تكليفات الرئيس مبارك !

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 30 - 11 - 2009



في حديثه إلي مجلسي الشعب والشوري في الدورة الخامسة من الفصل التشريعي التاسع يوم السبت 21 نوفمبر 2009، ركز الرئيس مبارك بهدوء شديد علي مباديء ترسيخ الديمقراطية والمواطنة وأعلن أن كرامة المصريين هي مسئولية أكيدة للدولة مهما كان مكان هؤلاء المصريين علي أرض الوطن أو خارج الوطن.
ولعل الانفعال الزائد من الحضور بما كان مقصوداً في خطاب الرئيس، وخاصة الإهانات التي لحقت بجماهير المشاهدين لمباراة كرة القدم بين مصر والجزائر في مدينة الخرطوم أو هؤلاء العاملين في الجزائر من مواطنين مصريين مشاركين في البنية الاقتصادية الجزائرية أو في مجال الخدمة العامة هناك .
أخذ الرئيس بناصية الإنفعال وقال بهدوء نحن نعمل بهدوء- ولسنا في عجلة من أمرنا لكي نرد، ونعلن ونصيح ، فالدول العاقلة والقيادات السياسية المحترمة، لها رؤية ولها الطرق المناسبة لإتخاذ المواقف المناسبة !!.
لقد كان الرئيس مبارك في هذا اليوم في "أوج حيويته" مصرحاً في خطابه، بفضل مشهود للمجالس النيابية المصرية خلال أربع دورات متتالية، شاهداً بما أنجزه هذا المجلس من مشروعات قوانين وتعديلات في قوانين قائمة، ذكر منها السيد الرئيس ما يتعلق بالحياة السياسية المصرية ، وبالبنية الأساسية التشريعية في الإقتصاد والبناء والعمران والسياسات الخارجية .
لقد جمع الرئيس كل الجهد المبذول من المجلس النيابي في كلمته - وإنتقل إلي تكليفاته للمجلس في دورته الحالية - والتي قال عنها بأنها أهم دورة في حياة المجلس حيث يقْبِلْ هذا العام مع انتخابات نصفية بمجلس الشوري في شهر إبريل 2010وانتخابات نيابية في نهاية 2010 لمجلس الشعب ، وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً ، مع تلك المشروعات التي أشار السيد الرئيس إليها ، وهي حسب أولويتها وأهميتها ، مشروع بقانون لإعتماد إضافي للموازنة العامة لبرنامج ثالث للإنعاش الإقتصادي قدره عشرة مليارات جنيه توجه جميعها للبنية الأساسية مياه ، وصرف صحي وطرق ومدن الظهير الصحراوي .
كما قرر السيد الرئيس تحويل مشروع بقانون لتنظيم مشاركة القطاع الخاص في مشروعات البنية الأساسية مؤكدا عدم إخلال الدولة بالتزاماتها تجاه المواطنين المصريين !! كما قرر السيد الرئيس تحويل مشروع بقانون للتأمينات والمعاشات يضمن تغطية فئات جديدة من شعب مصر - ورفع الحد الأدني للمعاش أول العام القادم بنسبة 25% ضمن تطوير الضمان الإجتماعي !!.
كما أشار السيد الرئيس إلي تحويل مشروع بقانون للتأمين الصحي ، وهو أولوية من أولويات السلطة التشريعية في الدورة الحالية .
ولم ينس الرئيس توجيه الحكومة والمجلسين إلي الإهتمام بالفلاح المصري الذي قوبل بتصفيق حاد من الحضور، مما دعي السيد الرئيس يعلق بأننا فعلاً "كلنا فلاحين" ويشمل هذا التوجيه إعادة هيكلة البنك الزراعي لمساندة العاملين في الزراعة !! .
ولعل ما أشار إليه الرئيس نحو استغلال الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء موضوع إستراتيجي للدوله كان تكليفا وتحديثاً لتكليف سابق، أعان الله مجلسي الشعب والشوري !!.