الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

داهمها سرطان الثدى فحاربته بأسورة نحاسية مبطنة بالجلد

داهمها سرطان الثدى فحاربته بأسورة نحاسية مبطنة بالجلد
داهمها سرطان الثدى فحاربته بأسورة نحاسية مبطنة بالجلد




كتبت- علياء أبوشهبة

 

عندما تنظر إليها تجدها شعلة من النشاط والحيوية، وعلى رغم من أن المرض اللعين أصابها فى ثديها، لكنه لم يفتك بها، بقدر ما زادها إصرارًا وعزيمة..لم تعزل نفسها، لكنها قررت أن تكون محبة وملهمة ومساعدة لمَن حولها، لا سيما لمَن هنّ فى مثل ظروفها. إنها محاربة سرطان الثدى مها نور التى قررت مساعدة مرضى ومريضات هذا السرطان، وتوعية المجتمع بمرضهم الذى يحول دون التعامل مع أذرعهم حتى لا يصيبها أى تشوه.

«ذراعى خط أحمر»، هو عنوان المبادرة التى أطلقتها مها، وهى عبارة عن أسورة مصنوعة من النحاس ومبطّنة بالجلد، فيها زاوية لوضع «فلاشة» تحمل التاريخ المرضى لمرتديه، حتى إذا تعرّض لأى موقف تطلّب نقله الى المستشفى، يعلم الأطباء هناك حاله جيداً، ومن ثم يتم التعامل معه بطريقة صحيحة. هذا السوار يتم ارتداؤه بشكل دائم فى ذراع المريض المصابة والممنوعة من الإبر، وهى تحمل ألواناً مبهجة ولا تنزع من اليد، بحيث عند مشاهدتها يعرف أى شخص أن هذه الذراع «خط أحمر «، كما يمكن مريض الفشل الكلوى ارتداؤه ليس بسبب الغدد الليمفاوية، لكن لأنه يوضع فى ذراع المريض التى يتم من خلالها غسل الكلى، وبالتالى تصبح الذراع ممنوعة من الاقتراب منها أيضاً.
تقول مها إنّ مريض سرطان الثدى الذى تم استئصال ثديه أو جزء منه يتم أيضاً مع ذلك استئصال غدد ليمفاوية توجد تحت منطقة الإبط، ما يستلزم معه الامتناع عن الإبر أو الحقن، وتجنب قياس ضغط الدم، وذلك فى الذراع المصابة، بالإضافة إلى تجنّب التعرّض لأى جروح، ويصبح ارتداء الملابس الضيقة أو حمل أى شىء ثقيل من الممنوعات»، لافتة إلى أنّ «الذراع فى مثل هذه الحالة تكون بلا فائدة ويجب أخذ الاحتياط اللازم فى التعامل معها، وفى حالة تعرضها لأى من هذه المحظورات، تتعرّض الذراع المصابة للورم والانتفاخ والتضخم فى مشهد أشبه برجل الفيل، ويطلق على هذا المرض اسم «ليمفيديما».
وتابعت: «ذات مرة تعرّضت لموقف فى أحد المستشفيات، حيث كنت أخضع لجراحة، وعندما دخلت لإجرائها، لم يسألنى أحد عن ذراعى التى تم استئصال الغدد منها، وكادت كارثة أن تحدث إذ كانت الممرضة على وشك وضع الإبرة فى هذه الذراع، لكنى أفقت وصرخت فى وجهها بأن تبتعد عن ذراعى المريضة لأنها «خط أحمر»، ومن بعدها جاءتنى فكرة المبادرة، وأردت أن أنشر الوعى بذلك حتى يعلم الجميع أن مريضة سرطان الثدى تخلت عن جزء من جسدها فيجب أن يساعدها المجتمع فى الحفاظ على ما تبقى لها ومعاونتها فى نشر التوعية لذلك».
وأكدت أنه تم توقيع بروتوكول بينها وبين مستشفى بهية لعلاج سرطان الثدى بالمجان لتوزيع هذه الأسورة على مريضات المستشفى، كما سيتم التعاون بين مؤسسة المبادرة ووزارة التضامن الاجتماعى للتوعية بهذا المرض اللعين وما يصاحبه من مشكلة فى الذراع  حتى يتم أخذ الاحتياطات اللازمة.