السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأتيليه يحيى الذكرى الأولى لرحيل صاحب «عصافير النيل»




 أقيم بأتيلية القاهرة تأبين الكاتب والروائى إبراهيم أصلان أدار الندوة الشاعر شعبان يوسف، وقدم الشهادات كل من الروائى إبراهيم عبدالمجيد، والروائى سعيد الكفراوى، والمخرج مجدى أحمد على وحضره عدد كبير من المثقفين والأدباء.

تحدث الشاعر شعبان يوسف: يعتبر أصلان من المحظوظين لتواجده فى زمن الستينيات، التى أبدع فيها كتاب ومثقفون وفنانون على كل المستويات، بغض النظر عن الهاجس والتصادم السياسى، فإنها فترة استطاع فيها الكتاب التعبير عن طبقات الشعب والفقراء، مثلما فعل أصلان.

وأضاف: أثّر أصلان على كتاب القصة والمقال والشعر، خصوصا الجيل الأخير، فأعماله يمتزج فيها التأمل والسرد والتحليل، كما كان له معجمه الخاص واشتهر ببعض التعبيرات مثل: «لا يا راجل» و«يا شيخ»، وسر تأثر الكتاب به أن كتاباته تمثل نموذجا للسهل الممتنع، وقد كتب تأملات عن ثورة 25 يناير لكنها لم تنشر، فقد كان بعيدا عن الإعلام مهتما بالفعل الإبداعى.

وقال الروائى إبراهيم عبدالمجيد: أصلان يمثل ظاهرة عظيمة فى الأدب المصرى والعربي، هو نقطة تحول فى فترة الستينيات، رغم أن النظام الناصرى كان يقدم النجم الواحد، وظهر حوالى خمسة نجوم كتاب، واتفق مع شعبان يوسف فى أن روايات إبراهيم أصلان لا تقرأ مرة واحدة إعادة قراءتها هو إعادة اكتشاف للجوهر واللغة والمعنى والاستتماع الأدبى، أقرأ أعماله أول مرة أشعر بنسمة هواء مرت وتحاول استعادتها مرة أخرى، له أسلوب أدبى فى بناء الرواية متماسك فى رواية «مالك الحزين»، رحيله خسارة كبيرة، ولكن ما من مبدع حقيقى يرحل فقد قدم رأيه السياسى من خلال أعماله، ولم يكتبها فى مقالات مما سهل وصولها للقارئ.

وتحدث رفيق مشواره الكاتب سعيد الكفراوى قائلا: لم ولن أصدق أن إبراهيم رحل بعيداً عنى أبدا، وحين رأيته جالسا عندما أسلم الروح على الكرسى الهزاز، أدركت أنه فى مقابله مع الله.

عشنا أسرة واحدة وكاتبين، زوجتى أخت زوجته، دائما ما كان يقول لا أريد أحداً يحدثنى عن الحزن، بل ضعنى فيه حتى أعرفه أكثر، بيننا الكثير من المواقف والابتسامات دائما تراودنى، وأجد نفسى أبتسم فى حزن عليه، كان قال لى نفسى اشترى الكرسى الهزاز، ربما يكون كلامى عاطفياً أكثر منه نقدى، فأنا بينى وبينه سنوات من الصداقة والمواقف التى جعلتنا نتماسك ونتقارب حتى وأن اختلافنا فى وجهات النظر، وأيضا الراحل صديقنا محمد عفيفى مطر الذى إلى الآن أنزل من بيتى فى المقطم لأقابله على قهوة البستان، وأسأل عنه يقولون لى إنه رحل، أعود إلى بيتى حزين، كلما سألت على صديق يقولون لى إنه رحل، أنا بدأت عام 65 وارتبطت بالقاهرة وقابلت إبراهيم أصلان وسعد الدين وهبة ويحيى الطاهر، جيل إبدع واستمر إبداعه بل واستقر الإبداع فى وجداننا جميعا، وما كتبه أعطاه عمراً على عمره، هو عاشق الكتابة مثلما يعشق الحياه، كان يقول لى: «لا جديد فى الكتابة الجديد هو الكاتب».

وقال المخرج السينمائى مجدى أحمد على، الذى قدم رواية أصلان «عصافير النيل» فى فيلم سينمائى حمل نفس الاسم: دائما صداقتى تكون بالأدباء والكتاب والمثقفين أكثر من الممثلين، لأن القصة من أهم أسباب نجاح السينما، ووجدت فى «عصافير النيل» أكثر من مضمون وليس مضمونا واحدا، أصلان بداخله شخص ريفى ورغم ذلك يكتب عن ابن المدنية بدقة متناهية، وهذا يؤكد أنه ليس بكاتب عادى، وإنما له قدرة على السرد السينمائى والمشهد، حين طلبت من أكثر سيناريست كتابة سيناريو فيلم «عصافير النيل» فشلوا فى الوصول إلى براعة أصلان، فأخذت نفس السيناريو لأنه تجسيد لأشخاص من الرواية الأصلية، واكتشفت وقتها أن روياته لا يستطيع أحد إعادة كتاباتها، هو كتبها بحداثية، وتصلح للتدوال الدرامى والسينمائى، وما يدل على إبداعه فى السرد، المونتاج أو القطع فى المشاهد، الذى تجده قمة الإبداع الفكرى والأدبى وهذا دليل على قدرته ورؤيته البصرية فى التعمق فى سيكولوجية الشخصية.

أما الابن هشام أصلان فاكتفى بالقول: بعد مرور عام لا أجد كلمات تكفيه، وسوف اختصر كلماتى فيما أحسه الآن، إن سيرته تستدعى البهجة وليس المأساوية، أقول إنه الأب والنموذج الإنسانى الذى بنيت عليه حياتى كلها ولم أر أجمل منه كاتبًا وأبًا.