الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع .. مساء الخير يا جدتى

واحة الإبداع .. مساء الخير يا جدتى
واحة الإبداع .. مساء الخير يا جدتى




اللوحات للفنان
شادى أديب

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

مساء الخير يا جدتى

قصة قصيرة

بقلم - عمرو أبوالعطا

مساء الخير يا جدتي.. ولو أننى أعلم جيدا أنك غاضبة منى بسبب عدم سؤالى فى الأيام الأخيرة.. لكنك سوف تلتمسى لى العذر.. علمت خبرا قد يكون سعيدا لى وأشم رائحته.. قالوا لى أنك طبختى لى طاجن من «البصارة» الذى أحبه من يدك الجمليتين.. أما عن الليمون فلا تشغلى بالك فقد أحضرته معي.. سأحكى لك عن أشياء كثيرة ونحن نجلس على مائدة العشاء.. كم اشتقت إلى هذه البصارة لسنوات عديدة.. رائحتها فيها جمال الماضى والزمن الجميل.. خنت وعدى مع أمى لكنها تعلم أننى هنا الآن فهى لم تغضب.. وقد تأتى عندما تعلم أنه هناك بصارة... أنا وحيد يا جدتي.. قطعت عامى الثانى والثلاثين.. ويسموننى «الغريب».. المدينة قاسية بها دخان غامض.. ضجيج.. أصوات عالية.. لم يتذوق أهلها طعم البصارة.. فأصبحت قلوبهم كالحجر.. كثيرة هى أمنياتى التى لم تتحقق.. لا شيء سوى أحلام تختفى وأكثر من دموعي.. أدركت حجم مأساتى حين انكسرت.. كجثة أنا ألقيت من نافذة على أرصفة الخوف والنسيان.. أطفالى فى أحضان الملائكة.. البيت الجديد يبدوا جميلا.. كان لابد من إيجاد الحل السريع لتجديد البيت.. ولكن لا بأس تبقى الذكريات حية فى هذا الجدار الهزيل الذى تبقى من البيت القديم.. عبثا أحاول إطالة الكلام.. فجدتى فى البلد البعيد تنتظر.. تطبخ «البصارة».