الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قنـوات التحريض

قنـوات التحريض
قنـوات التحريض




تحقيق – عمر حسن

اتخذ المغرضون وأصحاب المصالح كل إجراءات برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى شرعت الدولة المصرية فى تنفيذه منذ عام 2014 للنهوض بالاقتصاد المصرى وتحريره من القيود، اتخذوا منه وسيلة لاختلاس ما يمكن من مكاسب سياسية وإعلامية على حساب المواطن المصرى البسيط، وذلك من خلال شحن الرأى العام بأخبار كاذبة ومجتزئة السياق والتفسير، بهدف نشر البلبلة وزعزعة الاستقرار، والإضرار بالأمن القومى المصري، ومن ثم ضياع مصالح البلاد والعباد.

 

الغريب أن هؤلاء المغرضين هم أنفسهم المتشدقون بكتاب الله وسنته، أو هكذا حاولوا إيهام الشعب المصري، مستغلين فيه تدينه الفطري، وضيق أحوال المعيشة جراء برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى حمل المواطن أعباء مالية إضافية، وبينما انساق البعض وراء التحريض الذى مارسه هؤلاء المغرضون عبر منصات إعلامية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، يسعى آخرون للوقوف كتفا بكتف مع الدولة المصرية لقطع الطريق على أصحاب المصالح السياسية وإظهار المجتمع لُحمة واحدة فى مواجهة التحديات التى يمر بها الوطن، والذى هو فى الأصل واجب شرعى على كل مسلم حريص على تماسك المجتمع الذى يعيش فيه.
من ناحيته قال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن كل من يحرض ضد الدولة المصرية هم من الخونة، مشيرًا إلى أن مشاهدة قنوات الإرهاب أو الإنصات لأخبار وسائلهم الإعلامية يعتبر فى حكم المشاركة بالجريمة والتواطؤ فى الخيانة ضد الدولة المصرية.
وبرر عضو مجمع البحوث الإسلامية حديثه قائلًا: «يجب ألا نسمع لقولهم لأنهم غير موضوعيين ولديهم ثأر مع الدولة المصرية وشعبها الذى أطاح بهم خارج الوطن، فمارسوا ضده أشرس أنواع التحريض، واستغلوا الظروف الاقتصادية لتأليب الشعب المصرى ضد الدولة، ولكنهم فشلوا فى ذلك».
وأردف النجار فى تصريحاته لـ «روزاليوسف» قائلًا: «لو جاء عمر بن الخطاب يحكم مصر ووفر لهم الذهب والفضة لن يرضوا عنه، لأنهم عملاء لأعداء المسلمين والصهاينة، يريدون تسليم الأرض لهم»، مختتمًا: «هؤلاء يستأجرون النائحة لممارسة الولولة الإعلامية على القنوات الفضائية والسوشيال ميديا، فلا تصدقونهم».
وعن ضيق الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد وانعكاس ذلك على حياة المواطن أكد رئيس لجنة الفتوى الأسبق، الشيخ عبدالحميد الأطرش، أن الله قد ضمن لكل إنسان رزقه وهو جنين فى بطن أمه.
وتابع الأطرش قائلًا: «لو رضينا بقسمة الله لنا ما أصابنا يأس ولا قنوط»، لافتًا إلى قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأن «المسعر هو الله»، مؤكدًا أن توافر الأمن والأمان فى بلادنا بالمقارنة بدول من سوريا والعراق وليبيا هو أعظم نعم الله علينا، فكما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِى سِرْبِهِ مُعَافًى فِى جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا».
وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق فى تصريحاته لـ «روزاليوسف قائلًا: «فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب وقعت بالمدينة وما حولها من القرى مجاعة شديدة، وكان ذلك فى 18هـ بعد عودة الناس من الحج، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض، وهلكت الماشية، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر، حتى صارت الأرض سوداء فشبهت بالرماد، وقد واسى عمر رضى الله عنه الناس بنفسه، فحرمها من الطعام الذى لا يجده الناس».
واختتم الأطرش حديثه قائلًا: «لنعلم أن الدنيا إذا قطرت علينا فذلك من رحمة الله بنا، فالدنيا تُفتح على الكافر؛ لأن هؤلاء عُجَلت لهم طيباتهم فى حياتهم الدنيا»، مشددًا على ضرورة التفكير والتدقيق فى كل ما يذاع على القنوات الإعلامية فالبعض منها يبث السم فى العسل لإشاعة الفزع بين الناس لمصالح سياسية على حساب الشعب.
أما الشيخ فكرى اسماعيل، وهو من علماء الأزهر، فأكد أنه على الجميع الاستيقاظ من حالة الخمول الذى دأب عليه البعض والمسارعة لدرء المفاسد عن الأمة فى وقت أصبح الدفاع عن الوطن والذود عنه فريضة أساسية ضد الإرهابيين الذين لا دين لهم ولا خلاق وتحركهم الصهيونية العالمية وبعض دول الغرب.
وتابع إسماعيل: «السكوت الذى ينتاب البعض يجب أن يتحول إلى يقظة ومشاركة فعالة فى دحر الإرهاب وأن يعلم الجميع رجالا ونساء وشبابا أن كشف الارهابيين والإبلاغ عنهم فى مقدمة اولويات الدين حفاظا على الوطن»، مضيفًا أن مساندة الوطن وكشف أهل الشر يعتبر نوعا من أنواع المرابطة فى سبيل الله.
وفى سياق متصل، أكدت أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، الدكتورة آمنة نصير، أن دعم الوطن فى المرحلة الراهنة «فرض عين» على كل مسلم فى مجتمعنا المصري، خاصة وهو يعلم الظروف التى تمر بها الدولة، سواء من الناحية الاقتصادية لما يتعلق بالآثار الجانبية لبرنامج الإصلاح، أو من الناحية السياسية حيث المتربصين بمصر داخليا وخارجيا.
وتابعت نصير فى تصريحاتها لـ «روزاليوسف» قائلة: «هذه أحرض مرحلة فى تاريخ مصر، وعلى الشعب المصرى أن يدرك تمامًا ضرورة الوقوف بجانب الدولة فى الوقت الراهن لأننا ليس لنا سواها ويجب أن نحميها وننمى اقتصادها ونبتعد عن الاستسهال والحلول المسكنة»، مضيفة: إن استباحة النميمة والطعن فى مصر أو الحقبة التاريخية التى نمر بها إثم عظيم.
وعن دعوات التحريض ضد الدولة المصرية قالت: «يجب أن نغلق أذاننا عن تلك القنوات التى تحرض ضد مصر، التى تفسد ولا تصلح، وتسيء لنفوسنا واستعدادنا وإخلاصنا لوطننا، وعلينا أن نتجنب هذه الفتنة العارة التى يريدها لنا المتربصون بمصر كى يخربوا حياتنا»، مختتمة: «إدارة الظهر لتلك المواقع والقنوات المحرضة حماية للنفس البشرية عما يضعفها ويشككها فى مستقبل بلدنا».
ومن جانبها أكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة ورئيس قسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية فى جامعة الأزهر، أن القنوات الإرهابية تستغل الثغرات فى الخطاب الإعلامى والدينى فى مصر لمحاولة كسب ثقة المواطن، خاصة فى ظل حالة الفوضى الإعلامية التى نعيشها، وغياب تطبيق اللوائح الإعلامية.
وتابعت صالح قائلة: «استحوذت وسائل التواصل الاجتماعى على بوصلة توجيه الرأى العام فى مصر وتضليله، خاصة مع غياب دور الدولة فى بناء جسور تواصل مع المواطن، لذا تحول المجتمع المصرى إلى بيئة خصبة للشائعات، وفرصة ذهبية لإشعال الفتن وممارسة التحريض ضد الدولة المصرية».