الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصص «القفص» إضاءات على الواقع الفلسطينى

قصص «القفص» إضاءات على الواقع الفلسطينى
قصص «القفص» إضاءات على الواقع الفلسطينى




كتب - إسلام أنور


فى مجموعتها القصصية «القفص» تسلط الكاتبة الفلسطينية فدى جريس الضوء على الواقع الفلسطينى المعاش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلى عبر العديد من القصص التى تشتبك مع الواقع الاجتماعى للشعب الفلسطينى.
تتميز قصص المجموعة الصادرة عن دائرة الشارقة للثقافة بلغة تمزج بين دقة الوصف، وجموح الشعر، وعين قادرة على رؤية ما وراء الأحداث اليومية المعتادة.
تقول فدى فى حديثها لجريدة «روزاليوسف»: «فى المجموعة القصصية «القفص» خضت نقلة نوعية فى أسلوب الكتابة، إذ انتقلت إلى التشكيل اللغوى الجمالى بشكل أكبر، مع التجريب بالمجاز والانزياحات الشعرية فى النص، ومن حيث المضمون اختلفت المجموعة أيضًا عن سابقتيها، «حياتنا الصغيرة» و«الخواجا» اللتين انبثقتا من واقع الحياة المعاشة فى قرى الجليل الفلسطيني، فى حين جاءت «القفص» لتعبر عن حياة الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلى بصورته الأكثر فجاجة».
وتضيف: «تمثل قصص «القفص» بالنسبة لى علامة فارقة فى مسيرتى الأدبية، فهو لون جديد فى الكتابة يمتاز بعمق أكثر، ويخلط بين السرد والمجاز، دون الاستغناء عن مراقبة وتسليط الضوء على التفاصيل الصغيرة التى أعشقها، واستنباط حكاياتى من واقعنا المعاش وهو ما يلح عليّ دومًا للتعبير عنه. وفى هذه المجموعة ربما كنت أكثر جرأة فى إدخال الانزياحات الشعرية واللعب باللغة والانتقال إلى المعنى لحث خيال القارئ على التحليق والتأمل، والتقطت القصص العديد من المشاهد الحياتية للأقفاص التى تُشيّد ويُشيّدها الإنسان حول نفسه».
من أجواء المجموعة: «فى بلاد الغربة، تتضخم مخاوفنا على الهوية، أنا التى تحلم بثلاث لغات حينما تسافر إلى بلد غير عربى، تتحول لغتها الأصلية إلى خيمة وأستحيل مسنّة تعجن بداخلها ثلاثة كيلات.. جلس شاكرًا وقسماته تشى بتوتر. أطلت الشمس من بين الغيوم فأحسست بتخفف من قلقى، «من أين أنت؟» بادرته بودّ. «سوريا» أجاب دون ابتسامة وهو ينظر إليّ بتفحص. «وأنتِ؟».. «فلسطين». ابتسم قليلًا وتمتم ببضع كلمات مجاملة قبل أن يقول بلهجة مقتضبة: «هل تعلمين، سأخبرك صدقًا.. لم نكن نفهمكم من قبل. لكننا بعد هذه التجربة فهمنا ما خضتموه». بوغتُّ بصراحته: «نعم، أنا كثيرة الأسى لما يحدث» قلت مواسية «هل ما زالت عائلتك هناك؟».