الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لن ننساهم.. أبطال حافظوا على الأرض

لن ننساهم.. أبطال حافظوا على الأرض
لن ننساهم.. أبطال حافظوا على الأرض




كتبت - سلوى عثمان


تمر هذه الأيام الذكرى الأولى لملحمة  «البرث» بشمال سيناء بقيادة قائد الكتيبة ١٠٣ البطل العقيد أحمد المنسى وأبطالنا من  الجنود والضباط والذين استطاعوا من خلالها القضاء على التكفيريين وخططهم والتى كانت تستهدف رفع راياتهم والاستحواذ على الأرض لإقامة مقر لهم وإظهار مصر وقد فقدت بقعة غالية من الأرض.
«روزاليوسف» التقت أحد شهود العيان الذين شاركوا فى الملحمة ليروى لنا التفاصيل.
فى البداية يقول الملازم أول عبدالعزيز محمد محسن بسلاح الحرب الالكترونية الدفعة ١٠٧ حربية تخرجت عام ٢٠١٣ وعملت بالقاهرة مدة سنتين ثم انتقلت لشمال سيناء  تأمين الكمائن الكترونيا وبحكم عملى كانت لنا الأسبقية الأولى في المعلومات وإنذار قواتنا من وجود أى خطر،  وجاءت أوامر رابع يوم العيد بأن أتحرك لمربع البرث مع ابطال  الكتيبة ١٠٣ صاعقة بقيادة الأب العقيد أحمد المنسى وأبطال الكتيبة وبالفعل اتجهنا لشمال سيناء واتفقنا على خطة التحرك لرفح.
وبالفعل  فى الْيَوْمَ التالى توجهنا لرفح وتمركزنا فى بيت راشد.. و كان عبارة عن هضبة يسكنها خمسة بيوت  وتم تسكين الخدمات فوق كل مبنى وكان كل واحد منا يقوم بدوره  (خدمات - سلاح - توزيع زخائر الكمين بالكامل - الكمائن والإغارات من مجموعات الصاعقة على الأماكن التى تتردد عليها العناصر التكفيرية - القبض على بعض المجموعات التكفيرية وتسليمهم للتحقيق معهم - ضرب الإحداثيات الملتقطة  بالمدفعية).
وكانت الظروف  البيئية صعبة فلا يوجد ماء، وكنا نستقوى بكسرات الخبز  لصعوبة الطهى والأسرة عبارة عن خشب فوق طوب ننام عليها  وكنا نبتغى وجه الله والدفاع عن مصرنا الحبيبة. . وأوضح محسن أن المنسى كان يقوم بطلعات استهدف من خلالها عناصر شديدة الخطورة وظل الحال هكذا لمدة أسبوع كل منا يقوم بدوره إلى ان جاءت اللحظة الحاسمة يوم الجمعة ٧ -٧-٢٠١٧  الساعة الرابعة فجرا وكنت فى غرفتى اعمل على جهاز الحرب الإلكترونية، وكان الضابط سباعى والضابط أحمد حسانين) نوباتشية، وكان القائد المنسى هو وشبراوى وصلاح  وباقى الضباط (فهيم - عبدالرحمن - وائل)، فى البيت التانى نوباتشية ايضا وفِى تلك اللحظات انهالت كميات كبيرة من النيران على منازلنا  فقاوم أبطالنا البواسل، وكل أخذ موضعه فوق سطح المبانى (حسب الخطة المتفق عليها أثناء الهجوم المفاجئ) وظللت فى غرفتى  متابعا  الجهاز لكى ابلغ الكتيبة بالتحركات، وكان الضرب بيزيد بطريقة قوية جدا لدرجة أن الطلقات اخترقت وظللت ثابتا مكانى أتابع الجهاز وفجأة اقتحمت عربتان مفخختان حواجز الكمين وقمنا بمواجهتهما وحدث انفجار اطاح بالمنازل واختفت جميع المعالم وتصدينا للهجوم المسلح بالرغم من انقطاع التيار الكهربائى.
وقمنا بالكامل بالتحرك من أماكننا  وظللنا نواجه العدو بالرغم من الإصابات البالغة التى تعرضت لها الكتيبة   وتعرض جهازى لتدمير شامل  وفجأة اخترق صاروخ غرفتى فانفجرت وارتطمت بالجدران  فحاول النقيب شبراوى مساعدتى وإخراجى من تحت الجدران  وظل يتعامل من خلال غرفتى،  أما البطل حسانين فظل يدافع إلى أن استشهد، ثم تحرك  البطل سباعى ناحية السلم، واستطاع  تعطيل التكفيريين وكان القائد المنسى يبلغ العمليات بأعداد الهجوم واتجاهاته واسلحته المستخدمة ضدنا وفعلا اثبت المنسى أنه قائد فعلا ففى وسط النيران  استطاع اصطياد  كثير منهم.
فى هذه اللحظات  بدأنا فى  توزيع أنفسنا وتحركت أنا وصلاح  والذى كان ينزف من اثر الانفجار  وكان شبه مغمى عليه وبمجرد أن آفاق  أخذ يطلق النيران على التكفيريين  وأصاب عددا كبيرا منهم  
وأصاب شبراوى فى تلك اللحظات جماعة كبيرة منهم وأعطى للسباعى أنبوبة البوتاجاز لكى يرميها على السلم وتنفجر فى الإرهابيين وبذلك نصل لأعلى درجات الشهادة ولكن تم القاؤها خارج المنزل فأصابت عددا كبيرا منهم.. وفِى هذه الأثناء كانت هناك قنابل موجودة فى الحمام وكان اصعب قرار ان أزحف وسط النيران وقرأت الشهادة وأتيت بالقنابل وتم توزيعها على الجنود وفِى هذه الأوقات استشهد الرائد شبراوى وأخذت منه السلاح  وبدأت أعداد التكفيريين تتزايد فقمنا بإلقاء القنابل عليهم من كل اتجاه وتم إلقاء قنبلة على السلم حتى لا يستطيع أحد من التكفيريين الصعود فأصابتهم وكانوا يصرخون وكانوا مخصصين مجموعات اخلاء المصابين وفِى الوقت ده كان ينادى علينا القائد المنسى (الله ينور يارجالة اثبتوا الدعم جاى فى الطريق)  وكان كلامه يعطى أملاً للجميع  ثم أصيب البطل سباعى بطلقة بكتفه وطلقة قطعت أصابعه فقمت بإلقاء قنبلة ثانية على السلم حتى لا يصلوا للسباعى وقمت بتخبئته.. وبدأت اتعامل معهم بوضع فردي  لانه كان صعب الوصول لمخازن الذخيرة وكان التكفيريون يهددونه بقولهم (والله لندبحك)  وكانوا يتوعدون القائد المنسي  ويرصدونه. لانه قتل كثيرا منهم  طوال فترة خدمته بسيناء.  
أما الأبطال (فهيم وعبدالرحمن  ووائل) فكانوا يتعاملون مع المجموعات التكفيرية التى كانت تدخل الكمين،  وكذا البطل جندى فراج والذى استخدم النصف بوصة فدمر عربات التكفيريين وأحدث خسائر جسيمة لهم.
وكان الدعم على وصول بقيادة خالد مغربى الملقب بخالد دبابة وكان التكفيريون يرصدون الدعم حيث اصطدمت به عربة بها عبوات ناسفة فاستشهد البطل ولكن الدعم كان عنده إصرار أن يصل للجنود،  ووصلت القوات الجوية وأطلقت عدة صواريخ وأصابت مجموعة كبيرة من سيارات الدفع الرباعى المحملة بالذخائر.
وكان الضباط فهيم وَعَبَد الرحمن ووائل  يتعاملون مع التكفيريين من البيت الثانى واجبروهم على الانسحاب من داخل الكمين وظلوا يحاولون الوصول للمكان الذى أنا فيه حتى يقوموا برفع رايتهم على الكمين لكنهم فشلوا وكانوا يقومون بإلقاء القنابل علي وحدثت مواجهات فأصبت بطلقة قناصة من خارج الكمين  فأصيب ذراعى وانفصل عن كتفى وظللت أقاتل بيدى الأخرى  حتى آخر طلقة.
واختفى صوت القائد المنسى وانسحب التكفيريون من الكمين عدا ثلاثة أفراد  فحدثت مصادمات وقبل هروبهم أطلقوا نيران أصبت فى بطنى واخترقت طلقة العسكرى حجازى وأصيب البطل صلاح وهربت الكلاب الضالة،  ولكن قواتنا الجوية أصابت كثيرا منهم.