الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فنار «كفرالشيخ» قيمة أثرية مدفونة بأيد مصرية

فنار «كفرالشيخ» قيمة أثرية مدفونة بأيد مصرية
فنار «كفرالشيخ» قيمة أثرية مدفونة بأيد مصرية




كفرالشيخ ـ محمود هيكل


على الرغم من الاهتمام الشديد بالأماكن الأثرية، والرغبة فى تطويرها والاستفادة منها على المدى البعيد، إلا أن هناك العديد من الكنوز الأثرية المدفونة، ولم يتم النظر إليها أو الاهتمام بها، الأمر الذى يسبب حالة من الاستياء الشديد بين المهتمين بالآثار خصوصاً فى محافظة كفرالشيخ التى تتمتع بالكثير من الأماكن الأثرية العريقة، وعلى رأسهم الفنار الأثرى بالمحافظة. 
«روزاليوسف» رصدت الفنار الأثرى بكفرالشيخ، وتاريخ إنشاء هذا الفنار العريق، ودوريه الحربى والتجاري، وكيفية إهماله وتهميشه، وجاءت كالآتي:
يعد الفنار الذى أنشئ فى عام 1869 على شاطئ البحر المتوسط بمنطقة الفنار بمدينة مصيف بلطيم التابعة لمحافظة كفرالشيخ، وافتتح للعمل فى عام 1870، من أهم وأعرق الأماكن الأثرية الموجودة بالمحافظة، والتى تم تسجيله كأثر إسلامي، بقرار وزير الثقافة  رقم 716 لسنة 1999، بالإضافة إلى نقل تبعية جسم الفنار وملحقاته المعمارية إلى وزارة الثقافة بالقرار الجمهورى رقم 213 لسنة 2001، وبناء على ذلك القرار فقد تم تسليم الفنار وملحقاته المعمارية إلى وزارة الثقافة بتاريخ 11/9/2001.
كما أن فنار مدينة بلطيم البالغ مساحته 1429 مترا، اكتسب صفته الأثرية لعدة أساب منها: أنه تجاوز تاريخ إنشائه الـ 100 عام، بالإضافة إلى أنه عاصر أسرة الملك محمد علي، فضلاً عن أنه يعد قيمة أثرية كبيرة لأن من أنشأه متخصصون فى الآثار، ناهيك عن قيمة المواقع ذاتها التى أنشئ فيها هذا الفنار، والذى يجعله من أهم وأعراق الأماكن الأثرية على مستوى الجمهورية.
ويرجع سبب إنشاء فنار كفرالشيخ  ضمن 14 فنارا أثرية أخرى فى مختلف محافظات الجمهورية، لاستخدامها  فى سد الثغرات، وذلك لأن كل المؤرخين وعلى رأسها« النقش بنجي»، و « أبن زورق « أعدا لمصر 30 صغر، والصغر هو المكان القريب من الأعداء ويسهل اقتحام واحتلال البلد منه عن طريق البحر، بالإضافة إلى أن جميع كتب التاريخ وضعت مدينة البرلس رقم واحد فى الصاغرات لأنها من أعمق الأماكن فى البحر، وذلك لأن الرومان حاولوا استرداد مصر فى عام 53 من البرلس عن طريق البحر بعد الفتح الإسلامى واستشهد فى هذه المعركة أكثر من 40 صحابيا رضى الله عنهم.
ومن هنا ظهرت فكرة إنشاء الفنار على البحر، لأنه فى العصور السابقة لم تكن هناك وسائل إنذار حديثة، أو هواتف محمولة، أو رادارات وغيرها من الوسائل السريعة فى توصيل المعلومة، فقاموا بإنشاء مبنى مرتفع يتم الوقوف عليه لكشف عشرات الأميال فى عرض البحر، وأطلقوا عليه الفنار، فإذا ظهر العدو فى البحر، يتم إشعال النيران فوق الفنار، فيخرج الدخان  بكثافة إلى كبد السماء فيراه من على الفنار الثانى فى المكان الآخر، فيقوم هو أيضا بإشعال النيران حتى يراه  الفنار الذى يليه وهكذا حتى يصل الأمر إلى القيادة فى العاصمة، وكانت هذه هى وسيلة الإنذار الوحيدة فى حالة دخول الأعداء، فينتشر الجيش ويقوم بسد الصاغرات ويتصدى للعدو.
وقال أبوالخير الشامي، مفتش آثار بكفرالشيخ: إن فنار مدينة بلطيم عبارة عن مبنى حديدى على شكل هرمى يرتفع عن سطح البحر بـ 55 مترا مثبتا على قواعد من الرصاص تزن 40 طنا، ويوجد بها سدس، ويميل مع الريح.