الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البيت الطولونى» كنز إسلامى وقع فريسة للإهمال

«البيت الطولونى» كنز إسلامى وقع فريسة للإهمال
«البيت الطولونى» كنز إسلامى وقع فريسة للإهمال




كتب - علاء الدين ظاهر


«البيت الطولونى».. قد تتوقع عزيزى القارئ وصفًا رائعًا لهذا البيت مرتبطًا بتاريخ قديم.. لكن للأسف ستصدم بواقع مؤسف لواحد من أبرز الكنوز المعمارية الإسلامية، والتى كالعادة تركت منذ سنوات بعيدة فريسة للإهمال الذى حول هذا البيت إلى مقلب قمامة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!
حكاية هذا الكنز كشفها لنا أبو العلا خليل الباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية، والذى قال إن هذا البيت يقع فى منطقة المدابغ، وقوامه حاليا بقايا جدران مهجورة بائسة تصدت لعوادى الزمان وتقلبات الدهر والدول.
وتابع: وتعد هذه الجدران الخربة من أقدم الأمثلة للعمارة السكنية فى مصر الإسلامية، وتؤرخ بحسب زخارفها الجصية – والمعروضة الآن بمتحف الفن الإسلامى – بعام 285هـ / 900م زمن الدولة الطولونية ومن ثم تعرف أثريًا بـ«البيت الطولونى»، وتدل الزخارف على أن صاحب البيت من ذوى الجاه، بينما يقول البعض أن الأنقاض هى دار الإمارة التى اتخذها أحمد بن طولون لإدارة الحكم بمدينته الجديدة.
وعاد الباحث بنا مع التاريخ للوراء قليلًا، وقال إن هذا الكشف الأثرى المهم عثرت عليه عام 1932م حفائر دار الآثار العربية فى الأرض الفضاء بين كوم الجارح وجامع أحمد بن طولون، حيث كانت مدينة العسكر ثانى مدينة فى مصر الإسلامية بعد الفسطاط.
 وقال إن هذه الأطلال الأمتداد الطبيعى للعاصمة الأسلامية الأولى الفسطاط والذى زادت دوره على مائة ألف دار محدقة بالجنان والبساتين، لكن هذه الدور تعرضت للخراب والدمار على يد جيش الخليفة العباسى المعتضد بالله سنة 292هـ/905م والشدة المستنصرية زمن الخليفة الفاطمى المستنصر بالله.
وأشار إلى أن هذه الأطلال تمثل جزءًا من منزل يتكون من إيوان أوسط وحجرتين وفناء مكشوف به فسقية تصل إليها المياه من خلال أنابيب من الفخار، وعثر بالبيت على محراب جصى تزينه الشهادة بالخط الكوفى، ومشابهة لمحاريب جامع أحمد بن طولون، والعجيب أن البيت لا يحمل رقم تسجيل أثرى رغم عمر جدرانه التى تصل إلى ألف ومائتى عام.