الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هوجة مآذن سويسرا!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 08 - 12 - 2009



هذا القرار الذي اتخذته الحكومة الفيدرالية السويسرية تنفيذا لاستفتاء شعبي حول بناء مآذن للمساجد في المدن السويسرية، هو حق طبيعي وأراه حقاً وطنياً لدولة سويسرا وشعبها حيث صوت أكثر من 57٪ من الشعب المدعوين للتصويت برغبتهم وبديمقراطية كاملة عن رفضهم لبناء مآذن للمساجد في سويسرا، وبالتالي احترمت الحكومة السويسرية رأي الأغلبية واتخذت القرار وسوف تعدل مادة بالدستور إزاء التصويت الشعبي!
والقرار أو التصويت لم يأت ضد الإسلام أو ضد بناء المساجد أو ضد العقيدة الإسلامية حيث إن المآذن لم ترد في القرآن الكريم أو السنة المحمدية علي سبيل المثال.
ولكن المجتمع هناك له تقاليده وعاداته ومثالياته وله أيضا أسلوبه في الحياة وطريقته في اتخاذ قراراته بالأغلبية، ففي جنيف علي سبيل المثال كنت في إحدي زياراتي ووجدت أحد الأحياء منشغلا بانتخابات لأهل الحي أو المنطقة، وهو علي شكل استفتاء بالموافقة من عدمه علي نقل محطة ترام فقط نقل المحطة من مكان لآخر ويبتعد المكانان القديم والمقترح حوالي خمسمائة متر والتصويت مطلوب من أهالي المنطقة، هكذا تدار الحياة هناك!
وبالتالي فإن القرار الذي اتخذته أغلبية السويسريين بألا تبني مآذن، هذا حقهم وهم أحرار وأري أننا لسنا علي حق مطلقا أن نتحرك كمسلمين وعلماء دين، وشيوخ للأزهر، ومفتي للديار المصرية، لكي نعترض ونعلن عدم الموافقة ونتهم السويسريين بالعنصرية، هذا شيء من العبث في رأيي!!
كل دولة حرة في تنظيمها لحياتها، خاصة أن الدولة المعنية تأخذ رأي الشعب وليس رأي مؤسسة حكومية فيها!
والشيء المستغرب أيضا لماذا نتهم هؤلاء المصوتين بلا لبناء المآذن بالعنصرية، أليسوا هؤلاء الناس الأغلبية قد رصدوا أن الإسلام معناه، الحروب بينهم وبين غيرهم؟ بل الأكثر من ذلك، الإسلام معناه ضرب المسلم للمسلم وقتله والتشهير بجثته والاصطدام فيما بين الأشقاء والأخوة، أليس هذا هو الوجه القبيح الذي يقدمه متطرفو المسلمين علي المسرح العالمي، سواء في أفغانستان طالبان أو في الصومال أو في العراق أو حتي في الجزائر وفي فلسطين، أليست هذه صورة المسلمين الذين دمروا أبراج المركز التجاري العالمي في نيويورك 11 سبتمبر 2001؟ أليسوا هؤلاء العنصريون السويسريون هم الأوروبيون المتابعون لنشاط المسلمين علي أجهزة الإعلام العالمي؟ ماذا قدم علماء المسلمين لنبذ هذه العنصرية؟ ووقفوا معلنين أنهم ضد الارهاب، لم نقدم شيئاً لم نثبت شيئاً، لم نجتهد لاثبات العكس، أري أن السويسريين علي حق ونحن علي باطل!!