الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

القضاء على فيـروس «سى» معركة كسبتها «بنى سويف»

القضاء على فيـروس «سى» معركة كسبتها «بنى سويف»
القضاء على فيـروس «سى» معركة كسبتها «بنى سويف»




بنى سويف - مصطفى عرفة

خطت محافظة بنى سويف خطوات جادة فى تنفيذ مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، فى القضاء على فيروس «سي» بحلول عام 2022، وذلك من خلال المسح الطبى الشامل الذى تجريه مديرية الصحة بالمحافظة، برئاسة الدكتور عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة، لتنطلق القوافل الطبية لرصد المرضى وتقديم العلاج المجاني، لتسجل المحافظة القضاء نهائيا على كشوف الانتظار، ليصبح إجمالى من تم فحصهم 482 ألفاً و246 مواطنا للكشف عن مدى إصابتهم بمرض فيروس سى على مستوى المحافظة، فى الوقت الذى تستهدف فيه المديرية المسح الشامل لنحو 973 ألفا و358 مواطنا ممن تتجاوز أعمارهم الـ18 عاما.

وقال حميدة: إنه تم فحص 60 ألفا و804 مواطنين من المرضى داخل أقسام داخلية بالمستشفيات، وفحص 12 ألفا و465 شخصاً من العاملين بالقطاع الصحى، و331 ألفا و504 موطنين داخل قرى المحافظة، بالإضافة إلى فحص 15 ألفا و919 مواطنا من خلال القوافل العلاجية، وفحص 1554 حالة داخل مراكز الإدارات السبعة، وفحص وعلاج 60 ألف حالة قبل بداية المسح الشامل.
وأشار وكيل وزارة الصحة ببنى سويف إلى أنه تم علاج 120 ألفا و600 حالة داخل مراكز العلاج الموجودة فى المحافظة التى تشمل مركز علاج بالمستشفى العام، ومراكز علاج التبرعات، وقوافل علاجية، ومركز علاج التأمين الصحى، وعددا من الجمعيات الأهلية.
وأكد أن مديرية الصحة اتخذت مجموعة من الإجراءات لإجراء المسح الشامل للمواطنين لتقديم العلاج للمرضى منهم، تمثلت فى عقد مؤتمر لدعوة المجتمع المدنى للمشاركة فى علاج مرضى فيروس سى بالمحافظة، وإنشاء وحدة علاج للفيروسات الكبدية بالمستشفيات المركزية «الفشن - ناصر - الواسطى - حميات بنى سويف»، وتشغيل معمل تحليل الفيروسات الكبدية بمديرية الشئون الصحية ببنى سويف.
من جانبه أعلن المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، أن مبادرة الرئيس السيسى للقضاء على فيروس سى تجربة رائدة وعالمية، خاصة فى سعر الدواء الذى وفرته الدولة لأبنائها بالمجان مقارنة بدول أوروبية وعربية، بالإضافة إلى الأعداد الذى تم علاجها وفى فترة زمنية قياسية، وتميز التجربة المصرية المتكاملة فى المدة التى ينتظرها المريض للحصول على العلاج.
وأشاد محافظ بنى سويف بالحملة التى تساهم بقوة فى القضاء على هذا المرض والحد من انتشار العدوى انطلاقا من مبدأ «الوقاية خير من العلاج» فضلا عن مساهمتها فى القضاء على المرض والإعلان عن قرية أو مدينة أو محافظة خالية نهائيا من الفيروس.
وأشار حبيب إلى أن المحافظة نجحت فى القضاء على قوائم الانتظار فى فترة زمنية قياسية من خلال مبادرة معا للقضاء على فيروس سى التى أطلقتها المحافظة فى مايو 2016 بجانب جهود وزارة الصحة فى هذا المجال، مطالبا الأهالى بالتجاوب مع الحملة والاستفادة من هذا الفرصة التى تقدمها الدولة للقضاء على هذا المرض.
وأكد أن المحافظة اتخذت جميع التدابير والاستعدادات اللازمة لتسهيل عمل هذه الحملة من خلال التنسيق بين الوحدات المحلية ومديرية الصحة مع التوجيه بعمل تقرير يومى عن سير العمل بالحملة ومدى الإقبال عليها، علاوة على التكليف بعمل توعية للمواطنين بأهميتها والاستفادة من دور الرائدات الريفيات فى هذا الشأن.
وقال محافظ بنى سويف: إن المحافظة تنتهج أسلوب المشاركة المجتمعية الفاعلة لتحسين وضع المواطن فى جميع جوانب معيشته، موضحا أن الموقف الحالى فى بعض القطاعات يحتاج لإجراءات سريعة وغير تقليدية لإحداث تغير ايجابى وملموس من خلال تضافر جميع الجهود الحكومية مع مؤسسات العمل المدنى من النقابات والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص خاصة فى الصحة ومياه الشرب والصرف الصحى وغيرها.
ولفت حبيب إلى أن المحافظة وقعت بروتوكول تعاون مع جمعية الأورمان لتوصيل المياه النقية للمناطق المحرومة على مستوى المحافظة، علاوة على توقيع بروتوكول التعاون الذى تم توقيعه بين المحافظة ومؤسسة نهضة بنى سويف ومركز بحوث الإسكان لتوصيل مشروع الصرف الصحى لقرية البساتين بنظام MBR.
من ناحيته أوضح الدكتور أحمد بغدادي، مدير إدارة الطب العلاجى بمديرية الصحة ببنى سويف، أنه يتم تقسيم القرى إلى عدد من المربعات بنقطة تمركز لكل فريق طبى مكون من «طبيب - مرافق صحى - رائدة ريفية» بجانب توفير سيارات متنقلة لتوصيل الأهالى إلى نقاط التمركز بالقرية.
وأشار إلى أنه يشارك فى الحملة نخبة كبيرة من الأطباء والمتخصصين واستخدام تقنية حديثة ويتم الكشف الطبى على المواطنين وإجراء التحاليل والأشاعات اللازمة وإصدار قرارات العلاج بالمجان للمصابين بالمرض، مضيفا أنه سيتم إعداد خطة لإجراء المسح لـ7 قرى بواقع قرية بكل مركز ليصل إجمالى القرى التى سيتم مسحها إلى 28 قرية شهريا وبنهاية هذا العام سننتهى من خطة المسح بالمحافظة.
وعلى باب مركز علاج فيروس «سي» بمستشفى بنى سويف العام تزاحم مئات المرضى يوميا للحصول على العلاج، حيث سجلت بنى سويف علاج وشفاء 120 ألفا و600 حالة أثبتت التحاليل إصابتهم بالفيروس.
يقول «ع .أ» مدرس بمدارس مركز ببا جنوب محافظة بنى سويف: إنه حصل على عقد عمل فى إحدى دول الخليج وضمن شروط التعاقد إجراء تحليل فيروسات، وأظهرت النتائج إصابتى بالمرض، ما أصابنى بصدمة، وفى ذلك الوقت شاهدت الحملة الإعلامية فى وسائل الإعلام عن مبادرة الرئيس السيسي، للقضاء على فيروس سى وإتاحة العلاج المجانى للمرضى.
وأضاف: فتوجهت لطبيب أمراض كبد فأرشدنى إلى طريقة التقدم للحصول على العلاج على نفقة الدولة وتقدمت عن طريق «الإنترنت» وتم تحديد موعد التوجه لمركز الكبد فى مدينة بنى سويف ومعى تحليل PCR وبعض التحاليل الأخرى وبالفعل توجهت فى الموعد المحدد، فوقع أحد الأطباء الكشف علي واطلع على التحاليل وحدد نوع العقار المناسب لى وكان عبارة عن نوعين «سوفالدي» و«الدكلانزا» وكانت الجرعة عبارة عن قرص من كل نوع يوميا.
وأوضح أن الجرعة الواحدة كانت تكفى شهراً، وفور نفادها أذهب بالعبوات والشرائط فارغة واستبدلها بجرعة جديدة من مستشفى بنى سويف العام بالمجان، منوها إلى أنه بعد 4 أشهر أجرى تحليل PCR، الذى كشفت نتائجه عن شفائه من المرض.
وتشير السيدة «س.ع» موظفة، من مدينة ناصر شمال بنى سويف، إلى أنها اكتشفت إصابتها بفيروس سى منذ 5 سنوات عندما هاجمتها الحمى عدة مرات ولجأت للعلاج بعقار الإنترفيرون التى كانت سعرها مرتفعا، علاوة على أعراضها الجانبية الكثيرة كالإرهاق والهزال والتعب الشديد من أى مجهود والميل للنوم فترات كثيرة، ما منعها من الذهاب لعملها، خاصة عقب تناول جرعة الإنترفيون.
وتابعت: ومع ذلك كانت الاستجابة للعلاج بطيئة، ما أصابنى باليأس فتوجهت بناء على نصيحة الطبيب المعالج إلى مركز علاج فيروس سى بمستشفى بنى سويف العام وأجروا لى تحليل PCR وصرفوا لى عقار السوفالدى بالمجان على نفقة الدولة وواظبت على العلاج لمدة 4 أشهر وبعدها أظهرت التحاليل شفائى وطلبوا منى إجراء تحليل كل 6 أشهر للتأكد من عدم حدوث أى انتكاسة، مؤكدة: «نفسيتى مرتاحة وأحسن من الأول بكتير».
من جانبه قالت الدكتورة أمنية حسن أبوجبل، مدير إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة ببنى سويف: إن أعداد المرضى الذين شفوا من الإصابة بفيروس سى فى بنى سويف تخطى 120 ألف مريض، وذلك يرجع لتجربة مصر الفريدة فى التعامل مع المرض، مؤكدة أن الخطط العلاجية المقبلة تعتمد على منع انتشار المرض مرة أخرى، وكذلك التوصل لسبل علاجية حديثة.
وشددت أبوجبل، على أن خطوة منع انتشار المرض تتم من خلال آلية تعتمد على البحث عن المرضى فى المناطق الريفية والتجمعات الصناعية وذلك عن طريق تنظيم حملات لتلك المناطق لاكتشاف الحالات وعلاجها وبجانب التوعية بالتشخيص هناك التوعية بمتابعة المرضى بعد شفائهم، حيث إن جميعهم يحتاجون لمتابعة كل 3 أشهر.
وطالبت المرضى بمتابعة إجراء الفحوصات الطبية بعد الشفاء فى المتابعة وأهمها عمل موجات صوتية بواسطة أخصائيين على درجة عالية من التدريب للبحث عن ظهور أى أورام داخل نسيج الكبد، مؤكدة أن المحافظة أجرت جميع أعمال التنسيق بينها وبين وزارة الصحة لتوفير المتطلبات جميع ضمن حملة القضاء على فيروس سى نهائيا بحلول عام 2022.
وأضافت: تم توفير قوافل طبية مستمرة بكل مراكز المحافظة لفحص جميع المواطنين من خلال فرق طبية ستجوب جميع القرى والمدن والكفور والعزب بالتنسيق مع الوحدات الصحية والوحدات المحلية، مطالبة جميع المواطنين بسرعة التوجه إلى أماكن الكشف للاطمئنان على أنفسهم للقضاء على المرض فى أسرع وقت ممكن لتكون المحافظة خالية تماما من هذا المرض.
أما الدكتورة هبة صبري، مدير إدارة الفيروسات بمديرية الصحة ببنى سويف، فأكدت أن الوقاية من فيروس «سي» تتطلب النظافة التامة من المداومة على الاستحمام وغسل الأيدى باستمرار على مدار اليوم ومراعاة الأدوات الشخصية كالفوط وفرشاة الأسنان والقصافة والمقص وشفرات الحلاقة.
وقالت: إن العدوى بمرض فيروس سى تتم عن طريق الدم فكل ما يلامس الدم يعتبر معديا للفيروس الكبدى مثل تكرار استعمال الحقن ونقل الدم بطريقه غير آمنة بين الأفراد واستخدام الأدوات الشخصية لأناس آخرين كالقصافات وماكينة الحلاقة والأمواس وغيرها، وكذلك ينتقل الفيروس سى عن طريق العمليات الجراحية غير الآمنة تماما خاصة فى عملية نقل الدم أثناء الجراحة.
وطالبت صبرى بالتحليل الدورى سنويا على الأقل وهو تحليل للأجسام المضادة وفيروس سى يجريه المريض سنويا للتأكد من خلو جسمه من الفيروس ولا ينتظر حتى تظهر عليه علامات المرض، خاصة أن هناك نوعا من فيروس الكبد سى يكون كامنا تماما وليس له أى أعراض حتى فى مراحله المتقدمة والاكتشاف المبكر مهم جدا لأن هذا الفيروس فى مراحله الأولى قد لا يحتاج لعلاج تماما.
وكشفت مديرة إدارة الفيروسات عن أن أعراض الإصابة تشمل الشعور بالإعياء والإرهاق، والإصابة بالغثيان وضعف الشهية، وآلام فى المعدة، ويصبح لون البول داكنا، ويميل لون البشرة والعينين للون الأصفر، والحمي، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وآلام العضلات والمفاصل.
أما أعراض فيروس سى المزمن يصبح المريض أكثر عرضة للنزيف وتظهر الكدمات من أقل صدمة والشعور بالحكة وتورم الساقين وفقدان الوزن والشعور بالدوخة وفى بعض الأحيان يصاب الشخص بالاستسقاء.