الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العائلة الغاضبة!!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 24 - 11 - 2009



كتبت يوم الاثنين الماضي في نفس المساحة تحت عنوان "نحن قبط مصر" وكان هذا المقال لا علاقة له " بماتش كرة قدم " بين مصر وأي دولة أخري، أو بمناسبة انتصار الفريق القومي المصري يوم السبت (قبل نشر المقال) علي منتخب الجزائر، ولم يكن المقال يرنو إلي موقعة قادمة بعد يومين من النشر سوف تقع أحداثها في "الخرطوم" ولم تكن المقالة تقترب من تحليل لموقف أو حدث لتجميع المصريين سواء كان الحدث انتصارًا أو هزيمة في ماتش كرة قدم!!
ولكن بعد تلك الأحداث المؤسفة سواء تلك التي حدثت في القاهرة يوم 14 نوفمبر أو في الخرطوم يوم 18 نوفمبر، أجد أن مقالي السابق يستحق أن يستكمل اليوم بأن العائلة المصرية غاضبة، قبط مصر غاضبون!! والحزن يخيم علي العائلة المصرية، ليس حزناً علي ماتش كرة أو علي بطاقة تأهل المونديال التي خسرناها، ولكن قبط مصر (حزاني) علي موقف دولة "نقول عنها شقيقة" وعربية وبلد المليون شهيد، وكثير من التعبيرات والعناوين التي تطلقها العائلة المصرية الكبيرة علي البلاد العربية المسماة (شقيقة) نحن قبط مصر منذ تعلمنا قراءة التاريخ وعرفناه تعلمنا أننا البلد الكبير والأخت الكبري وأن قدرنا التحمل لصغائر الأخوات الصغيرات، كلام ... كلام ...!!
ولعل التاريخ المعاصر ، قد اثبت أن نكران الجميل صفة من صفات الشقيقات الصغيرات وأن الدلال الذي تعطيه الشقيقة الكبري لشقيقاتها الصغار، جعلتهم يزدادون "صغراً " ويزدادون نكراناً للجميل، بل الأدهي أنهم يزدادون حقداً، وهذا هو الشيء العجيب والمثير لعدة تساؤلات !!
نحن قبط مصر تحملنا الكثير من أجل تلك الدول وعلي رأسهم الجزائر، ولعل حرب 1956 وكان اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي مبعثه الرئيسي ليس تأميم قناة السويس، ولكن كان المبعث الرئيسي هو "صوت العرب" من القاهرة ، التي انطلقت خصيصاً للمجاهدين في الجزائر وكان المبعث الرئيسي هو مد الجزائر بالفدائيين المصريين والسلاح المصري.
كان المبعث الرئيسي دور الفن المصري في تحريض العالم للوقوف بجانب (بن بيلا) واخوانه في الجزائر و فيلم (جميلة بو حريد) علي رأس هذه المنظومة الفنية وأغاني عبد الحليم حافظ ، وجاهين وعبد الوهاب بل النشيد الوطني الجزائري من الموسيقي المصرية.
ليست الجزائر فقط ولن أطيل وأعيد فنحن قبط مصر، نري العيب في أن نُذكِّر بما فعلناه للشقيقات العربيات، ولكن نحن العائلة المصرية الكبيرة، غاضبون وحزاني علي تلك السوءات الأخلاقية لشعب نسي تاريخه !!
وقيادة جزائرية للأسف الشديد، تنتمي لجيل الثورة الجزائرية أي هؤلاء الذين كانت أيادينا في أفواههم وسلاحنا في أياديهم هم قادة الجزائر اليوم .
وللأسف الشديد أن تنحدر الأخلاق وتصبح المعايير غير واضحة لكلمات الأشقاء والأخوة والعروبة والوطن الكبير للأسف الشديد، نحتاج لوقت كبير جداً لإزالة الغضب ورفع الحزن عن العائلة المصرية، ونبذ الحقد من نفوس العرب !!