الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

إعجاز الانتماء!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 26 - 11 - 2009



هذا الإعجاز الذي ظهر في أرجاء المحروسة واقترب من ظاهرة التجمع الوطني خلال أيام حرب أكتوبر فرحًا بالنصر، اقترب من ظاهرة التجمع المصري خلال أيام حرب يونيو السوداء حزنًا وغضبًا، هذا الإعجاز المصري الذي وجه المصريون جميعًا لكي يلتفوا ويلتحفوا بالعلم المصري، هذا العلم الذي نسيناه سنوات طويلة، هذا العلم الذي نادينا ونادي مثقفون وأصحاب رأي كثيرين بضرورة الاهتمام به، في المدارس وفي طوابير الصباح، وتحيته والغناء له بالنشيد الوطني، هذا العلم رمز الأمة ورمز لكرامتها، التفح بهذا العلم مئات الألوف في استاد القاهرة واستاد المريخ والتفح به ملايين المصريين في كل المدن والقري والنجوع وفي كل أنحاء العالم.
زين العلم واجهات المنازل والمحلات حتي المساجد والكنائس ونشرت العلم علي جدرانها أضيئ العلم في كل المصالح الحكومية وغير الحكومية بل هناك من قام بتغيير ألوان سيارته، وخططها بألوان العلم المصري، هذا هو إعجاز الانتماء للبلد فقط حينما توحدنا أمام أبواق الحقد وأمام الإفزاع الإرهابي من حكومة الجزائر، وجنودها ومسجونيها (المفرج عنهم مؤقتًا)!
لقد كان العلم المصري هو رمز الترابط والانتماء وكان العلم بكل التعبيرات سواء قماشا أو ألوانا علي سيارات أو ألوانا علي حوائط وواجهات المباني حتي وجوه الناس رجالا ونساء وأطفالا رسمت بالعلم المصري (تاتو)!
والعلم المصري له مدلولات تاريخية مع المصريين منذ العصور الأولي وحينما كان العلم أحمر وهلال ونجمة، ثم ثلاث نجوم، ثم العلم أخضر وهلال وثلاث نجوم، وحينما قامت الثورة ظل العلم الأخضر والهلال والنجوم الثلاث حتي قامت الوحدة بين مصر وسوريا في 23 فبراير 1958 وتغيرت ألوان العلم إلي الأحمر والأبيض والأسود ونجمتين، وبعد الانفصال أصبح لعلم مصر نجمتان حتي مجيء الرئيس السادات ورفع النجوم ووضع صقر قريش ثم النسر المحلق.
هذا العلم المصري الحبيب مهما كان لونه أو شكله فإنه الرمز الذي يلتف حوله المواطنون -هذا العلم هو البطل في كل المناسبات- في الحروب نحافظ عليه مرفوعا مرفرفا، وإذا خفض العلم كان الانهزام، حرب أكتوبر أكبر مظهر للفرح حينما أنزل علم إسرائيل من فوق خط بارليف بأيادي الأبطال العابرين للقناة، وتم رفعهم لعلم مصر، ورغم إصابة البطل الذي رفع العلم علي الصاري إلا أن بطلا آخر استلم منه العلم، ولم يسقط العلم مع سقوط الشهداء وهم متمسكون برفعه، رمزًا لتحرير سيناء (المرحلة الأولي في الحرب)، وظل العلم مرفوعًا حتي آخر لقطة في آخر منطقة أرض استرددناها وهي طابا حينما قبل الرئيس مبارك علم مصر ورفعه بعد إنزال علم إسرائيل! فليظل علم مصر مرتفعًا مرفرفًا، سواء كان هناك ماتش كرة أو كانت هناك تنمية في جميع مجالات الحياة!