتى قبل دور الثمانية برصيد ستة أهداف، وكان منافسا قويا لصلاح فى الموسم الماضى بـ«البريميرليج»، والثانى القاطرة البشرية الجديدة السمراء مبابى مهاجم منتخب فرنسا وباريس سان جيرمان الذى كشر عن أنيابه وثقته غير العادية أمام الأرجنتين معلنا عن ظهوره كقوة ضاربة جديدة فى سماء الساحرة المستديرة.
بات هارى كين يمثل تميمة النجاح للمنتخب الإنجليزى بصفته قائد الأسود الثلاثة وهدافه الذى يستطيع تسجيل الأهداف بطرق مختلفة، جاء وصيفا لصلاح، وقد يراه البعض لا يمتلك المهارات الخارقة للنجم السوبر، إلا أنه هداف بالفطرة، يجيد تسجيل الأهداف بقدميه اليمنى واليسرى و يمتلك رأساً ذهبية ساعدته على إحراز ستة أهداف، متفوقاً على الأرجنتينى ليونيل ميسى أفضل لاعب فى العالم الذى سجل 6 أهداف فقط فى 4 نسخ كأس عالم، ايضا كين  له 9 محاولات، منها 6 على المرمى و 2 بعيدا عن المرمى و واحدة مبعدة تماما، ليعد كين أسطورة جديدة للإنجليز، بعد أن اقترب من التفوق على بوبى تشارلتون أسطورة الأسود الثلاثة الفائز بكأس العالم 1966، خاصة وأن كين ما زال صغيرا، ويقدم عروضا قوية مع المنتخب و مع فريقه بالدورى الإنجليزي، ليدخل بقوة ضمن اختيارات جائزة أفضل لاعب فى العالم، وقد يتوج بالجائزة حال نجاحه فى الفوز بكأس العالم الذهبية للمرة الثانية فى تاريخ بلاده، أيضا هارى كين بأهدافه فى مونديال روسيا عادل الرقم القياسى السابق المسجّل باسم مارادونا، وكذلك عادل ابن الرابعة والعشرين الرقم القياسى لعدد الأهداف الإنجليزية فى نسخة واحدة والمسجل باسم جارى لينيكر فى نسخة المكسيك 1986.
أما المهاجم الشاب الفرنسى كيليان مبابى (19 عاما) فنال إشادة بالغة نظرا لأنه أصبح أول لاعب شاب يسجل هدفين فى إحدى المباريات الإقصائية بكأس العالم منذ الجوهرة السوداء بيليه عام 1958، وتتكون مسيرة مبابى فى كرة القدم حتى الآن من نصف موسم مع موناكو الفرنسي، حيث ظهر فجأة وتألق فى دورى أبطال أوروبا، ثم موسم كامل مع باريس سان جيرمان على سبيل الإعارة لعب خلاله فى ظل النجم البرازيلى نيمار وينتظر تفعيل انتقاله للنادى الباريسى مقابل 166 مليون جنيه إسترلينى خلال الصيف الحالي، فلم يخض الكثير من المعارك الكروية، كان يبدو هذا المبلغ كبيرا للغاية وقت الاتفاق عليه، لكن بمرور الوقت بدا أنها ستكون صفقة رابحة.
المدير الفنى للمنتخب الفرنسى «الديوك» ديديه ديشامب قرر المراهنة على مبابى مقارنة بينه وبين الظاهرة البرازيلية رونالدو، الذى كان أحد نجوم كأس العالم 1998، وهى البطولة التى تألق فيها النجم الإنجليزى مايكل أوين قبل 20 عاما وهو فى سن صغيرة أيضا مثل مبابي، وأحرز هدفه الشهير فى مرمى المنتخب الأرجنتيني، وجاء الدور على مبابى كى يثبت نفسه إما أن يكون ظاهرة ويختفى أو يكون نجما صاعدا، خصوصا أن الهدفين اللذين أحرزهما مبابي، أظهرا قدرات غير عادية، ففى الهدف الأول كشف وعيا كبيرا من جانبه بالمساحة الخالية داخل منطقة جزاء المنتخب الأرجنتيني، قبل أن يتمكن من المرور لتلك المساحة، ويطلق قذيفة مدوية بقدمه اليسرى، وكان من الممكن أن يتعامل حارس المرمى الأرجنتينى فرانكو أرمانى مع هذه الكرة بشكل أفضل، لكن يبدو أنه ارتبك نتيجة التفكير فى أمرين فى وقت واحد حول ما إذا كان يجب إنقاذ الكرة بقدمه أو بجسده، لكن يُحسب لمبابى أنه سدد الكرة بسرعة كبيرة قبل أن يتمكن أرمانى من استعادة توازنه، وفى الهدف الثاني، فقد كان الأمر أسهل لأن مبابى كان شبه منفرد بالمرمى، لكن يحسب له أيضا اختراقه للدفاع الأرجنتينى بشكل رائع وسرعة فائقة قبل تسديد الكرة بكل قوة فى الزاوية البعيدة، وبذلك يكون مبابى قد أحرز ثلاثة أهداف فى كأس العالم الحالية، ليبقى الشاب العبقرى مطالبا بتقديم المزيد فى دور الثمانية عندما تلتقى فرنسا مع أوروجواى اليوم الجمعة.
اذا كان صلاح مشتركا مع كريستيانو وميسى فى الخروج المبكر من كأس العالم، لكنه يظل أحد أهم القوى العظمى فى الموهبة حول العالم المنتظر لها تهديد عرش البرتغالى والأرجنتينى بجانب كين ومبابي، فقد لعب رونالدو أربع مباريات فى مونديال روسيا مسجلا أربعة أهداف، بواقع ثلاثة أهداف (هاتريك) فى شباك إسبانيا بافتتاح مبارياته بالمسابقة، وهدف أمام المغرب فى الجولة الثانية، ليصبح أكبر لاعب يسجل هاتريك فى كأس العالم، لكنه فشل فى تسجيل أى هدف بالأدوار الإقصائية فى مرحلة جفاف دامت 514 دقيقة، أما ميسى فسجل هدفًا وحيدًا فى أربع مباريات لعبها بالمونديال، وكان أمام المنتخب النيجيرى بختام دور المجموعات من المسابقة، بجانب صناعة هدفين أمام فرنسا، وبات البرغروث الأرجنتينى اللاعب الوحيد الذى يصنع هدفًا فى أربع نسخ مختلفة لكأس العالم، لكن عقدة الأدوار الإقصائية للمسابقة لازمته أيضًا بعدما 756 دقيقة دون تسجيل أى هدف، وبالنظر إلى صلاح سنجد أنه خاض أول كأس عالم فى مسيرته أحرز هدفين فى مباراتين بمونديال روسيا أمام منتخبى روسيا والسعودية، ليعادل صلاح (26 عامًا) رقمًا عمره 84 عامًا بعدما رفع رصيده إلى هدفين معادلا عبد الرحمن فوزى الذى سجل ثنائية فى مباراة المجر بمونديال 1934 بإيطاليا، كأفضل هداف لمصر فى تاريخ كأس العالم، ايضا أحرز رونالدو 34 هدفًا فى 28 مباراة لعبها خلال العام الجارى مع ريال مدريد الإسبانى ومنتخب بلاده، أما ميسى فسجل 30 هدفًا فى 32 مباراة لعبها مع برشلونة الإسبانى ومنتخب بلاده، ويأتى محمد صلاح ثالثًا بعدما سجل 24 هدفًا فى 26 مباراة، بواقع 21 هدفًا مع ليفربول الإنجليزى وثلاثة مع منتخب مصر.