الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مكتبة الإسكندرية».. نموذج للعولمة الثقافية القديمة

«مكتبة الإسكندرية».. نموذج للعولمة الثقافية القديمة
«مكتبة الإسكندرية».. نموذج للعولمة الثقافية القديمة




اختلف المؤرخون حول الشخص الذى بنى المكتبة فهناك من يقول إن الإسكندر وضعها فى تخطيطه عند بناء الإسكندرية  وهو صاحب فكرة بنائها والبعض يقول إن بطليموس الأول هو من بناها والبعض الآخر يقول إنه تم تأسيسها على يد بطليموس الثانى  باعتبار أن هو من أكملها فبطلميوس الأول هو الذى أمر بتأسيس المكتبة وتنظيمها على نفقته، ثم أكمل ذلك خلفه بطليموس الثاني. جمع ديمتريوس الفاليرى اليونانى نواة مكتبة الإسكندرية، وهو فى بلاد اليونان، الذى كان يعمل كمستشار لبطليموس الأول وهو من نظم المكتبة وقد تم وضع تخطيط معماري وموضوعي بحيث تكون معبرةً عن رصيد الفكر اليونانى وعلوم العصر. وهناك اختلاف فى العام الذى تم إنشاؤها فيه فهناك من يقول إنها أنشئت فى عام 330 قبل الميلاد  وهناك من يقول أنه تم إنشاؤها عام 288 قبل الميلاد. ترجع شهرة مكتبة الإسكندرية القديمة (ببلتيكا دى لى اكسندرينا) لأنها أقدم مكتبة حكومية عامة فى العالم القديم وليس لأنها أول مكتبات العالم فمكتبات المعابد الفرعونية كانت معروفة عند قدماء المصريين ولكنها كانت خاصة بالكهنة فقط والبطالمة أنفسهم الذين أسسوها كانوا يعرفون المكتبات جيدا كما ترجع عظمتها أيضا أنها حوت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والإغريقية وبها حدث المزج العلمى والالتقاء الثقافى الفكرى بعلوم الشرق وعلوم الغرب فهى نموذج للعولمة الثقافية القديمة التى أنتجت الحضارة الهلينستية حيث تزاوجت الفرعونية والاغريقية وترجع عظمتها أيضا من عظمة القائمين عليها حيث فرض على كل عالم يدرس بها أن يدع بها نسخة من مؤلفاته ولأنها أيضا كانت فى معقل العلم ومعقل البردى وأدوات كتابة مصر حيث جمع بها ما كان فى مكتبات المعابد المصرية وما حوت من علم أون وأخيرا وليس آخرا تحرر علماؤها من تابو السياسة والدين والجنس والعرق والتفرقة فالعلم فيها كان من أجل البشرية فالعالم الزائر لها أو الدارس بها لا يسأل إلا عن علمه لا عن دينه ولا قوميته. كانت مكتبة الإسكندرية الملَكية أول وأعظم مكتبة عرفت فى التاريخ وظلت أكبر مكتبات عصرها، أنشأت مكتبة الإسكندرية على يد خلفاء الاسكندر الأكبر منذ أكثر من ألفى عام لتضم أكبر مجموعة من الكتب فى العالم القديم والتى وصل عددها آنذاك إلى 700 ألف مجلد بما فى ذلك أعمال هوميروس ومكتبة أرسطو.
أمر بطليموس الأول بإنشائها 330 قبل الميلاد وتم الانفاق عليها ببذخ فى عهد بطليموس الثانى حيث قام بتوسعتها وإضافة ملحقات لها، احتوت المكتبة على عدد هائل من الكتب والمخطوطات بلغ الـ 700,000 مجلّد.
فى سنة 2002 وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة «اليونسكو» تم تدشين مكتبة الإسكندرية الجديدة وتقع كلتا المكتبتين فى مدينة الإسكندرية بمصر. وظل الحلم فى إعادة بناء مكتبة الإسكندرية القديمة وإحياء تراث هذا المركز العالمى للعلم والمعرفة قد راود خيال المفكرين والعلماء فى العالم أجمع.