الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

"استغاثة" مبعوثين!




 

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 07 - 12 - 2009

 

لم أصدق ما وصلني من بعض المدرسين المبعوثين من وزارة التربية والتعليم إلي إحدي الجامعات الإنجليزية "إنجلترا" لنيل "كورس" ضمن خطة الوزارة في تطوير أدوات المعلم المصري، لم أصدق أن أكثر من ثمانين نعم 83 معلما مصريا أوفدوا إلي إنجلترا ولم يقبضوا مرتباتهم أو مصاريفهم للحياة هناك أكثر من ثلاثة شهور، بل أن الجامعة الأجنبية المبعوثين إليها للحصول علي "الكورسات" المتفق عليها، قد أقرضتهم بعض الأموال لمواجهة الاحتياجات الحياتية اليومية، لحين ميسرة، وأن الاتصال بالملحق أو المستشار الثقافي المصري في لندن، لم يصل إلي حل لمشكلة مركزية مع وزارة التربية والتعليم الموقرة لهؤلاء المعلمين "رجالا وسيدات" للأسف الشديد، أن الاستهتار والاهمال يمكن تحمله داخل الوطن وعلي أراضيه، ولكن الإهمال والاستهتار مع أبناء مصريين أوفدتهم الدولة "الوزارة" في مهمة علمية، ثم تختلف الوزارة مع الجهة الموفد إليها المعلمون، فتمتنع الوزارة عن تنفيذ أول شروط الاتفاق بأن تقطع أو تتوقف عن تحويل المصروفات اللازمة للحياة لهؤلاء المواطنين؟
هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن يحاسب عليه المسئول في وزارة التربية والتعليم ولعل الوزير الدكتور "الجمل"، لن يرضيه أبدًا إذا علم بهذا الأمر أشك أن يعلم مسئول علي درجة وزير، بأن له زملاء أو موظفين مسئول عنهم دستوريا، وقام هو بايفادهم إلي الخارج في مهمة علمية، ثم يتخلي عنهم، لخلافات إدارية، أعتقد بأن الوزير لا يعلم وهذه هي المصيبة الأكبر، حينما يكون الوزير غير ملم بأحداث جسيمة مثل هذه الواقعة تقع في نطاق مسئولية الوزارة المعنية بالتعليم، وأيضًا بالتربية، فإذا كان الفشل قد أصاب وعطل أدوات التربية والتعليم في البلد فما ذنب أن "ننشر غسيلنا" في إنجلترا، وهناك ثمانون مواطن ومواطنة دون غطاء مالي لمواجهة الحياة، سكنا، وطعامًا وشرابًا، وعلاجًا، وكساءً من "برد وشتاء" في هذه البلاد الموفودون إليها؟
لا شك أن هذه الاستغاثة التي وصلتني عبر بريدي الإلكتروني، هي استغاثة صادقة، فليس من الصالح الخاص لمرسليها أن يشوهوا حقيقة، خاصة وأنني لدي الأسماء والعناوين، وكل ما أخشي أن أكتبه هنا فعلاً عنهم، لأنه يقع تحت السب والقذف في حق المسئول عن هذه الخيبة الثقيلة جدًا!!