الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ميثاق المنبر».. خطوة جديدة لضبط الخطاب الدعوى فى المساجد

«ميثاق المنبر».. خطوة جديدة لضبط الخطاب الدعوى فى المساجد
«ميثاق المنبر».. خطوة جديدة لضبط الخطاب الدعوى فى المساجد




كتب - عمر حسن


كان المنبر ولا يزال نبراسًا يضىء للمسلمين حياتهم، طالما اعتلاه أهل الدعوة بحق، وليس المتربصون والمحرضون الذين استغلوا المنابر فى فترة من الفترات لمصالح شخصية وسياسية، غير عابئين بحرمة المنبر وقدسيته، لذا أطلقت وزارة الأوقاف المصرية ما يسمى بـ«ميثاق المنبر» ليكون خطوة جديدة على طريق ضبط وإصلاح الخطاب الدعوى فى المساجد.
وقد نص «ميثاق المنبر» على عدد من البنود أهمها: «غير مسموح باستخدام المنابر لأغراض شخصيَّة أو للتخريب والتحريض»، وأن المنبر أمانة فى طريق الحفاظ على الفكر الدينى الوسطي، وإبعاد غير المؤهلين، وغير المصرح لهم بالخطابة، بجانب عدم السماح باعتلاء المنبر لأشخاصٍ تابعين لجماعات محظورة، أو أحزاب سياسية، رغبة فى نشر أفكارٍ معينة، وأخيرًا يصعد للمنبر فقط من التزم بما ينص عليه الميثاق، ومن يعترض أو يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية أمام لجنة الانضباط التابعة للوزارة.
من جانبه أيد الدكتور حامد أبوطالب، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ما ينص عليه «ميثاق المنبر» مؤكدًا أنه سيضبط إيقاع المنابر حتى لا يعتليها شواذ الفكر الخارجين عن وسطية الإسلام ممن يستغلون المنبر لأغراض شخصية وانتماءات خاصة.
وتابع أبوطالب فى تصريحات لـ«روزاليوسف» قائلاً: «عانينا من استيلاء البعض خلال فترة من الفترات على منابر المساجد فى مصر وتوجيهها لما ليس تقتضيه المصلحة العامة، وبهذا القرار أظن أن الفوضى لن تعرف طريقها مرة أخرى إلى المنابر».
وفى سياق متصل أكد الداعية الإسلامى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الشيخ خالد الجندى أهمية تلك الخطوة التى قامت بها وزارة الأوقاف، مشيرًا إلى أن الوزير الدكتور محمد مختار جمعة يعد علامة مميزة فى التصدى الحقيقى للمشكلة بالقرارات الحاسمة التى اتخذها لضبط الخطاب الدعوى والارتقاء بالمستوى العلمى للدعاة، ومنع الدعايا الرخصية على المنابر، ولا يستطيع أحد أن ينكر جهود الوزارة فى ذلك الشأن، على حد قوله.
وأضاف الجندى فى تصريحاته لـ«روزاليوسف» أن كلمة «ميثاق» هى البديل المحترم لكمة «تعليمات» إذ إنها تحافظ على احترام الدعاة حتى لا يطبق عليهم القانون فى حالة مخافة بنود ذك الميثاق، فإذا أخلّ أحدهم به فلا يلومن إلا نفسه.
واستطرد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية قائلًا: «عندما نجد أحد الخطباء - وهو مدرس بالأزهر - يدعى أن له حق التوقيع عن الله فهذه مصيبة، وهناك آخر فى عزبة الهجانة قام بتكفير الأنبياء الذين بعثهم الله ودعى خلال الخطبة لتبنى أفكار سيد قطب الدموية وهذه كارثة أكبر».
وتمنى الجندى لو أن «ميثاق المنبر» تحول إلى ميثاق إعلامى دعوى لضبط الخطاب الدينى على الفضائيات موضحًا: «كنت أنتظر من الكاتب مكرم محمد أحمد أن يجتمع مع العاملين بالمجال الدعوى على الفضائيات لوضع بروتوكول خطاب إعلامى دعوى بدلا من فرض أشخاص بعينهم على القنوات».
ومن ناحيته شدّد الدكتور محمد الشحات الجندى، أستاذ الشريعة الإسلامية، على ضرورة التزام الدعاة بكل ما ورد فى «ميثاق المنبر»، قائلاً: «الدعوة بلاغ للناس فى صحيح الدين، ويحكم أن يحكمها ميثاق معين، ما دام يُقصد به المصلحة العامة وتلافى الإشكاليات وتضييق الخناق على أصحاب الفكر المتطرف، لذا يجب الالتزام به من جانب الدعاة».
وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية أن الوسيلة تأخذ حكم الغاية، وما دامت الغاية صحيحة وهى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنية والمجادلة بالتى هى أحسن، فإن الوسيلة كذلك مشروعة، ويعاقب كل من لا يلتزم بها.
وردًا على وجهة النظر القائلة بإن «ميثاق المنبر» قد يُعد تقييدا للخطاب الدعوي، قال «الشحات»: «ليس تقييدًا وإنما ضبط وتفعيل للخطاب الدينى، ونحن كم عانينا من فوضى الفتاوى على المنابر، والتشدد والدعوة لفريق أو جماعة بعينها للترويج لأفكارها المتطرفة، وقد أضر ذلك بالصالح العام».
وعن أهمية دور المنبر فى حياة المسلمين، قال الشيخ أحمد ترك، مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، إن المنبر له خصوصية لا ينافسه فيها أحد، إذ إنه مرتبط بصلاة الجمعة التى هى فريضة على كل مسلم، ومواقع التواصل الاجتماعى مهما بلغت قوة انتشارها إلا أنها لا تغنى عن خطبة الجمعة التى يحضرها جميع المسلمين.