الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فتش» عن الطرف الثالث فى «الخناقات» الزوجية

«فتش» عن الطرف الثالث فى «الخناقات» الزوجية
«فتش» عن الطرف الثالث فى «الخناقات» الزوجية




كتبت – مروة فتحى

مشكلة بسيطة أو تافهة بين الزوجين قد تكبر وتتحول إلى شرارة قد تنهى الحياة الزوجية.. أزمة عابرة بين اثنين تتفاقم سريعًا بشكل لا يصدقه عقل وتؤدى فى النهاية إلى خراب البيت، من المسئول ومن هو السبب؟ أصابع الاتهام هنا تشير إلى الطرف الثالث.. فمن هو الطرف الثالث؟


تقول شيرين رضوان استشارى أسرى وتربوى أن الطرف الثالث من الممكن أن يكون أى شخص يحيط بالزوجين، صديق الزوج أو جاره أو قريبه، صديقة الزوجة أو قريبتها أو جارتها بالإضافة إلى بعض الحموات، ودورهن هنا يكون بالتحديد وضع السم فى العسل، فهن فى الظاهر أحباب وأوفياء، يحاولون معرفة أسرار الحياة الزوجية، ودائمًا تأتى إجابتهن فى أى مشكلة بوجهة نظرهن وللأسف فى بعض الاحيان تؤدى إلى خراب العلاقة الزوجية.
ريم محمد «28 عامًا – موظفة» تقول ذات مرة حدث خلاف عادى بينى وبين زوجى مثلما يحدث بين أى زوجين، وبعدها نزل زوجى لوالدته التى تقيم معنا فى نفس العمارة ثم رجع للبيت مرة أخرى ولكنه كان عصبيًا بدرجة كبيرة وشايط وظل يصيح فى بخصوص الموضوع الذى سبب الخلاف ولكنه كان مبالغا في  رد فعله واستنتجت وقتها أن والدته ربما تكون سخنته عليَّ، لاسيما وأنه يحكى لها عن تفاصيل حياتنا.
تقول شيرين إنه يجب على الزوج والزوجة المحافظة على أسرارهما ومشاكلهما، وإذا اضطر الأمر عندما تتفاقم المشكلة أن يأخذوا برأى أحد لحل المشكلة معهم يأخذون برأى من يكون بالفعل يهتم بأمرهما ويخاف فعليًا على حياتهما.
وتشير رضوان إلى أن الأسرار بين الزوجين قد تكون أسرارا خاصة جدًا، وفى هذه الحالة لا يجب أن يقوم أى شخص يكون الزوجان على علاقة به من تحديد كيف تسير الأمور الزوجية، وفى هذه الحالة تنصح رضوان الزوج والزوجة بأن يعرضا أمورهما على استشارى متخصص فى العلاقات الزوجية، لأن من الضرورى تقييم الأمور من شخص متخصص يرى الموضوع من الخارج بعيدًا عن إنصاف جانب لجانب آخر.
تحكى مها حسين «33 عامًا – مدرسة» تجربتها فى هذا الشأن قائلة:حدث خلاف كبير بينى وبين زوجى لأنى طلبت منه أن استقل عنه ماديًا، فى البداية وافق على مضض لكنه اكتشف أنه سيضطر إلى إنفاق مبلغ أكبر بكثير مما كان يدفعه فى البيت لأنه كان معتمدا على دخلي، وتحدثنا فى الموضوع كثيرًا ومع إصرارى على طلبى بأن استقل ماديًا وأشارك فى البيت بما أراه مناسبًا دون أن يجبرنى على مبلغ معين، أحضر لى أخيه ليحكمه، مما ساءت الأمور بيننا لأن أخيه لم يحكم بالعدل وأنصف زوجى على حسابى وقال أن مالى ملك لزوجى وهذا ليس من الشرع.
تؤكد الاستشارى الأسرى والتربوى أنه إذا حدث خلاف على أمور مادية بين الزوجين فيجب الاستعانة بأحد أطراف العائلة المشهود له بالخبرة والحكمة والتدقيق الجيد لهذه الأمور، وذلك بالطبع بعد أن يجلس الزوجان معًا ويحاولان بكل الطرق الوصول لأفضل الأمور، ولكن يجب الالتفات  إلى أن الطرف الخارجى قد يكون شخصا جيدا جدًا، لكن تعقيبه على الأمر ورؤيته لا تتناسب إطلاقًا مع ظروف المشكلة ولا أشخاصها، فعندما يكون الطرف الخارجى هنا سييء، يجب أن يكون كل من الزوج والزوجة مدركين لأمور وأشياء كثيرة فى هذا الإطار.
سلمى على «27 عامًا – ربة منزل» تقول أن زوجها لا يتركها تخرج بمفردها ولا حتى مع صديقاتها فلا تخرج غير معه وهو دائمًا مشغول فلا يخرج معها كثيرًا، وكانت تشعر بالضيق من هذا الموضوع فحكت لإحدى صديقاتها عن هذه المشكلة، والتى وقفت فى صفها وأيدتها بأنها محقة ولماذا يتصرف زوجها بهذه الطريقة وأين حقوقك وطلباتك.
وتقول شيرين رضوان فى هذه المشكلة أن الطرف الثالث هنا وهو صديقة الزوجة زادت من حجم الموضوع والخلاف بدلًا من أن تهدى صديقتها المتزوجة وتشرح لها ببساطة لماذا يتصرف زوجها معها بهذه الطريقة بأنه قد يكون خائفا عليها لاسيما ما نسمعه من حوادث الخطف والاغتصاب، أو يمكن أن يكون زوجك مشغولا أو تعبانا الأكيد عندما ينهى عمله سيخرج معك، وبصفة عامة إذا احتفظ كل زوجين بأسرارهما وحاولا أن يكونا على مستوى العقل والهدوء وتقبل فكرة أن هناك بالفعل مشاكل قد تحدث ومحاولة حلها، فإن أمورا كثيرة بينهما ستحل بمنتهى الهدوء.
وتؤكد شيرين أن الأطراف الخارجية قد تكون جيدة وتحاول حل المشكلة بالفعل، لكن آراءها تتعارض مع مشكلة الزوجين الحقيقية، كأن يحكى زوج لصديقه أنه سينقل أولاده فى مدرسة معينة ويسأله عن رأيه، فيقول الصديق للزوج أنها مدرسة سيئة، وبعد فترة نجد أولاد هذا الصديق فى هذه المدرسة، فى هذه الحالة من المحتمل أن يختلف الزوج والزوجة بعد ما كانا متفقان بسبب رأى الصديق الطرف الثالث.