الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الجناح المصرى ضمن أفضل المشاركات الدولية فى بينالى فينيسيا للعمارة

الجناح المصرى ضمن أفضل المشاركات الدولية فى بينالى فينيسيا للعمارة
الجناح المصرى ضمن أفضل المشاركات الدولية فى بينالى فينيسيا للعمارة




كتبت - سوزى شكرى

 

يأتى بينالى فينيسيا الدولى كأحد أهم  وأعرق المعارض الفنية على المستوى الدولى، والذى استمرت إقامته فى مدينة فينيسيا الإيطالية منذ عام 1981، ويقام مرة كل عامين بالتناوب مابين العمارة والفن التشكيلي، وفى دورته الحالية السادسة عشرة المخصصة للعمارة جاء المشروع الفائز بتمثيل مصر فى المعرض المقدم من إسلام محمد المشتولى، معاذ صبحى أبوزيد، كريم موسى، كريستيانو، يوسف موسكتيلو، ويحمل المشروع عنوان «روبابيكيا.. عفوية المدينة» والذى تم اختياره مؤخرا ضمن أفضل عشرة أجنحة فى البينالى وفقًا لما جاء فى أول المؤشرات والإحصائيات المعلنة فى فينيسيا مؤخرًا.

جاء ذلك بعد أن نظمت وزارة الثقافة فى ديسمبر  الماضى لجنة رفيعة المستوى من أساتذة العمارة فى مصر برئاسة الفنان المعمارى توفيق عبدالجواد العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وبمشاركة الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد ابوسعده وجمعية المعماريين لاختيار من يمثل مصر فى البينالى لهذا العام.
وقد صرحت د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، بأن العمل فى الجناح المصرى استمر على قدم وساق لمدة خمسة أشهر حتى خرج فى أبهى صوره بعد إعادة تأهيله بالكامل بإشراف ومتابعه من د.جيهان زكى رئيس الأكاديمية المصرية بروما، وأوضحت أن عدد الأجنحة الممثلة فى بينالى العمارة لهذه الدورة بلغ ٨٠ دولة، وأشارت إلى الأجنحة العربية الممثلة فى هذه الدورة وأن مصر (البلد الوحيد المالك لجناح فى قلب المقر الرئيسى للبينالى والمعروف باسم «چارديني») بجانب البحرين والإمارات ولبنان والسعودية.
يتبلور المفهوم الفلسفى للجناح الوطنى المصرى حول فهم الفراغ الحر الناشء عن المساحات التجارية العفوية والأسواق الحضرية الممتدة داخل النسيج الحضرى للمدن، والتى تزايدت بشكل غير مسبوق فى الآونة الأخيرة، وذلك نتيجة التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى طرأت على المجتمع، وهذه الظاهرة لم تعد تقتصر فقط على فكرة الأسواق التقليدية المؤقتة داخل الأحياء السكنية الصغيرة، بل أصبحت تمتد إلى كل الفراغات البينية والمساحات المتخللة إلى داخل المناطق التاريخية للمدن، بالإضافة لمناطق البنية التحتية كالكبارى والطرق العامة ووسائل المواصلات ومناطق التجمعات الكبرى والفراغات العامة.
الجدير بالذكر أن المشروع المصرى يتناول الامتداد داخل النسيج الحضرى للتجمعات العمرانية الجديدة التى لم يتجاوز إنشاؤها السنوات القليلة وبعضها لا يزال قيد الإنشاء، وهى ظواهر حتمية وتجاهل هذه الظواهر لا يعنى عدم وجودها بل على النقيض تمامًا فإن محاولة الفهم والتحليل هى أولى الخطوات المنهجية الجدية نحو إيجاد حلول فعالة وعملية تقوم على فهم مصلحة الفرد والمجتمع وعلاقتهم بالبيئة المبنية.
«الروبابيكيا» هى تعبير يشير إلى شكل من أشكال إعادة التدوير المستخدمة منذ القدم، تنطوي، بطرق مختلفة، على جميع طبقات المجتمع، وهى ليست فقط مثيرة للاهتمام من الناحية الاجتماعية، بل باستطاعتها اكتساب قيمة جغرافية من خلال تحديد مكاسب مثمرة لمناطق شاسعة فى المدن، وتسليط الضوء على ظاهرة الأنشطة التجارية العفوية والأسواق الحضرية غير المقننة يعنى بالضرورة إعادة التفكير فى أهمية تلك الفراغات ودراسة تأثيرها وإدراك أهميتها داخل النسيج الاجتماعى المتشابك للمدينة.
يهدف المشروع المصرى بالأساس إلى فهم، واستيعاب البواعث المسببة لهذه الظواهر إلى جانب رفع كفاءة الفراغات الحاضنة لتلك الأنشطة، وإعادة تأهيلها وإدراجها داخل السياق العام لتحسين البيئة المبنية إلى جانب تقنين هذه الظواهر العفوية والسماح بامتدادها بطرق تخدم مصلحة الأفراد والمجتمع سواء بسواء.