الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. للحياة وجه آخر

واحة الإبداع.. للحياة وجه آخر
واحة الإبداع.. للحياة وجه آخر




اللوحات للفنان: محمد خضر

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

للحياة وجه آخر

قصة قصيرة

 

بقلم: إسراء أبورحاب

1    عيناها يقظى وشفتاها ترتعش.. ربما يعود الغائب ويشد من أزرها أحاديث الجيران كثيرة ولكنها لا تبالى هندمت البيت وأعددت سفرة ملكية وارتدت فستانها الفضى، لتستحم تحت ضوء القمر، اليوم هى القمر مائدة عشاء أخرى.

2    الفرش كله جديد ومعطر حتى هى التفت برائحة الياسمين والتقطت وردة تزرعها بين جدائلها السوداء، ثم عادت تضيف أطباقا أخرى هذا صنف وذاك آخر ووردتين جوريتين فى المنتصف وهنا بجوار الطبق معلقة وهناك سكين ومحرمة فى صغيرة متأنقة فى انتظار مستخدمها، وتلك الأشواك راسخة فى أماكنها.. وهى فى رحاب استعداتها وتتمنت أن تخيب ظنونها ويصدق هذه المرة ويعود مانحا هذه العلاقة فرصة لتقف على قدميها من جديد، كانت فى حالة ترقب تطلعت إلى الساعة لسان حالها يقول: لقد راهنت بكل شىء ولم يتبق سوى هذه الورقة، فتحت النافذة على مصراعيها وتلقت ضوء القمر ونسمات الهواء.

3    الليلة القمراء جميلة جدا.. الليلة القمراء تمنحها الكثير من الأمل والطمأنينة هذا ما كان فى اعتقادها منذ الصغر ولكنها الليلة تشعر بالقلق بهذا الأمر يتوارى مبتعدا خلف الجبال والصحارى تحاول أن تلحقه ولا تستطيع، أسندت ظهرها الى المقعد وألقت الوقت خلفه همست لنفسها إننى انتظر غدا جديدا ومهما تكون النتائج سأكون قوية أمسكت الرواية التى تقرأها واختفت عيناها بين سطورها وراحت باهتمام تتابع المصير الذى ستؤول إليه حياة البطلة، سلمت الأوراق والمفاتيح للمحامى وأخبرته أنها ليست بحاجة إلى هذا المنزل لقد ترك لها والدها منزلا لا بأس به أخذ المحامى الأشياء واختفى عن ناظريها وقفت أمام النافذة بشموخ وقالت: لن أسلق نفسى فى مرق الانتظار.. انتهت الرواية وانتهى معها الليل حينها نظرت إلى الساعة وجدتها الرابعة صباحا.

4    تجمد كل شىء حولها الطعام والفرش ورائحة العطر أكد ظنونها لم يحترم احتضار هذه العلاقة راح أنور يشق ظلام الليل ويزيح الغيوم الداكنة ويفتح عينيه فيملأ الدنيا بيوم جديد لن تموت إن عاشت بدونه والحياة سوف تمر وتمضى ولا تقف على أحد، بدلت ملابسها وخرجت تمشى بين قطرات الندى والشوارع التى مازالت تحتفظ بهدوئها.