الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كرز حامض».. رواية تكشف ثمن الحب والتضحية

«كرز حامض».. رواية تكشف ثمن الحب والتضحية
«كرز حامض».. رواية تكشف ثمن الحب والتضحية




عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» صدرت مؤخرا رواية «كرز حامض»  للكاتبة سرى علوش،  الرواية هى قصة امرأة ليست عادية، امرأة عاشت حياتها خلف خيط لا بداية له ولا نهاية، كانت فى التاسعة عشرة من عمرها عندما اقتص العالم منها ثمن حب أخذها من يدها نحو الهلاك، العالم الذى جردها طفلها، فقط لأنها أنجبته من دون موافقتهم بطريقة غير شرعية، لم ترَ طفلها، لم تستطع أن تلمس كفه الصغيرة أو تشم رائحة يتمه الذى فرضه العالم عليه، حتى أنها لم تستطع منحه اسمًا، وكل ما تعرفه أنه كان مولودًا ذكرًا لم يعرف والده، ووالده لم يعرف بقدومه، وزاد الطين بلة، اضطراره للرحيل بعد سنوات قضاها فى السجن، ما عدا كونه من ديانة أخرى، لقد كان الحمل من دون زواج فضيحة لا بد أن تقوم العائلة بالتخلص منها وكتمانها، وليس المهم مشاعر الضحية، الضحية التى ظلّ هاجس البحث عن مولودها يرافقها عشرون عاما؛ فهل يُمكن للقدر أن يجمعها بالأب والابن؟
تدور أحداث الرواية فى أجواء الحرب السورية، وتعكس تأثير الحرب على البلاد والعباد، وتناقش موضوع الانتماء إلى الوطن، والحب والصداقة والوفاء، والنظرة إلى الآخر، والعادات والتقاليد، والموت والحياة، والحرية فى الاختيار، وتشخّص اللحظة الدقيقة التى عاشتها سورية، من خلال الوضع العاطفى والإنسانى المشترك بين شخصيات الرواية، ذلك ما يُمكن استجلاؤه من صورة السرود المتعددة لشخصيات «أيلول»، «آدم»، «ميرا»، «فاطمة»، «ضحى»، «وائل»، «غيداء»، «سالم»، وشخصيات أخرى؛ ولكل شخصية نصيبها من الألم والعنف والقسوة والجنون ومشاعر الفقدان والتيه، وضياع الأهل والزوج والولد، الجميع يدخلون فى دائرة إنسانية مشتركة، فتغدوا الرواية عنهم، بؤرة لتلاقى أحاسيس وانفعالات متباينة ومتناقضة أحيانًا، وهو ما يفتح بلاغة التمثيل الروائى للألم على آفاق إنسانية متغايرة، تضاف إلى مثيلاتها فى أعمال سردية أخرى فى الرواية السورية المعاصرة.
- من أجواء الرواية نقرأ: «هذه البلاد كرزٌ حامض» قالت، «لا تحبينه ولا تستسيغين مذاقه، لكنك تضطرين إلى تناوله أحيانًا وقد ترغبين فى ذلك بشدة فى أوقات معينة لأن شيئًا ما خارج سيطرتك يحدث لجسدك؛ شيء يشبه الوحم، لكنك بعد تناوله مرات ومرات لا بد أن تتوقفى لأنه سيخرج من أنفك، هذه البلاد سلة من الكرز الحامض، تأكلينها ثم تنتهين منها، البعض يلتهمون السلة بأكملها ولا يتركون حبة واحدة للجائعين، والبعض يتركون السلة بما فيها ويرحلون بحثًا عن فاكهة ألذ طعمًا ثم يعودون بعد سنوات راضين بسلة فارغة، أما نحن فنأكل ونتقيأ لأننا محاصرون بقشها ولا نستطيع بيعها أو الخلاص من عُقَدِها التى عقدناها بأكفنا وتركنا أسماءنا قربها».