الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الشام».. حب «البياسى» الممنوع

«الشام».. حب «البياسى» الممنوع
«الشام».. حب «البياسى» الممنوع




كتبت- مروة مظلوم

 

 من رحم المعاناة يولد الإبداع، يلون أوراق التاريخ بلون أدبى معبر عن حياة أصحابها فكثير من الفنانين والشعراء كانوا يبدعون قصائدهم فى أتون المعارك البحرية محملة بغبار الألم، ولعل المعاناة التى تعيشها سوريا الآن بمثابة ملحمة لشعرائها استثمروا فيها هذا الإبداع ووظفوه توظيفًا يرتقى إلى تخليد ذكر الشعراء السوريين فى تاريخ الأدب العربي وخاصة شعر الفصحى بأنواعه القديم والحديث،

 لذا نجد أن المنتج  الشعرى السورى فاق أى إنتاج أدبى آخر.. ديوان «حب ممنوع» للشاعر محمد البياسى الصادر عن دار الرابطة للنشر والتوزيع أحد الدواوين المميزة التى تتناول الهم والوجع السورى، إذ يقع فى 168 صفحة تضم خمس وعشرين قصيدة من الشعر العمودى، مابين  حنين ومناجاة الوطن ومابين غزل الحبيبة.. يطرح فيها الشاعر تجربته بنبرة الثائر حتى على الحب الناقد لواقعه والحالم بواقع أفضل أكثر عزة، تغلب على كلماته الثورية، حتى فى أبيات الغزل فلايقنع إلا بالعاطفة المتبادلة المتقدة ولايرضيه العشق المبتور من طرف واحد.. ظهر ذلك فى عناوين قصائده «لك القرار»..«بين بين» لا ودينى .. «لن تعودى» «كن كما ترضى».
وفى قصيدته «الموت يا شطرنج» يناجى «البياسي» وطنه بدمع يأبى السقوط فيقول:
وطنى المسجى بالفدا كفناً/ كانت تقلد دوره البجعة/ لم يتركوا شيئاً له ولنا/ إذا كل شيء عندهم سلعة/  لكنما التجار واحدهم فى السوق/ تشغل باله السمعة.
وفى قصيدة «صاحبة الجلالة» تباهى الشاعر بنسبه قائلاً: أخسفاً يا سليل الملك خسفاً/ وكنت بكل شاهقة جديراً/ أترضى ياطويل الرمح أني/ أساق هنا إلى ضعة أسيراً/ ونحن بنى معاوية ملوك/ بنوا فوق النجوم لهم سريراً/ إذا محل الزمان أتوا فأعطوا/ وكان الليل قافلة وعيراً.
أما قصيدة «حب ممنوع» والتى يحمل الديوان عنوانها فهى تصف ألم فراق الشاعر لأرضه الحبيبة ومناجاتها كعاشق حرم حبه ومنع عنه فى قوله: ياشام لايغنى عن الماء الندى/ وعن النهار وسائل وشموع/ خاطبت قلبك لم أخاطب غيره/ يا ليت صوتى عنده مسموع/ رحل الطريق وفى حقائبه غدي/ ولقد يضر إلى الوراء رجوع/ وأرى السياج أراه أحدب بابه/ والحب أجمله هو الممنوع.
يذكر أن ديوان «حب ممنوع» ليس الديوان الأول للشاعر السورى محمد البياسى وإنما سبقه عدد من الدواوين منها «تراتيل الصمت»، «يا شام»، «جالا»، وله عدة مخطوطات قيد الطبع، فضلا عن كونه مؤسس رابطة الشعراء والعرب ومؤسس مكتبة ودار الرابطة للنشر والتوزيع.