الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كلنـا مـع مصـر

كلنـا مـع مصـر
كلنـا مـع مصـر




كتب ـ أحمد إمبابى وأحمد قنديل

بدأت الجلسة الأخيرة «اسأل الرئيس»، ضمن فاعليات المؤتمر الوطنى السادس للشباب، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعرض فيلم تسجيلي عن الشائعات وأنواعها وتأثيرها وكيفية مواجهتها.
من جانبه قال الرئيس، إن القوات المسلحة المصرية لم تتآمر على النظام السابق، مضيفًا: «أقول لجموع الشعب المصرى يا ترى هل كان فيه شكل تآمرى للجيش على النظام السابق حتى يسقطه، أنا بأقسم بالله أنه لم يكن هناك أى شكل من أشكال التآمر لإسقاط الدولة فى ذلك الوقت».
وأضاف السيسى: «أن الشعب المصرى هو الذى استدعى قوات الجيش فى 30 يونيو»، متابعًا: «أنا عاوز أسألكم واسمحوا لى أسأل وأرد أنا هو قبل 30 يونيو مين اللى استدعى الجيش للتدخل وإنقاذ الدولة الجيش ولا أنتم.. أنتم.. نوفمبر 2012 مين الذى استدعى الجيش لإعلان مبادرته للقوى السياسية مع الرئيس السابق محمد مرسى فى المرحلة دى.. أنتم ولا الجيش.. الجيش».
وتابع الرئيس: أن من أنقذ مصر هو الحق سبحانه وتعالى، مستكملا: «محدش كان بيشتغل وفاتح الورق غيرنا، وكنا بنقول هنعمل كذا.. وهيطلع البيان الفلانى بالصيغة دى.. والكلام ده كنا بنعمله فى إطار حاجتين.. إن إحنا لا نتآمر وإننا نعطى القائمين فى الوقت ده على الأمر الإحساس بحجم الخطر، ولو جبتوا على مواقع التواصل المسير الخاص بتطورات الأزمة اللى مرينا بيها هتجدوا إن فيه كلام كان بيتقال.. نحن سندخل إلى نفق مظلم».
وأكد أن الشعب المصرى قدم الكثير من أجل الحصول على الأمن والاستقرار، مشددًا على أن الفداء يكون للوطن وليس لشخصه، وتعقيبًا على دعوات المصالحة، قال السيسى: «نجابه الإرهاب بلا هوادة، لا بنعمل اتصالات ولا مصالحات، واللى هايعمل مصالحة انتوا». كما وجه الرئيس حديثه للمصريين، قائلاً: «أنا خبيت عليكم حاجة قبل الترشح!.. قلت لكم معايا السمن والعسل والسكر!.. لقد أخبرتكم أن التحديات والمشاكل فى مصر صعبة وكثيرة»، مضيفًا: «أن الإعلاميين سمعوا كلامى وأنا مدير مخابرات فى فبراير 2011، وكنت بتكلم عن الواقع وحجم التحديات فى الدولة المصرية، وهذا ما أقوله اليوم، والروشتة بتاعة مصر واحدة، والتوصيف واحد».
وأضاف: «لم أعدكم بحل المسألة وهخليها فل والمرتبات تتضاعف 3 أو 4 مرات، بل أخبرتكم أن هناك تحديات كثيرة ولا يمكننى حلها بمفردى، وقلت هتحلوها معايا وانتوا قلتوا خلاص.. وقلت لكم هتتعبوا معايا، وقولتوا متخفش ياريس»، فيما هتف أحد الحضور بالمؤتمر: «ربنا معاك ياريس».
وواصل: «مخدعناش بعض، إحنا كنا بنتكلم بشفافية ومسئولية، فالواقع بمصر يحتاج أن نقف مع بعض.. هل مسارنا تصاعدى فى تطور الدولة المصرية أم العكس!»، معقبًا: «إذا أخذتم الأسعار على أنه مؤشر القياس وتناول الأوضاع بمصر فأنتم بذلك تظلموا التجربة».
وأشار الرئيس إلى أن المرحلة الصعبة التى مرت بها مصر، فى أعقاب 3 يوليو 2013، قائلًا: «نتذكر 3 يوليو وبعدها ما حدث فى نهضة ورابعة وكانت البلد يتم إشعالها، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، والاعتداء على مديريات الأمن والأقسام.. افتكروا كرداسة والمنيا وأحداث أخرى.. الكلام ده لم ينته فى يوم وليلة وليس بمفردى بل انتهى من خلالنا ومن خلال أبناء الشعب من الجيش والشرطة اللى قدموا حياتهم لتحقيق الأمن والاستقرار».
وحول المشروعات القومية الجديدة، أعلن السيسى عن افتتاح 4 أنفاق لخدمة الحركة داخل سيناء والعكس، فى نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن قناة السويس شهدت زيادة فى الإيرادات خلال عام 2016 بـ600 مليون دولار عن العام الذى يسبقه، وهم فى حدود 14 مليار جنيه.
وأوضح أن مصر قامت بحل مشاكل 200 ألف أسرة كانوا يعيشون فى المناطق الخطرة وفى شكل لا يليق بمصر وأهلها، قائلاً: «مكنش عندنا المروءة الكافية إننا نسيبهم كده، وبدأنا برنامج الإسكان الاجتماعى والمناطق الخطرة ثم برامج أخرى لتجاوز التحديات».
وشدد على أن مصر ستكون فى وضع مختلف بحلول 30 يونيو 2022، مضيفًا: «لو خرجنا من عنق الزجاجة خلاص إحنا فى المطلع النهائى وإذا تجاوزناه تبدأ الأمور تستقر لدولة بكل معايير الدولة ونظبط كل العوار الموجود فى كل شىء، ومصر هاتبقى فى وضع تانى 30 يونيو 2022»، كاشفًا عن تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الغاز بنهاية العام الجارى، والانتهاء من شبكة الطرق والمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية والعلمين خلال العامين المقبلين.
وفيما يتعلق بملف السكة الحديد، قال: رفضت طلب وزير النقل برفع سعر تذكرة السكة الحديد، متابعًا: «لن أرفع سعر التذكرة إلا بعد الانتهاء من تطوير المنظومة بالكامل، وتشغيل العربات والجرارات الجديدة».
وأشاد بموقف الأشقاء العرب، الذين دعموا مصر فى أعقاب 3 يوليو 2013، قائلاً: «إنه لولا وقوف الأشقاء بجانبنا خلال 3 يوليو لما كتب لنا النجاح»، متابعًا: «أوعوا تفتكروا إنه لو جه 3 يوليو، والأشقاء لم يقفوا بجوارنا كنا هننجح.. وزير البترول موجود والمهندس شريف إسماعيل كان موجودًا وكان وزيرا للبترول آنذاك، وإمدادات الطاقة والبوتاجاز والغاز والسولار كانت متوقفة، ثم تم تحويل الناقلات من عرض البحر إلى مصر ومدفعناش ولا حاجة.. وقعدنا مندفعش حاجة لمدة 20 شهرًا، وكل شهر بـ800 مليون دولار».
واستكمل الرئيس: «انتوا بتتحركوا وتقولوا امشى يا فلان.. هل كنتم مستعدين تمشوهم وتتحملوا هذه النتائج؟.. الدولة لم يكن لديها أموال لاستيراد وقود بـ800 مليون جنيه عشان الوقود ومحطات الكهرباء.. 16 مليارا فى 20 شهرًا وقود.. هل كنا مستعدين ندفع الثمن ونتحمل إدارة الدولة بدون موارد؟.. مش تسألوا نفسكم السؤال ده.. يا مصريين بقول لكم وللتاريخ إن الأشقاء وقفوا جنبنا وقفة  كانت أحد أهم أسباب ثبات الدولة المصرية واستقرارها لمدة 20 شهرًا».
وتناول الرئيس أزمة الدولار قبل عملية تعويم الجنيه، قائلاً: «كان فيه ناس كانت تبيع أرضها ودهبها وتشترى دولار، لأن معدلات أسعاره أكبر بكثير واعتبروه سلعة مما رفع من حدة الأزمة.. لكن الآن الدولار لم يعد سلعة كما كان فى السابق، ولذا لابد أن نسير فى هذا المسار بتبعاته وليس رغبة منى تعب الناس، مع الوضع فى الاعتبار إنى أخبرتكم إنى مش هقدر لوحدى وهتتعبوا معايا وقلتم طيب.. طيب جايين فى نص السكة وتقولوا لا مش لاعبين؟.. لا.. زى ما أنا معاكم على العهد والوعد فأنتم أيضًا على العهد والوعد مع بلدكم مصر متضيعوش اللى اتعمل».
وداعب السيسى الشباب المشاركين فى جلسة «اسأل الرئيس»، قائلاً: «قاعدين تركبوا العربيات وتعملوا كيكى»، مضيفًا مازحا مخاطبًا المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية: «يا مهندس طارق زود البنزين متقلقش.. احنا بنعمل كيكى.. طيب يا سيدى اعمل كيكى».
وشدد السيسى على أن مؤشر الموقف الأمنى والاستقرار فى تصاعد مستمر، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة قامت بتأمين الحدود الغربية تأمينًا جيدًا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافى، متابعًا: «بندمر كل يوم عربات محملة بالذخائر والأسلحة والمهربين، ودمرنا مش أقل من 2000 سيارة خلال العامين الماضيين».
وفيما يتعلق بالوضع الأمنى فى سيناء، قال : «الموقف فى سيناء فى تحسن متزايد يوميًا»، أما عن حالات الانفلات التى يشهدها الشارع المصرى، أكد أهمية بذل مزيد من الجهد فى ضبط الشارع المصرى كالمرور والمخلفات، معلقًا بالقول: «مستعد أنزل بيكوا يا شباب مصر فى الشوارع وأبقى معاكم وأشيل وأنظف، وأنا قلت الكلام ده لوزير الشباب وقلتله لازم نتحرك وننزل بشبابنا وشابتنا علشان مش هانقدر نستمر ونقبل الواقع اللى إحنا فيه ونغيره بإيدينا».
وعن موقف مصر من القضية الفلسطينية، أكد الرئيس أن مواقف مصر واضحة فيما يخص القضية الفلسطينية، وهى أن الدولة مع القوانين، وكل ما خرج من قرارات بواسطة الأمم المتحدة، تؤكد أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين على حدود ما قبل 67، مضيفًا: «أن مصر تمارس أدوارها مع الأطراف الخاصة بالقضية الفلسطينية، وتحاول دائمًا أن تكون عاملا إيجابيا لإيجاد مخرج مقنع لحل القضية، وتسعى الدولة سعيًا حثيثًا جدًا لأن تجرى مصالحة حتى تكون هناك قيادة واحدة للتفاوض على القضية بين السلطة الفلسطينية وحماس»، مبينًا أن تعبير «صفقة القرن» إعلامى.
وطمأن السيسى، المصريين من مخاوف البعض من قانون منح الجنسية المصرية مقابل وديعة، قائلاً: «إن مصر بها 100 مليون نسمة وما يقرب من 5 ملايين مهاجر أو لاجئ من دول شقيقة وصديقة، يعيشون  بيننا، ويُقدم لهم ما يقدم للمصريين دون تمييز، وبينهم 500 ألف سورى».
وقال، إن الإقامة والجنسية لهما ضوابط ومحددات معينة، والأمر يتم دراسته من كل الأبعاد، وهذا الأمر ليس كما يتم تداوله البعض، فهو يخضع لإجراءات كثيرة جدًا، مضيفًا: «السلطة فى هذا الأمر إنه زى ما تدى زى ما تقدر تمنع أو توقف، واللى هيدى الإقامة يقدر يلغيها فى ثانية.. أرجو ألا تقلقوا من إجراءات منح الإقامة».
وحول المحليات، قال: «إنه لابد من خروج التشريعات الخاصة بالمحليات إلى النور»، موضحًا أن المحليات بها نسب جيدة من مشاركة الشباب والمرأة، وأتمنى صدور التشريعات الخاصة بالمحليات فى القانون الجديد فى أول 2019».
وأكد السيسى، قائلًا: «أن الفساد لا يحارب بالخواطر، والتوعية فقط، ولكنه يحتاج إلى مجابهته بمنظومة متكاملة، تُحيد العامل البشرى، وتعدم فرص إمكانية فساده، للسيطرة عليه».
وفيما يخص شائعات من الإنجاب للحد من الزيادة السكانية، أكد أن الدولة لا تريد منع الإنجاب ولكن تريد تنظيم النسل، مضيفًا: «عملنا حاجات كتير خلال الـ50 عامًا الماضية بهدف السيطرة على النمو السكانى فى مصر فهذه قضية كبيرة من أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكذلك الرئيس أنور السادات، ثم الرئيس مبارك وحتى الآن».
واستطرد: «نحن لم نحب عمل إجراءات بقانون تحدد العدد وتفرض غرامات أو تحرم الناس من امتيازات ومميزات معينة، مثل ألبان الأطفال التى تكلفتها 46 جنيها، بينما تباع بـ 5 جنيهات، ثمنًا لا يصل لـ 10% من تكلفتها الحقيقية.. فالمواطن بياخد 6 علب أو أكثر فى الشهر، ولو افترضنا أنه سيتم رفع سعر العلبة لنصف الثمن فستكون بـ 25 جنيها، بمعدل 150 جنيها فى الشهر.. كتير.. ولكن هذه الزيادة لن تحدث».
وأشار إلى أن الدولة تريد تنظيم عملية الإنجاب، قائلًا: «اعطوا أنفسكم فرصة 3 أو 4 سنوات بين طفل وطفل، وكفاية طفلين، والموضوع لا يتوقف على التوعية فقط»، لافتًا إلى أن المواطن سيشعر بالتحسن فى ظل معدل نمو سكانى 2.5%، عندما يقابل بنسبة نمو 7.5% أو 10% فى الناتج المحلى، متابعًا: «الصين ظلت أكثر من 30 عامًا معدل نموها 12% وهذا معدل غير مسبوق، حتى شعروا بـأشكال الرخاء، حيث وضعوا قانونًا منذ 30 عامًا لطفل واحد، واعتادوا على ذلك».
وأضاف: «الموضوع بين الدولة والشعب.. عاوزين تشعروا بالرخاء!.. طيب إزاى أسرة جابت طفل واحد، أو طفلين وتاخد تموين..وأسرة فيها 6 أديهم نفس القيمة؟.. لو حرمتهم هيقولوا ظروفنا صعبة».