مدخنة «حمام الدود» شاهدة على حكاية شجرة الدر والسلطان أيبك

كتب - علاء الدين ظاهر


كشف أبوالعلا خليل المؤرخ والباحث المتخصص فى الآثار الإسلامية.حكاية مدخنة حمام الدود آخر مدخنة حمام قائمة فى عمارة مصر الإسلامية،حيث تعد المداخن بأعلى الحمامات من المكونات المهمة عند بناء الحمام،وقد راعى المعمار بناءها على قاعدة قوية لتتحمل ثقل ارتفاعها الذى يمتد لعدة أمتار،لتجنيب جيران الحمام مايحدثه الدخان الناتج عن تسخين المياه.
وتابع: وقد ارتبطت مدخنة الحمامات بمهنتين هامتين رغم عدم اتصالهما بجمهور المستحمين،وهما مهنة الوقاد ومهنة الزبال،ويذكر الرحالة التركى اوليا جلبى الذى زار مصر عام 1092هـ/ 1680م فى كتابه سياحتنامه مصر: ولكل حمام عدد من الزبالين المأجورين يجمعون الزبالة بكنس شوارع القاهرة كنسا نظيفا بحيث لا يدعون فيها ذرة من الأشواك وينقلونها الى الحمامات،فتجعل وقودا فالقمامة رأس مال أصحاب الحمامات ينقلها الزبالون بالقفف ليلا ونهارا.
وقال:كان باب حمام الدود قديما يفتح على الشارع خارج باب زويلة،ولما اختطت الحكومة شارع محمد على وفتحته فى سنة 1873م،دخل فى طريقه القسم الغربى للحمام بما فيه الباب الأصلى،ثم فتح للحمام باب جديد هو بابه الحالى فى شارع محمد على.
وكشف: أما الدود المنسوب اليه هذا الحمام فهو الأمير سيف الدين الدود الجاشنكير، أحد امراء الملك عزالدين ايبك التركمانى الذى تولى سلطنة البلاد عام 648هـ/1250م، وتزوج عزالدين أيبك بشقيقة الدود وأنجب منها ولدا سماه عليا وصارت من حينئذ تعرف بأم على،وصار بعدها الدود أمره فى ازدياد، فقد صاهر السلطان وصار خال ولده على.
وأضاف: ولما قتل ايبك على يد زوجته الثانية شجر الدر تولى بعدها على بن ايبك السلطنة خلفا لأبيه بعد الثأر له وقتله شجر الدر،وعندها زاد نجم الأمير سيف الدين الدود الجاشنكير،فقد صار خال السلطان ومشيره ومرجع أمره، الا ان الأيام لم تصف له الا قليلا،فقد كانت البلاد مهددة بالغزو المغولى الذى دمر بغداد عاصمة الخلافة الأسلامية، وعندها قام الأمير قطز بخلع المنصور على بدعوى انه صبى لا يحسن تدبير البلاد فى هذا الوقت العصيب ونصب نفسه سلطانا على البلاد.