الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صناع الدراما يتنافسون على عمارة «الإيموبيليا»

صناع الدراما يتنافسون على عمارة «الإيموبيليا»
صناع الدراما يتنافسون على عمارة «الإيموبيليا»




كتبت - آية رفعت

 

تعتبر «عمارة الإيموبيليا» من أشهر العمارات القديمة التى تم بناؤها بالقاهرة بأرقى شوارع منطقة وسط البلد، فهى تشكل أولى العمارات الطويلة والضخمة فى تاريخ البناء المصرى حيث كان سكانها من النجوم والبشوات والأساتذة الكبار وبعض الأجانب، تتميز العمارة بموقعها المتميز خاصة لكونها أطول العمارات وقتها فكان من الممكن أن ترى أرقى ميادين وسط القاهرة منها.

وتكونت الإيموبيليا من برجين على شكل حرف U واحتوت على 350 شقة، وكان يسكنها عدد كبير من النجوم منهم ماجدة الصباحى ومحمد فوزى وزوجته مديحة يسرى وليلى مراد وزوجها أنور وجدي، بجانب العظيم نجيب الريحانى وعبدالعزيز محمود، كمال الطويل، هنرى بركات، كمال الشيخ، عزيزة أمير، محمود ذو الفقار، وماجدة الخطيب، وكاميليا واسمهان وغيرهم الكثير.
ويتعجب البعض إذا علم أنه رغم مرور عشرات السنوات على هجرة تلك الشقق إلا أن هناك بعضها لا يزال مغلقًا بأمر الورثة ولم يتم التخلص منه، ومنها شقة الراحل محمد فوزي، وأيضًا نجيب الريحانى والذى تأتى ابنته لزيارتها بين الحين والآخر بل وقامت برفع لافته على باب العمارة توضح أن أباها كان يسكن هنا، كما قامت ماجدة الصباحى بتحويل شقتها السكنية لمكتب شركة الإنتاج التى تمتلكها ولا يزال المكتب متواجدًا حتى الآن، وإن كانت ظروف ماجدة الصحية تمنعها من زيارتها فى الفترة الأخيرة.
ولكن كما كانت تلك البناية مطمعًا لأهل الفن ليسكنوها وشاهدة على أحداث تاريخية مهمة فهى مطمع لكتاب الفن الحاليين والذين يتسابقون لاستخراج أكثر من فكرة حول العقار، وأولاهم فكرة تناول السيرة لذاتية لكل فنان يسكن بها، حيث يتناول مسلسل «الضاحك الباكي» للكاتب محمد الغيطى قصة حياة نجيب الريحانى بتفاصيلها، ويدخل ضمن التفاصيل شقته التى يسكن بها بالعقار الشهير.. وتردد أكبر النجوم عليه ومنهم إسماعيل ياسين وزينات صدقى وغيرهم من نجوم الكوميديا بالزمن الجميل.
ورغم أن ذلك المسلسل يواجه عديدًا من المشاكل بسبب توقف تصويره بعد كل التحضيرات لظروف متعددة ومنها الإنتاج واعتذار أبطاله وغيرها من الأمور التى حالت دون استكمال المشروع، وإن كان آخر ما تم معرفته عنه أن الفنان نضال الشافعى قام بتوقيع عقده النهائى بشهر يناير الماضي، ومنذ تلك اللحظة تم تأجيله لأجل غير مسمى.
ومن جانبه أعلن الكاتب محمود معروف فى تصريحات سابقة لروز اليوسف أنه يفكر فى تحويل كتابه «عمارة الإيموبيليا» الشهيرة إلى مسلسل يحمل أسرار هذا العقار على غرار مسلسل «عمارة يعقوبيان»، حيث عقد جلسات عمل مع السيناريست أحمد الخليلى لكتابة الحلقات الأولى من المسلسل منذ 5 سنوات، ولكن العمل لم ير النور حتى هذا الوقت.
ورغم ذلك إلا أن معروف مصرّ على تقديم المسلسل وقال: «لقد اتفق معى حفيد «أحمد عبود» صاحب العمارة، التى تدور أحداث القصة عنها على إنتاج المسلسل فور عودته من إنجلترا وإطلاعه وإعجابه بالقصة التى كتبتها عن حقيقة بداية هذه العمارة والتى بناها جده صاحب أكبر نهضة اقتصادية مع الراحل طلعت حرب.»
وأضاف معروف قائلًا: «هذه العمارة تمتلك العديد من الأسرار حيث كان يسكنها العديد من نجوم المجتمع وقتها، فلقد كان منهم أنور وجدى وليلى مراد ومحمود المليجى وكاميليا التى كان يقابلها الملك فاروق مرة كل أسبوع فى هذه العمارة، وأيضًا الفنانة ماجدة الصباحى وماجدة الخطيب ومحمود فوزى وزوجته مديحة يسرى ويوسف وهبى ونجيب الريحانى والمنتجة آسيا داغر.. وسأتطرق لقصة كل منهم مع هذا العقار.»
وأكد معروف أنه سيكشف خلال مسلسله أسرار حول نكسة 67حيث كان فى هذه العمارة نادى القوات الجوية، وقامت إحدى الساكنات اليهوديات بالتعرف على قائد جوى هناك ومرافقته لفترة.. ثم رحلت هذه السيدة عن العقار فى 4 يونيو 1967 أى قبل نكسة تحطيم السلاح الجوى المصرى بيوم واحد وهذا دليل على أنها كانت إحدى الجواسيس الذين قاموا بالحصول على معلومات من ضباط الطيران الجوى عن الطيران المصرى وسربوها لإسرائيل.
وبعد توجيه الاتهامات للمخرج خالد الحجر صاحب فيلم «جريمة الايموبيليا» بانه قام بنسخ حكايات العقار فى فيلمه بدلا من مسلسل معروف وحدوث خلافات بينهما، قال الحجر: « قرأت كتاب معروف والذى كان يتحدث فيه عن تاريخ العمارة نفسها وسكانها من النجوم العظام قديمًا، لكن فيلمى مبنى على حادثة حقيقية حدثت بالعمارة، والتى أسكن بها شخصيًا بالمناسبة،  فقرأت ذات يوم أن هناك حادثة قتل حدثت هنا، وقمت بإنشاء أحداث الفيلم فى خيالي، وبالمناسبة أحداثه لا تمت بصلة لحادثة القتل الحقيقية لكنه يحمل ترتيبًا دراميًا مختلفًا فى إطار تشويقى وتدور أحداثه فى فترة التسعينيات.»
بينما أكد الحجر أنه لا يزال يسكن بنفس الشقة الخاصة بالنجمة ليلى مراد وأنه يحتفظ بالعديد من الذكريات والعفش الخاص بها حبًا فيها وفى تاريخ الفن، وعن فيلمه أعلن أنه انتهى تمامًا من مراحل المونتاج وأصبح الفيلم جاهزًا للعرض ولكن هناك خطة لإرساله للمشاركة ببعض المهرجانات العالمية فى البداية قبل طرحه بدور العرض، مضيفًا أن منتجه جابى خورى هو الوحيد الذى يعلم موعد عرضه للجمهور.
الفيلم من بطولة ناهد السباعى وطارق عبد العزيز وهانى عادل وأحمد عبد الله محمود ودعاء طعيمة وعزة الحسينى وياسمين الهواري.. بالإضافة إلى ظهر خاص للقدير جميل راتب.
أما العمل الأخير فكان من نصيب المخرج عمرو عابدين والذى عمل على تقديم مسلسل عن حياة محمد فوزى وتولى الفنان سمير صبرى إنتاجه بنفسه، كما كانت الراحلة مديحة يسرى ترعاه وتسرد بعض الحكايات عن حياة فوزى وعن حياتهما بعمارة الإيموبيليا،  وتم الاتفاق معها وقتها على تقديم دور الراوى بصوتها الحنون العذب، ولكن المسلسل توقف تمامًا بعد اندلاع ثورة 25 يناير خاصة وأن مدينة الإنتاج كانت تدخل به كشريك مما جعل الأمر يتأزم مع غياب انتاج الدولة.